بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أرخص جاسوس

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

تعد الجاسوسية من أقدم المهن التي عرفها الإنسان منذ أقدم الأزمنة فقد عرف هذا النمط البسيط منها في المجتمعات البدائية بدافع الغريزة وحب الذات وتتمثل عمليات المراقبة على التجمعات الاستيطانية ومناطق الرعي والكلأ وصيد الحيوان والثمار وقد تطور أمر الجاسوسية مرادفاً لتطور المجتمع لان الجاسوسية لا يمكن أن تأخذ مداها الطبيعي ودورها في نقل المعلومات السلبية والايجابية كل حسب طبيعة الظرف وزال زمان والمكان وقد تطور الأمر حتى وصل إلى بداية الدولة الإسلامية وما تطلبه الظرف القاهر وتكالب الأعداء والمشركين حين أرسل نعيم بن سعد ذلك الصحابي الجليل قام بمهته خير قيام وكانت نتائجها ظاهرة في النصر الذي حققه الجيش الإسلامي طيلة فترة الخلافة الراشدة وحتى العهد العباسي الذي انتهى نتيجة تداخل أقوام أخرى في الحكم العباسي الذي أدى إلى وهن الدولة ودخول المغول الذين اعتمدوا طرق حديثة في الحرب النفسية والتجسس الأمر الذي ساعد في سيطرته على كل المشرق وتبعتهم الدولة العثمانية التي استخدمت طرق مخابراتية في حماية الجيش المنتشر على أصقاع واسعة من العالم.
والجواسيس عادةً يُختارون بمواصفات خاصة تتطلبها المهمات الموكلة لهم مثال رأفت الهجان الذي خدم قضية بلده بشرف ومشروع تضحية قلّ نضيرها واستحق أن يكون فعله وفعاله على كل لسان يتباهى به أهله وأصدقائه ومحبيه من المحيط إلى الخليج .وقد صنف الجواسيس إلى خمسة اصناف :-

1- الجاسوس المحـلي.
2- الجاسوس الداخلي.
3- الجاسوس المزدوج.
4- الجاسوس الهالك الذي يعبر معلومات زائفة من المحتمل يتم قتله فيما بعد.
5- الجاسوس المدرب الذي يعتمد عليه في العودة بأمان.

وموضوعنا هنا صاحب الفقرة رقم واحد وهو الجاسوس الذي يعمل مع العدو على أبناء وطنه ويضع لهم الشباك والمصائد ليسلهم بدوره إلى عدوه الذي هدّم البناء ولوث الماء وكفر بناموس السماء لقاء ثمن بخس دراهم معدودة يستلمها يقف الساعات الطوال ليتفضل عليه الأمريكي القبيح هي ثمنه الذي باع نفسه للشيطان وساعد في خراب الديار ففي كل يوم يتساقط العشرات على ساحات الجهاد في العراق وفلسطين وفي كل بقاع الأرض التي ابتليت بأمريكا وحريتها التي اشترت بها ضمائر البعض الذي باع دينه ودنياه بدنيا غيره فما أهونك على الله وما أرخص ثمنك...

obeadh@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 03  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  13 / كانون الأول / 2007 م