بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الـــرمـــز

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

الرمز في معناه الحقيقي هو كل دالة تشير إلى شئ معين أو تشبيه شئ بشئ , وقد استخدمت الرموز والأوصاف والتشبيهات منذ قديم الأزمان بل وحتى منذ بدايات الخليقة .

وقد استخدم الرمز في الحضارات الإنسانية الأولى في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل , فأول الرموز التي استخدمت كانت الآلهة , فكانت الإله عشتار رمز الحب والخصب في بلاد الرافدين وكانت الإله فينوس رمزا ً للحب في وادي النيل .

وبعدها كان للإنسان دور في ريادة الحضارات والأمم والتأثير فيها وكان هناك أشخاصا ً غيروا تاريخ أمم بأكملها مثل القادة والعلماء والسياسيين وأصبحوا هم رموزا ً لأممهم نتيجة عمل خالد قاموا به , وكانت للأنبياء صفات وصفوا بها عندما اصطفاهم الله من بين العالمين فمثلا ً إبراهيم ( خليل الله ) , موسى ( كليم الله ) , عيسى ( ابن الله ) , محمد ( حبيب الله ) .

وفي زمن الدولة العربية الإسلامية كان للخلفاء صفات وصفوا بها منذ بدايات الخلافة , ففي العصر الراشدي ظل لقب الصديق ملازما للخليفة أبو بكر لأنه كان رمزا ً للصدق والحق , وظل لقب الفاروق ملازما ً للخليفة عمر بن الخطاب , وفي زمن الخلافة الأموية أطلق على آخر خلفائها مروان بن محمد لقب ( الحمار ) وذلك لصبره وتحمله , لأن الحمار من أكثر الحيوانات صبرا ً وتحملا ً فأصبح الخليفة رمزا ً للصبر والتحمل لما عاناه في خلافته من اضطرابات وثورات في فترة حكمه .

وفي زمن الخلافة العباسية أطلقت صفات وألقاب على كل خليفة ابتداءا ً بأول خلفائها ( السفاح ) أبو العباس وانتهاءا ً بالمستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين .

وفي عصرنا الحديث برزت شخصيات كان لها الأثر الكبير في تغيير معالم عالم بأسره وخاصة ً في الوطن العربي وحملت صفات وألقاب كثيرة وجمعت بين الصدق والوفاء والتضحية والنضال والقوة والتحمل والصلابة , والاهم من كل هذا كان لها الشرف في مقارعة المستعمر فأصبحوا بهذه الصفات رموزا ً ودلالات لدولهم فلا تذكر هذه الدولة أو تلك إلا ويذكر معها رمزها , فمثلا ً لا تذكر ليبيا إلا ويذكر معها رمزها المجاهد الكبير ( عمر المختار ) لما له من اثر في محاربة الاحتلال الايطالي حتى آخر لحظة في حياته فكان رمزا ً للتضحية والنضال والفداء , ولا تذكر الجزائر إلا ويذكر المجاهد ( عبد القادر الجزائري ) , وأصبحوا سعد زغلول واحمد عرابي رموزا لمصر , وليس أن تكون الدولة في حالة احتلال تبرز الرموز بل بمجرد أن تكون في حالة خطر ومهددة يبرز الرجال الرجال وتبرز البطولة والشجاعة في مقارعة المحتل حتى الشهادة.

اليوم وبكل فخر واعتزاز أصبح العراق في مقدمة البلدان الذي تشرف بأكبر رمز عبر تاريخه الطويل , واليوم لا يذكر العراق بدون رمزه إمام المجاهدين صدام حسين ( شهيد الحج الأكبر ) رمز الشجاعة والصمود والتضحية لأنه في حياته كان نموذجا ً فريدا ً من قادة دول العالم وعظمائه , وبعد استشهاده سيبقى حيا ً في قلب كل مواطن شريف طاهر وفي قلوب الملايين من أمته وسيبقى هو هو من ترنوا إليه الأنظار وسيبقى منبع أفكار المفكرون والكتاب والمقاومون .... وسيظل رمزا ً للوفاء والحب والتضحية وسيبقى الوصف لكل شئ جميل وسيبقى الدلالة على القيم والمبادئ التي ظل ملتزم بها حتى الاستشهاد .... وأخيرا ً سيبقى المعلم الخالد الذي ينهل منه الشرفاء كل الدروس والعبر التي ضحا بحياته من اجلها وسيكون الشرفاء من أبنائه شهودا ً على مرحلة من مراحل تاريخ العراق العظيم عراق الوحدة الوطنية عراق الحضارة عراق التقدم عراق الرمز صدام حسين .....


Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 10 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 19 / كانون الأول / 2007 م