بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"

صدق الله العظيم

 

كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي التي ألقيت في الحفل التأبيني في الذكرى الأولى لاغتيال القائد صدام حسين شهيد الحج الأكبر

 

 

شبكة المنصور

 

السيدات والسادة المحتفين بعرس الشهادة ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

في يوم شهيد الأضحى القائد الخالد صدام حسين "رحمه الله " ، هل نتحدث عن جريمة أمريكا وقبحها وبشاعة أعمالها ضد شعبنا الصابر المجاهد المقاوم وشهدائه الأبرار الذين يعطرون تراب العراق المقدس كل لحظة زمن تمر بدمائهم الزكية الطاهرة .

فالشهداء ، نور وضياء يفتح نافذة الحياة بأبعد أبعادها وزواياها .. ماءً وهواء يرتشفها ويستنشقها المؤمنون بطريق المجد والعز والحرية .

وفي هذا اليوم الخالد ، الذي نعده كعراقيين وعرب ومسلمين ، وبعثيين وباقي فصائل الجهاد والتحرير عرسا للشهادة ، وبيرقا عاليا للحق والسمو والرفعة ، مؤكدين كبعثيين بأننا سنبقى سيوفا مشرعة بيد المناضلين الشرعيين الذين نهلوا من نبع القائد الشهيد ، بصفوف متراصة مع القوى والفصائل المقاومة للاحتلال ، والمناهضة لوجوده حتى يتحقق النصر الأكيد ويندحر معسكر الكفر والرذيلة ، لأننا نرى في شخص الشهيد الخالد رمزا للبطولة والكبرياء ، وأملا مضاءً تهتدي به القلوب والنفوس على المحبة وبناء العراق مجددا بعد تحريره من الطغاة الغزاة ، وكما أراد شهيدنا الخالد ، محطة إشعاع لكل الأحرار في العالم وعنوان وحدة لكل العرب .

أيتها الأخوات ... أيها الأخوة

إن وقفة شهيدنا الغالي ضد العدوان الأمريكي الذي امتد لعقود من المؤامرات المستمرة على مسيرة البعث وثورته المباركة ، وقبل العدوان الأخير وأثناءه وفي قيادته للمقاومة الأسطورية التي خرجت من حضن العراق الدافئ منذ الدقائق الأٌوَل للاحتلال وليس الأيام والأسابيع الأٌوَل ، كما يوثق البعض ، وما عهدناه من سيادته رحمه الله من شموخ ورفعة وتغالب على الجرح لأجل الهدف الأسمى خلال جلسات المحاكمة المسرحية التي أعدها المحتلون وأذنابهم ، وكنا نسمع توجيهاته من إن العراق يجب أن يبقى ملء العين والقلب معا ، وأن لا ننسى همنا القومي ، فما برحت فلسطين في سويداء القلب وبؤبؤ العين مثلما العراق ، حتى في نطقه للشهادتين ، ذكرها لأنها تشكل حجر الزاوية في نضالنا الوطني والقومي والإنساني .

وفي تلك اللحظات كنا نرى القائد الشهيد يعيد الألق لمجدنا ويشكل عبر وقفته مفردات البطولة بأبهى صورها ، أو ليس هو القائل منذ أكثر من ( 42) عاما [ أيها المناضل .. إذا ما اهتزت أمامك قيم المبادئ فتذكر قيم الرجولة ] .

أيها المحتفون بعرس الشهادة ..

لقد أسفر شعبنا عن وجهه الوضاء بوقفة قائده الشجاع مثلما كشف عن الوجه القبيح لأولئك المتشدقين بشعارات زائفة سوقتها آلتهم الإعلامية المضللة يوم استجمعوا الشذاذ والمرتزقة ذوي الوجوه الكالحة الذين سوقوا الخراب لبلد الأيمان ، مصورين عدوانهم على شعب العراق بغير حقيقته ، فأخزاهم الله جلت قدرته ، وكشف هلوستهم وعنجهيتهم من خلال مدده الآلهي في إعانة شعبنا الصابر المجاهد على المواجهة والتحدي لطاغوت الشر ، عبر مقاومته الوطنية والقومية والإسلامية وعنوانها البارز القيادة العليا للجهاد والتحرير بقيادة شيخ المجاهدين وحادي ركبهم الرفيق عزة إبراهيم الدوري الأمين العام للحزب وأمين سر قيادة قطر العراق .

كما نرى في استشهاد القائد صدام حسين بهذا اليوم المبارك وبهذه الطريقة التي شاهدها العالم بأسره ، بأن قدرا إلهيا أراد أن يلجم الأعداء ويظهر الحق على مصراعيه ، إنها نداءات السماء و تسابيح الملائكة ... تناغمت مع تسابيح حجيج المسلمين بعرفة ، إنها رسالة الأيمان والصبر والحقيقة العظمى .

رحم الله قائدنا الغالي ، أبا الشهيدين عدي وقصي ، وعهدا بأن البعث سيبقى على ذات القيمة واللحمة في الدفاع عن القيم والمبادئ التي استشهد الأخيار من أبناء شعبنا من اجلها ، ولن يفرط قيد أنمله بثوابت الوطن وحقوقه .. ونغتنم مناسبة الاحتفاء هذه لنوجه الشكر والتقدير والعرفان والأمتنان بأسم كل العراقيين المتواجدين في سورية الشماء ، الى المقام الكريم للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد ، على الاحتضان والرعاية الأخوية لهم ، سائلين المولى جل في علاه أن يحفظ الشام المباركة وأهلها الطيبين قائدا وحكومة وشعبا من كل مكروه .. ومن الله العون والتوفيق ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 10 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 19 / كانون الأول / 2007 م