بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نجاد .. القدس لا تستصرخك

 

 

شبكة المنصور

سامي الأخرس

 

"أسمع كلامك أصدق,أشوف أفعالك أستعجب"أمثالنا الشعبية لم تترك شئ إلا وطرقت بابه,ووصفته خير وصف,أحياناً الوصف يأخذ الشكل الساخر,وأحياناً أخرى الشكل المنطقي الحكيم,وهذا يدخل ضمن التراث الشعبي الذي لم يترك شيئاً للصدفة,وهو السمة التي غلبت على مجتمعاتنا العربية ..

اليوم كان الاحتفال الإيراني باليوم العالمي للقدس,هذه الذكرى التي يتم الاحتفال بها سنوياً لتسويق الشعار الإيراني منذ إنطلاق الثورة الخومينية التي حاولت أن ترتدي ثوب المدافع عن القدس وفلسطين,والحريص على حريتها وعتق رقبتها من المقصلة الصهيونية,وهو الشعار الذي انخدعنا به ونحن أطفال,وبسن المراهقة عندما لم نكن نستطيع قراءة السياسة وألاعيبها وقوانينها,فكنا نسعد ،ونفرح، ونغتبط عندما كان الساسة وأصحاب العمائم يدغدغون مشاعرنا من على المنابر بالخطابات النارية الحماسية,وهي اللعبة التي أجادتها إيران بعمائمها في طهران,وسار على هداها نجاد في خطابة الأخير,وكأنه يؤكد سوق الشعوب العربية بعصاه وخطبه وشعاراته التي سقطت منذ أن أنيط اللثام من هذه الدولة الشيطانية التي تحاول بكل تصرفاتها الإنتقام من كل ما هو عربي على وجه الخصوص,ومسلم على وجه العموم,بداية من تمجيدها للمجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب,واصطفافها ضد الخلافة الإسلامية حتى دمرتها مع جيوش الغرب,والتتار,والأحلاف التي سعت لهدم العزة العربية والإنتقام منها.

ورغم فضح السياسة الإيرانية التي تأمرت على أفغانستان وكانت لها باع طويل في احتلال أفغانستان وتسليمها للإحتلال الأمريكي,ودورها في تدمير العراق وتقسيمه,ودعمها للميليشيات الشيعية المتعاونة مع الموساد الصهيوني,وحرق العراق,والإستيلاء على نفطه,وتهجير أهله,وملاحقته علمائه وقياداته,ولازالت مؤامرتها تفتك بالعراق,إلى تدخلاتها بالشؤون العربية الداخلية,ومحاولتها لزرع سموم طائفيتها في الجسد العربي لتفتيته أكثر ما هو مفتت,كما فعلت وتفعل باليمن الشقيق الذي حاولت تمزيقه من خلال الحركة الحوثيه التي استطاع اليمن مجابهتها بالقوة والقضاء عليها مؤقتاً,إلى لبنان الذي صنعت بسلاحها وأموالها ودعمها شبه دولة في الجنوب من خلال حزب الله الذي لا نعترض على برنامجه في الوقت الحالي,لكن على المدى البعيد سيتم معرفة الأهداف الإستراتيجية لهذا الحزب الذي لا نريد الخوض في موقفي السياسي منه بما إنه لم يحيد بعد عن خط المقاومة الشريفه,إلى ساحتنا الفلسطينية التي بدأت البصمات الإيرانية تتضح فيها بشكل واضح وأكثر وضوحاً من المراحل السابقة ..

من خلال هذه المواقف الإيرانية وعمائمهم فإن شعار تحرير فلسطين ما هو سوي شعار استهلاكي يهدف إلي تمرير مؤامرة كبري ، تصبو للسيطرة علي هذه البقعة الجغرافية ، وإعادة إحياء غليل الثأر الذي اشتعل في الصدور ، وإقامة الإمبراطورية الإقليمية التي هُزمت أطماعها وفشل مشروعها وتلاشت أحلامها عندما تصدي لها الشهيد الفارس صدام حسين رحمه الله الذي استطاع أن يخمد نيران الثأر المشتعلة في المعبد المجوسي والتي أوقدها الخميني بما يسمي الثورة ، هذه الثورة التي قادها من علي متن الطائرة الفرنسية التي حملته إلي إيران منتصراً .

أدرك أن هذا المقال سيجد استياء كبير وشديد من العديد من الأخوة سواء قراء أو كتاب أو غيرهم من العاطفيين والمتشددين لعواطفهم ، ولكنه نتاج قناعات وقراءات لما يدور على الأرض ، وهذه القراءات خارجة عن نطاق الغزل العاطفي العربي الذي قادنا من هزيمة لهزيمة ، وجعلنا مطية يركبها كل من أراد تسجيل انتصار ، وتحقيق مجد في تاريخه ، هذا الغزل العاطفي الذي جعل منا أمة مهزومة متأزمة تخجل من حالها وأحوالها .

أما نجاد فأقول له إن كانت حرية فلسطين وتحريرها ستكون على حساب ابتسامة أطفال العراق ، وتمزيق وتدمير أرضه فلا نريدها ، لأنها حرية مسلوبة ، وبثمن ، والثمن غال لدينا هو شعب عربي أصيل أصبح غارق بالموت بفعل المليشيا التي يشرف عليها ويمولها حرسكم الثوري وخبرائكم وأموالكم ، فنحن نريد فلسطين محتلة أهون واشرف لنا وعلينا وأطهر من تحريرها على جثامين أهلنا في عراق الشموخ ، هذا العراق الأصيل الذي سيعود من عمق ألمه وجرحه النازف ليثور ويهزم كل إمبراطوريات ومؤامرات الشر .

أما الغزل العسكري الذي توجهه الولايات المتحدة ضد إيران فهو غزل ستفتضح مراميه وأهدافه في الوقت القريب ، حتى لو سلمنا جدلاً رغم استبعادي لذلك أن إيران ستتعرض لضربات ، فهي لن ولم تتعدي ضربات استكمال الدور وكتابة باقي فصول المؤامرة وتجميلها ، فما قدمته وفعلته إيران للولايات المتحدة من خدمات لتدمير وطننا العربي لم يقدمه الوليد المسخ للولايات المتحدة الكيان الصهيوني .

فشكراً نجاد أرفع سيفك عن أعناق ورقاب أهل العراق وأرحل ، فأهل فلسطين لا يريدوا حريتهم منكم ، ولا يشرفهم تحرير موطنهم بدماء أهلهم وشعبهم العراقي ، أحمل عملاءك وأترك العراق موحداً واحداً ، ووفر قواك فلا فلسطين تريد حريتكم ولا أقصاها يستصرخكم ... " لا نامت أعين الجبناء ، ولا قرت قلوب العملاء "

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  24 رمضان 1428 هـ  الموافق  06 / تشــريــن الاول / 2007 م