بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تحول أميركي

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي / كاتب عراقي

 

هم يقولون ان العراق يعيش في اجواء ديمقراطية، ونحن نقول ان هذه الديمقراطية تمخض عنها انفراد رئيس الحكومة نوري المالكي بعقد اتفاق مع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش على نوع العلاقات المستقبلية بين العراق واميركا، ولتوضيح ذلك، وللتأكد من اهمية هذه الديمقراطية، لابد من شرح حجم وخطورة هذا الاتفاق، الذي يتعلق بمستقبل العراق، ولا ينحصر في حدود صفقة شراء سيارات من المصانع الاميركية، او تزويد واشنطن بالف طن من الرز العراقي.

ان الاتفاق الذي جرى بين جورج بوش ونوري المالكي، يحدد نوع الشراكة المستقبلية الاميركية العراقية، وهذا يعني انه يضع الاطار للآلية التي تبقى من خلالها الادارة الاميركية تتحكم بالاوضاع الامنية والاقتصادية في هذا البلد، اي ان الفعاليات السياسية، غير مسموح لها بالخروج من معطف الرؤية الاميركية وتطبيقاتها، التي انطلقت عجلتها بكل قوة وعنفوان مع بداية الغزو الاميركي للعراق في ربيع عام 2003.

اما الذي نجده في ثنايا ذلك الاطار، فانه يحمل الكثير من التفاصيل، فالامر يرتبط بالابقاء على قواعد عسكرية اميركية في العديد من المناطق العراقية، وان مهمة هذه القواعد، هو تأمين الحماية للحكومات التي سيتم تنصيبها داخل المنطقة الخضراء، على ان تكون ضمن القياسات الاميركية والمواصفات المرسومة في البيت الابيض، ولو كان الامر خلاف ذلك، فلا حاجة لوجود حماية اميركية، لان وصول اي حكومة بالطرق الديمقراطية، ستكون محمية من قبل الذين جاؤوا بها واجلسوها على الكراسي، الا ان الاميركيين يدركون حقيقة ما يجري في العراق، وان ما يتم التخطيط له خلال المرحلة المقبلة، لا يخرج عن البرنامج الاميركي، الذي فشل في صفحته الاولى بالهزيمة العسكرية في الميدان، بعد ان تصدت فصائل المقاومة في العراق لقوات الاحتلال، والحقت بها الكثير من الهزائم وكبدتها خسائر فادحة بالارواح والمعدات.

اما تفاصيل هذا البرنامج، فيحاول الاعتماد على الاجهزة الامنية الحكومية لتنفيذ مهمتين في آن معا، المهمة الاولى، تنحصر في تأمين الحماية للقواعد العسكرية الاميركية، التي ستضطر قواتها الى الانسحاب اليها بعد فشلها في تنفيذ صفحة القضاء على المقاومة العراقية، اما المهمة الثانية، فتحدد في تنفيذ المزيد من الحملات العسكرية من قبل القوات الامنية العراقية، لمطاردة فصائل المقاومة في الكثير من المناطق، واسكات اي صوت وطني يعارض او يقاوم البرنامج الاميركي الجديد في احتلال العراق.

ان المقدمات تكشف عن طبيعة النتائج، ومن خلال نوع وشكل الديمقراطية، التي انطلقت في مشروع الشراكة العراقية ـ الاميركية، وكيف انفرد بها المالكي لوحده، نستطيع معرفة ما تذهب اليه هذه العلاقة والشراكة وشكل الديمقراطية الجديدة في العراق.

wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين /23  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 03 / كانون الأول / 2007 م