بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

العراق ليس وطنا نعيش داخله وانما وطننا يعيش داخلنا 

 

 

شبكة المنصور

سماء باسم القزاز

 

العراق ليس وطناً نعيش داخله ولكنه وطناً يعيش داخلنا ، العراق هوا ذكرياتنا الماضية والحاضرة والاتية ، العراق هوا بيتنا الذي ولدنا فيه وسنموت فيه وسيحتضن ترابه أجسادنا ، العراق هوا شارعنا الذى مشينا فيه وكنائسنا  وجوامعنا التى صلينا بهما...

ما هوا العراق؟العراق ليس دوله صابئيه  او اسلامية او مسيحية او يهودية او عثمانية او تركية او او!!!

ولو حاولت عزيزى القارئ صبغ هذه الارض المقدسة بديانة ما ففى هذه اللحظة ستجد الكراهية ملئت كيانك وقلبك وزال السلام والمحبة لأن الارض ليست ديانة والوطن ليس عقيدة  وإنما عندما أذكر بغداد أتذكر "بغداد جنه بعيوني انا" وأتذكر "بغداد يامدينه السلام" وأذكر أهلى مسلمين ومسيحيين وصابئه مندائيه وهم يحتضنوا بعضهم بعض بمحبة كاملة فى أعيادهم بكل حب وإحترام دون كراهية .

كم كانت أيامنا الماضية حلوة كم كانت مملؤة محبة أيام ما كانت الناس تزور بعضهم لبعض فى الاعياد مهنئين ومباركين سواء كانت أعياد اسلامية او مسيحية او صابئيه  كم هى عظيمة المحبة كم هى مباركة من الله فليس شئ أعظم من المحبة ولا شئ يستطيع أن يطفئ نار المحبة ياريت ترجع المحبة بين كل أبناء العراق مسلمين ومسيحيين وصابئه ويزيد...  ياريت  ترجع المحبة ..

عزيزى القارئ ابعث  لك كل المحبة إن كنت مسيحى أو كنت مسلمااو كنت كرديا او صابئيا او يزيديا فأنت أخى فى الوطن .. الوطن الذى لا يفرق فى عطائه بين مسيحى ومسلم وصابئي.. لو نظرت إلى عراقنا فستجد إنه لا يمنع  مسيحى او مسلم او صابئي اويزيدي او كردي  بالمشى على ترابه ولايفرق بين مسيحى ومسلم يشرب من دجلته وفراته وإنما يعطي ويعطي  بسخاء ..

وحيث أن حديثي فى هذه المرة عن المحبة فاسمحوا  لى احبتي بسرد هذه القصة الواقعية.. قيل انه فى مرة غرقت سفينة ركاب فى عرض البحر فلما علمت هيئة الاغاثة فى الفور أرسلت طائرة إغاثة لعلها تستطيع إغاثة الراكبين من الغرق وبالفعل وجدت قلة قليلة قد تعلقوا ببعض أشلاء السفينة الخشبية على سطح البحر يسارعوا الامواج ففى الحال قاموا رجال الاغاثة بانزال سلم من الطائرة ليتعلق به احد الركاب ويصعد للطائرة وبالفعل نزل السلم امام  احد الركاب الذى يصارع الامواج فقام بدوره باعطاء السلم لاخر بجواره ليصعد قبله وحدث ذلك عدة مرات كلما تلقى الطائرة بالسلم امام هذا الرجل يعطيه لاخر حتى صعد الكل ولكن عندما نزل السلم امامه وكان هو الاخير كان قد لفظ انفاسه الأخيرة فأصرت هيئة الاغاثة على التقاطه من البحر ودفنوه بكل تقدير إعترافا بحبه وبذله من أجل الاخرين .. وهنا دعوني أسالكم  احبتي القراء أن تعطوا لنفسكم دقائق للتأمل هل لو كنتم من الناجيين كنت ستحب هذا الرجل ام لا     !!!

ياريت كل عراقي يحب أخيه العراقي الذى يعيش معه فى وطنا واحد ولا يفكر قبل التعامل معه هل هو مسلم ام مسيحى اوصابئي او كردي او يزيدي.. يارب اجعل المحبة مكان الكراهية وواجعل السلام فى كل قلوب الاخوة العراقيين  مسلميين ومسيحيين وصابئه وكردوكل اطياف العراق العظيم.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  18  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  28 / تشــريــن الثاني / 2007 م