بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

في يوم الشهيد..إرتحل..

 

 

شبكة المنصور

مريم الراوي

 

فجيعة أتتنا هذا اليوم....ومع نهار اخر يدمي قلوبنا في مدن الغربة واللجوء القاهر..

ارتحل المهموم بوطنه "راسم الجميلي" الحبيب.....

"زعومي" الذي احببناه,وكان"زعومي" للفقراء واللاجئين والصابرين..

ارتحل من بيننا,وكان قد ظل صامداً عروبياً,عراقياً,بغدادياً جميل حتى اخر نبضة اشتياق للعراق..

هو لم يترجل ملء إرادته,ولم يشد الرحال صوب العالم الآخر اختياراً,ولم يأتيه الموت طواعية..

لكنهم قتلوه....اطلقوا حقدهم كالكلاب السائبة تلاحق كل شريف غيور....فإغتالوه,في مدينة لجأ اليها حزيناً,متعباً,مهموما...فغدروا بإحلامه الصغيرة,ومزقوا اخر امنية لديه..فقتل غريباً ,بعيداً عن الوطن..كعادتهم,آثروا ان يموت بصمت..بعد ان فضحهم,وعرى قبحهم..ولاتقولوا انهم لم يقتلوه....بل انهم دسوا خنجرهم المسموم في عيون شمسنا,وكمموا صرخات العاشق لترابه وذكريات طفولته...قتلوا الختيار الحنون,وظنوا بأننا لانعرف ان الموت حين يقطف العراقي اليوم,لايأتي فجأءة ودون قصد او بكتاب معلوم..بل ان الموت في العراق الجديد,صناعة تسحق ارواح الشرفاء والمناضلين,فإما ان يكونوا مجهولي هوية,ام يكونوا لاجئين في بلدان ضاقت عليهم كثيراً,وسقتهم مر على مر..

(ابو ضوية) العزيز...

ايها البغدادي الأصيل..سنشتاق اليك,لاننا نشم فيك رائحة الأزقة المطمئنة,وبخور حواري بغداد الموجوعة..

سنفتقدك لانك لم تكن سر بسمات قلوبنا في الغربة واللجوء فقط,بل لأنك قلت قولتك الفصل.."عاش العراق العربي العظيم,والموت والذل للمحتل واذنابهم في المنطقة الخضراء,عاش العراق العربي العظيم بكل مافيه من اختلافات وملل,عاش عاش عاش" فكنت انت قبساً وبوصلة تشير الى بغداد,لاغيرها,سيدة الفؤاد..

وعشت أنت بكل مافيك,من ملامح الإبوة والطفل الجميل,ملء الذكرى,والاحترام...

غبت عنا,ولم يكن اجلك اليوم,لكنك كنت كالسيف المسلط على رقابهم العفنة...وصعب عليهم ان يتقبلوا ابطال,وشجعان,وبواسل..يفزعهم كثيراً,فرسان العراق وهم يحملون الوطن درعاً,وحرزاً ..يخيفهم رؤية العراق بكل اوجاعه واحزانه وافراحه في عيون احد... فهم يخشون الزلزال,والثورة..

لذا...اعذرهم ايها الشهيد,ولتعذروهم جميعكم ايها الشهداء,الملقون الآن في شتى المناطق من العراق المجروح...ولاتحزنوا....فهؤلاء مجموعة من البهائم المهجنة بالغدر,صعب عليهم ان يتخطوا حدود الجرح, بل لاشعور لديهم بمعنى الألم والانتماء..

يعتاشون على معاناة الفقراء,ولاهم لديهم سوى المال والخيانة...فأنظر كم بلهاء هؤلاء,يحاولون تغيير التأريخ,وهم شراذم..يتسلقون ظلهم فيسقطون تباعاً ظناً منهم بأنهم الى العلياء مسراهم...ولايعلموا بعد,بأن ظلهم ماهو سوى ضمائر خربة,واوهام مهدمة سلفاً على نواصي الوطن....فالوطن يعرف ابنائه,وهو ذات الوطن الذي خلد شهدائه في الاول من كانون الأول الخالد"يوم الشهيد"...فما ادركوا بأنهم خلدوك مع اولئك الأكرم منا جميعاً,وكل ظنهم بإنهم سوف يدفنون حكايات الغيارى تحت رماد التأريخ...

وما رماد التأريخ,سوى جمر ومطر سيلقى على رؤوسهم الخاوية...

فلاتحزن... ايها العزيز الراقد الآن بين الغرباء..

فأنت الحي الشامخ,وهم الاموات الأذلاء..

ولاتبك وحدتك,وغربتك وبعدك عن تراب العراق..

فنحن الأقربون للوطن,وان بعدت المسافات,وخانتنا المديات...

لاتحزن....

فللوطن مقاومة تحميه,,وأشاوس لاتنام, حتى موعد النصر,في قادسية الأمة المجيدة جمعاء..

وداعاً "ابو ضوية"..

وسلاماً لك حتى يوم القيامة العظيم..

حيث العراق "سيد الأوجاع"سيلقي فيه خطابه الأخير..

"بإسم الشهداء,,,بإسم المغدورين,,بإسم عشاق الوطن...

انا العراق,,وبكل آلامي وحزني...

اعلن اليوم قيامة الجرح, وإنتصار المظلوم الغريب"..

"لـ المقاومة ـكـ ياوطن ـ"

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /21  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 1 / كانون الأول / 2007 م