بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حكومتنا الرشيدة لبش هذا البوك....؟

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

يبنى كل شيء إن أردنا البنيان الحق على الفضيلة والتقوى والحق وهي مبادئ سامية؛وبغيرها يقوض ذلك البنيان؛والمؤكد إن الفضيلة لاتدعوا من ضمن ماتدعوا إليه(نهج السرقة) وهو المتبع والذي تم الترويج إليه منذ زمن ليس بالقليل ؛لذلك شاعت تلك الفرية وجرى إسنادها بأقاويل كثيرة منها وحين تسال أحدهم يجيبك بأنا قد(أستشرعنا) أي حصلنا على شرعية ذلك العمل المشين من أهل الرأي والمشورة؛وفي العراق يمثل أصحابها المراجع؛وهم من يؤخذ عنهم الرأي الشرعي في كل ما يكتنفه الغموض فيما يتعلق بالدين وكلمة أستشرعنا؛ معناها أخذنا الموافقة على العمل من الجهات التي تمثل الشرع وهذه الجهات كما أسلفنا هي المراجع.

وأني لاأدري صحة هذه الأقوال من عدمها؛كما أننا لانريد أن نظلم أحدا أو نتجنى على جهة من غيرها إلا أننا نقصد بكلامنا من قالوا بذلك الفعل المشين وأني لأكاد أجزم أن وراءه إيران ومن يروجون منذ ذلك الحين للإساءة للدولة العراقية أو تاريخ العراق بشكل عام ؛والسرقة عمل مناف للأخلاق وأهل الرأي والمشورة من المفترض أنهم منزهين عن مثل هذا العمل بالفطرة كونهم من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛هذا إذا حكمنا العقل؛وهم يدعون لفضائل الأخلاق لالغيرها وأقصد منهم الشرفاء لا الذين يلحون بالدعاء على الفضائيات (أللهم أحشرني مع المكبسلين) أو أولئك الذين قالوا (تريد فتوى؛ الفتوى موجودة بقتل السنة والوهابيين والبعثيين) وما عليك إلا أن تفعل و(حوبتك بهلركبة)؛هذا الكلام على العلن وفي( الحسينيات)؛المفتروض أنها أسست على التقوى ولكنها انتهجت نهجا غير التقوى فعلمت الناس السرقة الشرعية التي أجازها أصحاب الرأي والمشورة؛هذا الكلام واضح وصريح ولالبس فيه والمشكلة إن أهل الرأي والمشورة لم يعترض منهم أحدا بعد سماعه؛مما يعزز القول السابق.

من المؤكد من وجهة نظري على الأقل أن هؤلاء من أفتى بشرعية السرقة من الحكومة أو سرقة المال العام بحجة أن الحكومة السابقة ظالمة وفاسدة؛ ولذلك أصطف خلف معاداتها والقضاء عليها الشرق والغرب؛الحكومة السابقة فاسدة لأنها حفظت الشرف العربي من التوجهات الفارسية والأطماع التي كانوا ومازالوا يروجون لها؛لأنها أنشئت جيشا من المتعلمين عبر نظام مجانية التعليم التي لم يشهد العالم نظيرا لها؛فاسدة كونها أسست لقيادة العراق خارج حظيرة الدول النامية؛وووألخ

من المنجزات التي سطرتها في طول العراق وعرضه؛لذلك يجب سرقتها حسب ما يروج له أهل الرأي والمشورة الذين ألبسوا فتواهم تلك ثياب المرجعية؛كما فعل (الأعور الدجال) وأبنه في الترويج للانتخابات التي أدعوا أن المرجعية تدعمها بل تطالب بانتخاب قائمة الإتلاف دون سواها وأكدت إن من لم يذيل ورقة الانتخاب برقم تلك القائمة فأن عليه اللعنة إلى يوم الدين؛وأن زوجته قد حرمت عليه؛وأنه سيقف بين يدي الإمام علي كرم الله وجهه وسيسأله عن ورقة الانتخاب؛ولهذا فليس بالبعيد عن هؤلاء أن يروجوا لمثل تلك الأقاويل بقصد تظليل الناس واستثمار مواقفهم لصالح الأغراض الدنيوية التي يمثلون.

