بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل أصبحت بيروت سجنا آخر للاجئين العراقيين

 

 

شبكة المنصور

سمير ستو

 

إن الخيار بين أمرين أحلاهما مر هو قمة الألم والعذاب والحزن لكل من يمر بهكذا تجربة , وهذا هو الذي يحدث الآن في لبنان , وهو الخيار الذي يخيرونه للعراقيين الذين انتهى بهم المطاف هناك .

هذا الخيار خيرته السلطات اللبنانية على ( 580 ) لاجئ عراقي وعليهم أن يختاروا بين بقائهم في السجن وشقائهم فيه لأجل غير مسمى وليس لهم أي أمل في الخروج أو أن يعودوا إلى بلدهم ويواجهوا مصيرهم المحتوم .

نحن نعلم أن لبنان ليس فيها قانون لاجئين وان تعاملهم مع العراقيين على اعتبار أنهم مهاجرين غير شرعيين .

 وان أي شخص يدخل الى لبنان يلقى القبض عليه ويعرض نفسه للحبس ولا يطلق سراح أي شخص إلا بالموافقة على العودة إلى العراق .

لماذا كل هذا ..... ؟ ألا يمكن للسلطات اللبنانية أن تمنع من دخول أراضيها أي شخص من البداية وتحفظ لهم كرامتهم أفضل من ما يلاقونه الآن من تعامل لا أنساني , وإذا سمح للعراقي بدخول الأراضي اللبنانية لا يعترف به كلاجئ ومحظور عليه العمل مما سيؤدي في هذه الحالة إلى نفاذ أمواله وعليه الخروج أيضا ً من لبنان .

أين دور الأمم المتحدة من كل هذا , أين دور الولايات المتحدة المسؤولة عن كل هذا الذي يجري للعراقيين من تشريد وإذلال على أيدي كل من هب ودب , أم هي لعبة أخرى من الاعيب الحكومة العراقية لإخراج العراقيين من لبنان والرجوع بهم الى العراق مرة أخرى كما حدث في سوريا .

إن أمر اللاجئين أصبح واقع حال فعلى أي دولة أن تلتزم بمسؤولياتها تجاههم وخصوصا ً إذا كانت عضوا ً في المجتمع الدولي بعدم الإساءة الى اللاجئين أو الإعادة القسرية لهم وان يمدوهم ببعض الحقوق كحد أدنى , فهل يرضى اللبنانيون بهذه المعاملة من قبل العراقيين .... ؟

المشكلة هنا ليست لبنان وحدها بل كل حكومات المنطقة ومنظمة الأمم المتحدة التي عليها مساندة الدول التي تأوي اللاجئين وخاصة الأعداد الكبيرة منهم أو تعيد توطينهم في بلد ثالث وخاصة الذين فقدوا كل شئ في العراق حتى مساكنهم ......

Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأربعاء / 25  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 05 / كانون الأول / 2007 م