بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بكَاية الوالي !

 

 

شبكة المنصور

سعد الاوسي.. رئيس تحرير جريدة الشاهد المستقل

 

كان يا مكان في غابر العصر والزمان .. احد الولاة المتجبرين المجرمين القتلة السفاحين الظالمين وصل به حد التشفي بالاخرين قيامه بتزويج ابنه في ليلة اعدام (الوالي) الذي سبقه في الحكم!

وما ان تسلم هذا (الوالي)! مهام منصبه حتى قام بفسح المجال لاقربائه وابناء عمومته و(نسابته)! واقرباء زوجته ليدخلوا عالم (الجندرمة)! من اوسع ابوابه! حيث منحهم الرتب العسكرية في بلاط (الولاية)! وجاء بمن يقوم بتصليح وخياطة (المواعين الفرفوري)! فمنحه رتبة عسكرية كبيرة! مثلما قام بمنح اصحاب الجنابر والباعة المتجولين رتبا عسكرية كذلك! وهم لم يذهبوا حتى الى (الملالي)! لتعلم القراءة والكتابة.. اي ان جميعهم (أميون)! والمتفوق منهم (يقرأ ويكتب)! الا ان غالبيتهم جاءوا بوثائق مزورة وقدموها.. لان لا احد يستطيع ان يقول (زوجة الوالي.. عورة)! على اي حال قام حاشية واتباع واقرباء و(نسابة)! الوالي بالسطو على الاراضي وعاثوا في الولاية فسادا واوصلوا الناس الى مرحلة باتوا يتحسرون على ايام (واليهم السابق)! حيث كان هؤلاء يستولون على اموال (الولاية)! وياخذون الاتاوة من الناس! فتفشت الرشا والتزوير والخطف والاغتيال والقتل حتى اصبحت هذه الولاية (هرج ومرج)! بل ذهب البعض بوصفها (ولاية سفردحة)! بسبب تصرفات وقسوة (الوالي)! الذي لم يذكر له اي انجاز في ولايته الا انه كان ضالعا ببناء السجون التي تميزت بكثرة اعداد المعتقلين فيها! وفعل ما فعل بابناء (الولاية)! بتسلطه وتجبره وقسوته! الى ان دخلت ذات يوم بعوضة والتي نسميها في اللهجة العامية (بكَاية)! قصر الولاية! وسرعان ما دخلت في انف (الوالي)! واستقرت في دماغه (مخه)! وبدأت تسبب له الازعاج! وعلى اثر دخول هذه (البكاية)! في (المخ) اصبح (الوالي) في وعكة صحية الزمته الفراش فطلبوا خيرة الاطباء من (الولايات المجاورة)! لان اغلب اطباء الولاية (فلتوا)! فلم ينفع اي دواء له! حيث اصيب (الوالي) بمرض عدم النوم! فأعلن قصر الولاية عن جائزة لاي شخص يستطيع علاج (الوالي)! وهي ان يحصل بقدر وزنه ليرات من الذهب الخالص! فتقدم (اسكافي) في الولاية! وقال علاج (السيد الوالي) عندي! فظل من كان في القصر مندهشا من هذا الطرح! وبدأت التساؤلات من هنا وهناك! ما هي علاقة الاسكافي بالطب او العلاج؟!

فأكد حاشية و(حبربش الوالي)! لهذا الاسكافي المسكين.. انك اذا لم تستطع علاجه فرقبتك هي الثمن! فقال لهم.. اعلم ذلك! ثم اشترط على ان يتحمل (السيد الوالي)! الدواء الذي يعالجه به! فوافق الجميع واولهم (الوالي)! الذي بدت صحته تتدهور شيئا فشيئا بسبب عدم استطاعته النوم حتى للحظات! فأخرج الاسكافي من جعبته (طركة)! التي تستخدم في (الحذاء)! او (النعال)! ولكن بحجم اكبر قليلا! ثم قال للوالي تهيأ لتلقي العلاج! لكي اضربك على رأسك (جم انعال)! لكي تنام! فأندهش الجميع من هذا الامر ورفضوا العلاج جملة وتفصيلا (الوالي ينضرب بالنعال.. وين صايرة)؟! الا ان قرار الوالي كان مغايرا للجميع! وقال لـ(الاسكافي)! باشر بعملك! وانحنى برأسه امام (القندرجي)!.. ثم اضاف الوالي.. اريد ان انام! وفق مبدأ (الشايف الموت.. يرضه بالطركة)! حينها بدأت (طركات الاسكافي)! تنهال على رأس الوالي! وما هي الا لحظات حتى هدأ الوالي.. وراح يغط في نوم عميق.. و(اشتغلت الهلاهل)! وتقديم التهاني بسبب نجاح علاج الوالي الباهر! وتم اعطاء الاسكافي بقدر وزنه ليرات ذهبية! وهكذا ظل العلاج على هذ الشاكلة.. ما ان يستيقظ (الوالي) وتبدأ (البكاية)! باللعب داخل رأسه حتى يتناول احد حراس الوالي (الطركة)! وينهال بالضرب على رأس (الوالي)! الى ان سقط دماغه ذات يوم وسط فمه واردي قتيلا بسبب (البكاية)! التي اذلت (الجبابرة)!

حكاية هذا (الوالي)! اضعها اليوم امام الحكام الذين يحكمون العراق منذ 9 نيسان 2003 يوم الاحتلال وليومنا هذا.. بأن يضعوا نصب اعينهم قدرة الله سبحانه وتعالى في التعاطي مع الشعب فمهما كان الظلم والتجبر والقسوة والقوة التي يتمتع بها فان هناك من هو اقوى منه وهو الله جل في علاه القادر على اذلال كل متجبر ومتكبر ومتسلط (باتفه الاشياء)! ورأينا ما حصل للوالي الذي سقط دماغه في فمه كذلك عليهم ان يعرفوا ان (الطركة)! قد تستخدم ثانية في يوم ما بكل شفافية ضد (جبابرة الديمقراطية)!

saadalawsi@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  01  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  11 / تشــريــن الثاني / 2007 م