بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

إلى صديقي انس ..  البقاء لله

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

لا اعرف كيف ابدأ رثائي و بكائي على رجل كوالدك الذي كان حبه للوطن قدرا مقدورا أكادُ أصفه بالوله العذري وكيل حبٍ طفح به وازداد ليخرج دمعاً مدراراً أنهك جسمه النحيل المتهاوي كعاشق طال به النوى وفراق الحبيب الذي فعل به الأفاعيل وجعل منه كخيال داخل جسد ترتسم على جنباته حدود بغداد وقلبها النابض مدينة الاعظمية التي له بها ذكريات طفولة, وصبا, وشباٍب, وكهولة جعلته كطير مذبوح يرقص ألما كلما سمع صوت اطلاقة ترتسم على محياه علامة سؤال وجواب وترديد اللهم سلم اللهم سلم فمدينة أحبها ولا يقوى على فراقها حتى ولو ليوم واحد سرعان ما يعود أدراجه ليستنشق عبق دجلة الخير ويكحل ناظريه بما تبقى من أهلها الطيبين بعد تغير الكثير من أهلها وتغلغل آخرين لا نفهم ما يرطنون وسحنة وجوه لا سيماء فيها من اثر لسجود وعادات وتقاليد لم ألفها أبناء بغداد قبل ان تطأها سنابك خيول الهمجية فأبناء بغداد التي تعلو وجوههم ابتسامة الترحاب بكل من دخلها تفصح عن صفاء سريرة واطمئنان حال .

لم يدر بخلد طه عبد الستار الشيخلي أن يكون مماته على يد شباب لا يعرفون قلبك الذي وسع كل أبناء مدينة السفينة مدينة الإمام الكبير والشيخ الجليل النعمان بن ثابت وأهلها الطيبين. ولكن القدر ساقه إليها بعد أن فارقها مرغماً ليجد نفسه أمام قلوب رجال جفاة قساة لا يعرفون للعمر ولا للدين من حرمة ولم تشفع له إن أم انس من ما اصطلح عليه من تسمية مجّة (الشيعة) وهو من (السنة) فقتلوه وكأنهم ارادواجواباً عملياً ورداً سريعا على مشروع طرحه طارق الهاشمي لا عادة اللحمة والمصاهرة بين أبناء الشعب الواحد وكأننا جئنا من المريخ وكان السيد الهاشمي لا يعرف قاموس العراقيين لم يكن فيه طوائف وملل ونحل وإنما العراق هوا لوطن وهو الهوية ...

نم قرير العين أبا انس وعزاؤنا لأصدقائك ومحبيك الذين حضروا مراسم الفاتحة في المهجر والتي لوحة جميلة وردا عمليا على كل من يريد التقسيم فلقد شارك بعزائك مازن الكلداني وضمير الحسني ومحمد إلهيتي وفلاح الالقوشي وآزاد الكردي وعلاء السامرائي وكبر جامع أبو حنيفة معلنا براءة الرجل من كل شبهة أو جنايةٍ تستحق إزهاق روحٍ تشكو إلى الله ظلم العباد وتسلط أأمة الكفر والفساد ...أليس ذلك دليل واضح على إنَّ الفرقة تأتي من الحكام فالشعب توحده البسمة وتوحده الدمعة ويوحده نهرا دجلة والفرات ويوحده الرجال الشجعان الذين يعدون العدة لصولة الحق على الباطل وتشرق شمس العراق التي توزع نورها على أبناء العراق من كردستان إلى اهوارالجنوب تحت راية التوحيد الله اكبر .. لقد مات جليس الفقراء وصديق المساكين وحبيب أبناء الاعظمية الميامين فقد سبقنا العزاء رب العزة حين خاطب نبيه الكريم (انك ميت وهم ميتون) فلك الرحمة ولذويك الصبر والسلوان.

كُلّنا يأمَلُ مدّاً في ألأجل             والمنايا هيَ آفاتُ الأمل


obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  27 رمضان 1428 هـ  الموافق  09 / تشــريــن الاول / 2007 م