بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الصراع القديم بين آلـ الصدر والـ الحكيم

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

على مرّ السنين بل والقرون كان الصراع على زعامة الشيعة في العراق قائماً وله امتدادات ليس في العراق فحسب بل امتد إلى إيران والخليج , وفي القرن الماضي تمتع الشيعة ومؤسساتهم الدينية بقدر كبير من الحرية مقارنة بالقمع والتعسف الذي عانوه من قبل منذ عهد الأمويين حتى انهيار الدولة العثمانية , وبذلك انفتحت أمامهم آفاق أرحب أمام هذا الصراع في ظل اتساع حجم الموارد المالية للعتبات الشيعية المقدسة وللعائلات التي تديرها وللحوزات الدينية في النجف وكربلاء , وفي كثير من الأحيان اتسم هذا الصراع بالغدر والتآمر والخيانة وحتى إراقة الدماء .

ظلت الأحزاب والمؤسسات والهيئات الشيعية تنتظر انهيار نظام الرئيس السابق صدام حسين ( رحمه الله ) لتنطلق في سباق محموم لتكريس ما كانوا يحلمون به الا وهو زعامة الطائفة الشيعية لتفرض كل واحدة سلطتها السياسية ونفوذها المالي والاجتماعي في حال سيطرتها وتحكمها بالحوزة العلمية .

ومنذ أيام الغزو الأمريكي ، كانت ساحة هذه الزعامة في النجف خالية .. آلـ الحكيم وآلـ الخوئي في الخارج يتحينون الفرص للحظة السقوط التي كانت حلما ً بالنسبة لهم ، وآلـ الصدر كان نفوذهم خاملاً خصوصا ً بعد مقتل السيد محمد باقر الصدر , وفي لحظة السقوط برز آلـ الصدر فجأة في الشارع النجفي بقيادة مقتدى الصدر ليمسكوا بصولجان الزعامة قبل عودة آلـ الحكيم من ايران , وهذا ليس بفضل شخصية مقتدى أو حكمته في قيادة الأمور بل لولاء مطلق واحترام كان الناس يكنونه لوالده ، وفي طريق اندفاعهم اكتشفوا إن عبد المجيد الخوئي في النجف وقد عاد من لندن وبهذا سيسحب البساط من تحت أقدامهم , فما كان منهم الا أن يعودوا في ظل انعدام الأمن وسقوط السلطة المركزية ولا رادع لهم فرجعوا إلى اسلون الغدر والخيانة وإراقة الدماء فقاموا بنحره بالقامات وسُحلوه في الحال داخل الحضرة الحيدرية وفي شوارع مدينة النجف , مع انه تبين فيما بعد لم يكن يرغب في أي دور سياسي أو حتى ديني ، لأنه رفض الكثير من العروض المغرية التي قدمت له .

وبعد الاحتلال مباشرة ً برز على الساحة السياسية والدينية آلـ الحكيم في العراق بعد أن عادوا من ايران بعد أن لبسوا عباءات الخيانة وعمامات الـذل وعادوا على ظهور الدبابات الأمريكية وبحمايتها ليلعبوا دورا ً بارزا ً فيما بعد وخصوصا ً إنهم يتلقون كل الدعم السياسي والمالي واللوجستي من ايران مرجعهم الأعلى , وللأسف الدور الذي لعبوه لم يكن الا دورا ً قذرا ً زادهم قذارة فوق قذارتهم لم يقف في وجههم الا مقتدى الصدر وأتباعه ليس حبا ً في الوطن أو حبا ً لطائفة بل حبا ً في الزعامة والسيطرة على المقدرات المالية وخصوصا ً للحوزة ( أموال الخمس والزكاة ) لكي يتم النهب والسلب على أصوله , وهذا مالمسناه من أتباعه عندما سيطروا على المرقد الحيدري في النجف وما اكتشف بعدها من سرقات مما كان يحتويه من نفائس الأشياء , وكل هذا كان بعلمه ان لم يكن هو من يوجههم في ذلك .

واليوم أصبحت المحافظات الجنوبية ساحة للتقاتل بين أبناء المذهب الواحد لا لولاء لطائفة بعينها بل لولاءات حزبية يذهب ضحيتها الأبرياء الذين ليس لهم في هذه الصراعات لا ناقة ولا جمل كما حصل مؤخرا ً في محافظة كربلاء من اعتقال أسرة بأكملها وتعذيبهم بالآلات الجارحة على يد واحد من كلاب فيلق غدر يدعى علي وهو ضابط في فوج الطوارئ الثالث في المحافظة ليس هذا فحسب بل راح ضحيتها طفلين والحكومة واقفة صامتة ازاء كل هذا .

كل هذه الأحداث تدخل ضمن لعبة الصراع على الزعامة الشيعية التي لن ينعقد لواؤها على احد مادام الغدر والقتل والنهب والسلب يدخل ضمن نشاطات الأحزاب التي تتحكم في مقدرات الأمور , وهذا هو سرّ الحكاية.. حكاية الأزمة السياسية الراهنة في العراق .

 

Samir_sitto@yahoo.com  

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  02  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  12 / تشــريــن الثاني / 2007 م