بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سخرية الاقدار

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

بين يقضتي ونومي ومعانات يومي المليء بالتعب والنصب وأنا في تلك الحاجة الملحة لاستراق إغفاءة علي أنسى هماً من همومي الطافية في وجدان ضميري المرهف إحساسا ً بوطن ٍ تتقاذفه ُ رياح هوج تعددت ألوانها واشكاها الصفراء والحمراء والسوداء وغيوم سمائي ملبدةٌ بمطر سوء وطالع نحس وأحلام وكوابيس وكأنها الحقيقة تطلب رؤيتي , جاءتني وهي واقفة ُ شامخة كالنخيل رغم مرضها العضال الذي استفحل في جسدها واخذ ينخر به , كانت حبيبتي وصديقتي وزوجتي وأمي وأبى وأختي وأخي وكل شئ في حياتي , ولكن في لحظة خارجة عن الوقت والزمان سُرقت مني , سرقها المرض واخذ ينخر في جسدها وأخذت خيالاتي تطوح بيَ ذات اليمين وذات الشمال ولكنها أخذت تتهاوى الواحدة تلو الأخرى وكلي شوقٌ وغرام برؤية حبيبتي واسأل نفسي ماذا دهاني و لماذا كل هذا الوله , أتستحق مني كل هذا التعب والتضحية والسهر والسهاد المتكرر .. الله الله يا حبيبتي , لماذا لماذا المرض اختارك أنت ِ بالذات دون غيرك من جميلات الدنيا وفاتناتها ...؟ فعزمت الرحيل وكلي شوق ولهفة لكي التقي حبيبتي , وعندما أتت اللحظة التاريخية الموعودة واقترب موعد اللقاء واقتربت ُ منها وهممت ُ لكي اقبل جبينها فبدت لي شاحبة وضعيفة وفيها علامات الموت , قبلت يدها وتسورت حائطها رغم العيون التي تلاحقني , ولكني عزمت وتوكلت على خائر قواي ولواعج نفسي لأواسيها وأهون عليها مصائب الدهر .

فنظرت اليّ وقالت : انك أنت َ انت َ كما عرفتك عندما تحب تحب حتى الفناء وعندما تبغض يسامح قلبك الرحيم وتضحي وتتحمل مشاق وعثرات الطريق ووحشة الغرباء : قلت لها من لي غيرك في هذه الدنيا , فسكتت لبرهة واغرورقت عيناها بالدموع وأخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة ومَسَكت بيدي وقالت وهي ترجوني : أرجوك أرجوك أن تبقى بجانبي فعندما تكون بجانبي اشعر إن الحياة قد رجعت إليَ وان مرضي وضعفي ووهني ليست إلا أقدار كتبت علي بل هي سخرية الأقدار وكن على يقين بأني سأستعيد عافيتي وأعود كما كنت بل احسن .

فهل إلى الآن لم تعرف حبيبتك ( بغداد ) ...... بغداد عاصمة الرشيد ..... بغداد عاصمة صدام الشهيد بغداد ذات السفر المجيد , فلا تبتإس فأنا هي هي أعانق الرواسي وأعود القةً ً بعد كل المآسي .......


Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  24 رمضان 1428 هـ  الموافق  06 / تشــريــن الاول / 2007 م