بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

العراق والتدخل الإيراني السافر

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

ما من احد في العراق الجديد لا يعي ويدرك مدى خطورة التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي , وان هذا التدخل له مؤيديه وله معارضيه , وهناك من خرست السنتهم تجاهه لغاية في نفوسهم .

كل عراقي أصيل يتحدث بمرارة عن هذا التدخل الفاضح , وهناك الكثير من الذين علت أصواتهم وارتفعت إلى الحد الذي اقلق حكومة طهران نفسها , اما أعضاء الحكومة العراقية والذين هم بالأساس تابعون لإيران فأن صوتهم بالكاد يسمع وهذا للحفاظ على ماء وجههم ليس إلا , وهم الذين يعملون بصمت لتعزيز التواجد الإيراني .
التدخل الإيراني في الشأن العراقي أصبح شئ لا يحتمل , ونحن كعراقيين نلمسه يوميا ونشاهد تطوراته والأحزاب التي أعدت في إيران تقوم بخدمة أسيادها على أكمل وجه في تمرير المخططات الإيرانية وهم لا يعرفون إن هذا الأمر سينعكس عليهم في يوم ما ويصبحون عبيد للإيرانيين , والدول العربية كعادتها نائمة , والاحتلال يبحث عن مصلحته , ومصلحته بالتأكيد مع أناس باعوا وطنهم , وكل العراقيين يعرفون الأحقاد الدفينة من قبل الفرس تجاه العراق منذ أن انطفأت نار المجوس على يد العرب وبالذات منذ تحرير العراق سنة 14 هـ .

ومنذ مجئ الثورة الإسلامية إلى السلطة في إيران واتخاذها بما يسمى ( تصدير الثورة ) كانت على الدوام تدعوا بالخفية إلى احتلال العراق , ولكن خاب ظنهم في زمن الرجال الرجال ووقفت إيران عند حدها لا تتجرأ أن تقول ثلث الثلاثة كم على قول أشقائنا المصريين .

واليوم وبعد اشتعال المعارك في العراق وجرى ما جرى من احتلال وما تبعه , نرى إن المشهد اليومي الذي يعيشه العراق والذي نشاهد جانبا منه كل يوم مشهد مخيف دموي النزعة تتجلجل فيه النعرات الطائفية وتتطاول عليه الأحقاد والرغبات من كل حدب وصوب بتصفية حسابات التاريخ المزعومة , كل هذا يتم بالنور وبعلم من رجالات العراق الورق ( made in Iran ) وإلا كيف تتجرأ حكومة طهران وتتقدم بخطة لاستقرار الأمن في العراق ..... ! أليست هذه طرفة بل وأحلى طرفة أن يجئ الوقت وتتحكم إيران بمقدرات الأمور في العراق .

هذا هو حال حكامنا اليوم الذين ولائهم الأول والأخير لإيران الآمر الناهي , ولا يوجد واحد فيهم من يوالي ويناصر وطنه الذي تتقاذفه الأمواج وأبنائه المغلوبين على أمرهم , وكل واحد منهم لا هم له سوى النهب والسلب والقتل والصعود على أكتاف أبناء وطنه , وكل واحد منهم له ديونه السياسية التي اغرق نفسه فيها عندما كان لاجئا ذليلا في إيران , وحان الآن وقت سداد الدين , ولا يهم أن يكون هذا الدين من لحم أبناء وطنه أم لا . حسبنا الله ونعم الوكيل

Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  28 شــــوال 1428 هـ  الموافق  08 / تشــريــن الثاني / 2007 م