لقد فاحت روائح السرقات حتى أزكمت أنوف العالم وليس العراقيين فحسب؛لقد كنتم تسرقون في السابق بدعوى أن الحكومة ظالمة فما هي دعواكم اليوم ؛حتى النزاهة التي شكلتم لها مفوضية أتضح أنها مفوضية للسرقة ليس إلا؛حيث لانزاهة لمن يعمل بمعية هؤلاء وهي ليس إلا غطاء لستر سرقاتهم والمالكي أخر من يعلم ؛ثمانية مليارات أيها الظلمة وأهلي يلفهم الجوع والتشرد؛ثمانية مليارات يعبئون بها جيوب الأمريكان ومؤكد أن لهم الفتات لأنهم أعتا شوا عليها وتربوا في مزابلهم ومزابل الإيرانيين؛وأهلنا قد أخذوا نصيبهم من الجو القاتل المميت في عراق لاتضاء فيه شمعة كهرباء؛وقبلها مليارات المجرم بريمر التي تبخرت وهم في سبات بل في شراكة معه كل يسرق من موقعه وحسب ما تعلم في إيران وأمريكا وبلدانهم القميئة التي دربتهم وأرسلتهم كالعث يسري في شرايين أهلنا وبلدنا؛طبعا اللجنة التحقيقية جاهزة كالعادة وستقوم بعملها على أكمل وجه وحين تصل إلى السفارة الأمريكية (وكر الشر والخديعة) ستنسى أوراقها وتعود أدراجها وتذهب ملياراتنا مع الريح والفاعل مجهول؛كما قتل( الجعفري المجرم) أهلنا على جسر الأئمة وقيد الفاعل ضد القاعدة والتكفيريين والصداميين.

(البوك من الدولة حلال)؛سألني أحد أصدقائنا في يوم هل هو جائز؛وتبين أن صاحبنا قد سار على فتوى المرجعية والكلام على عهدته كما قلت؛,وانه أثرى جراء تلك الفتوى وجاء ليسأل بعد أن غرق في الحرام؛وقد أجبته حينها وحسب فهمي المتواضع بتعاليم الدين كوني علماني مثلما يصفون؛(أنت تقول البوك؛أي السرقة) وهي في أبسط مفاهيمها أن تأخذ شيئا ليس من حقك؛فهل سمعت إن هناك من(بوك) يوصف بأنه حلال؛أقتنع صاحبي وقال (لاحول ولا قوة إلا بالله)؛لقد غيبوا عقولنا بأفكارهم الدنيئة؛ولا أعلم ماحل بصاحبي بعدها في العصر الجديد عصر المرجعية والتحرير.

فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل؛ (هل الحلال ذاهب؛ قال:نعم ذاهب؛قالوا والحرام؛قال؛يذهب وأهله) صدق رسول الله.

واليوم قد ذهب الحلال؛ولم يبقى إلا الحرام بل السحت وإنه لذاهب وأهله معه؛فكل مايجري اليوم في العراق حرام في حرام؛فهل تتصورون أنه باق؛لا ورب الكعبة إنه زائل؛وتباشيره تلوح في الأفق؛وأولى بشائره البريطانيين وزيارة بوش الليلية الأخيرة؛وتعلم لماذا في الليل؛ببساطة لأنه سارق؛وللذي يستقرأ الأحداث سيستشف منها الكثير.

(حكومتنا الرشيدة ليش هذا البوك)؛وهذا بيت من قصيدة شعر شعبي طويلة لأحد إخواننا العراقيين الوطنيين الشرفاء رغم أني لاأعرف أسمه لكن سؤاله يحمل الكثير من المعاني والدلالات؛استعرته ليكون عنوان مقالي؛فأرجو أن يهبني السماح كوني أخاطب وأريد بخطابي الرأي والصالح العام؛

نعلم أنكم قبل أسيادكم سترحلون ولكن تأملون أن لايطالكم العقاب؛دماء أهلنا؛أعراضهم؛حياتهم؛تنهداتهم؛أموالهم؛دماء أطفالنا؛سعادتهم المفقودة؛هم لم يمارسوا لعبهم كما الأطفال الآخرين؛لم يتتلمذوا كما أقرانهم؛رؤوا خياناتكم وأطلعوا على مفاسدكم؛أرضنا التي بعتموها وأرتضيتم الخنوع والذل والعار والتصاغر أمام الأجنبي رغم إنكم صغار منذ البداية؛فمن لايواجه خصمه ويحتمي بالأجنبي صغير؛وأكملتموها بالسرقات؛فهل تعافكم ذاكرة أهلي وأنتم لم تبقوا لنا مايسر؛لقد لفظتكم هذه الأرض كما لفظت من يحميكم؛وأنتم وهم إلى زوال؛ولا تتصوروا أن العراق سيزول بل أنتم وساعة الحساب قريبة نراها بأعيننا؛وساعتها لن نوفر أحدا من الذين آذوا شعبنا وأرضنا.

(إنهم يرونه بعيدا..ونراه قريبا) المعا رج 70 .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 03 ذي القعدة 1428 هـ الموافق  13 / تشــريــن الثاني / 2007 م