بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الى الاخ الاستاذ عبد البارى عطوان ......تحية العروبة والاسلام

 

 

شبكة المنصور

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/العراق- بغداد

 

قرات بامعان ,كعادتى فى قراءة ما تكتب,موضوعكم المنشور على موقع البصرة.وانا من اخوتك العرب الذين لاتعرفهم الا انهم لايغادرون مقاعدهم ابدا ان كنت انت مستضافا فى قناة تلفازية ولا يفوتون كلمة واحدة مما تكتبه وتقع عليه عيونهم .والاسباب وراء ذلك ليست لانك افضل من يتحدث او يكتب بين العرب فنحن فينا ابناء الامة فحول فى خلق الكلمة والحديث وانت ادرى منى فى ذلك ولكن السبب الحقيقى هو التربية العراقية البعثية الصدامية التى نشانا عليها والتى توجب علينا وضع الفلسطينى بمقام يليق بقضية الامة فلسطين لان من لايحب ويحترم بشكل استثنائى ابناء فلسطين فمن الخطل ان يتحدث عن حب وانتماء لقضية العرب المركزية فلسطين.

وبعيدا عن راينا فيما تقول او تكتب لانك حر تماما فى ذلك وفق مفاهيم الحرية والديمقراطية ....الا ان صدام حسين علية السلام قد علمنا ان لاحرية ابدا فى الانتماء الى قضايا الامة ,فاما ان تكون عربيا عروبيا واما ان تكون عميلا .وانا متفق تماما مع مبادئ صدام حسين تلك وارى ان اى انسان فى الدنيا ينتمى الى وطن او قضية يجب ان يكون موقفه واحدا لايقبل القسمة منها سواءا كان امريكيا او روسيا او انجليزيا او فرنسيا والا لما استخدمت البشرية اصلا قديمها او حديثها مصطلحات العمالة كنقيض لمصطلحات الوطنية.

معنى ذلك انك كفلسطينى غير مسموح لك ومعك كل ابناء الامة العربية بل والاسلامية الذين يهمك ان تحشدهم خلف حقك الوطنى الفلسطينى ان تمسك العصا من وسطها بل ان تكون بالمطلق مع الطرف من العصا الذى تقع فيه فلسطين واهلها والحشد العربى والمسلم الذى اختار او يختار الوقوف الى ذلك الصف او الطرف.

هذا هو جوهر موقفى منك ومن كتاباتك وصحيفتك واحاديثك وقد كان صدام حسين عليه السلام وحزبه وعراقه سببا جذريا لى وللملايين من العراقيين ان يقفوا هذا الموقف من قضية العرب المركزية واهلها وانا على يقين من انك على دراية تامة من هذا وبتفاصيل تفوق ما اعرفه انا كعراقى غير رسمى .

وسيظل هذا موقفنا ومبادئنا التى ثبتنا عليها ونعلمها لاولادنا واجيالنا الحالية والقادمة حتى لو وقف منا نصف اهل فلسطين لاسمح الله موقفا استفزازيا او بعيدا بهذا القدر او ذاك من الموقف الذى نتمناه لهم ولابناء عروبتنا واسلامنا والذى يمتد بعنقه الى ساعة تحرير فلسطين من البحرالى النهر.

لهذا سيدى العزيز نحن نستغرب ان نراك مرتبكا فى احاديثك وبعض كتاباتك وانت تحاول ان تمسك الخيط من منتصفه حتى لايقال عنك انك صدامى ولكى تبراء ساحتك وساحة جريدتك الغراء من دعم صدام حسين وحكومته.

مرة اخرى ,من حقك جدلا ان تختار الدرب الذى تسلكه قولا وفعلا ...ولكن اليس من حق الشعب الذى عانى ما عانى وواجه ما واجه وقدم ما قدم من اجل قضية فلسطين مؤمنا محتسبا ان يستغرب منك وانت الفلسطينى ان يرى فى مواقفك وكلامك ما يغض الطرف عن تضحياته الجسام من اجل قضية فلسطين ,قضيتك انت ,او ان يبدا من هم فى خط سيرك مرحلة سحق تاريخنا المعمد بالدم وبالتضحيات وهو تاريخ حماية الامة وقضيتها المركزية فلسطين تحت ذريعة حماية جريدة او ضمان لقاء صحفى هنا او هناك؟

لقد برهنت لنا وتزكيت من اى دعم صدامى ونحن بدورنا نهنئك ..لكن اوليس من حقنا عليك ونحن اخوتك وقراءك ومعجبيك وابناء جلدتك عروبيا واسلاميا ان تبحث لنا عن سبيل ,ولو افتراضى ,لتزكينا وتنقذنا من خناجر احمد الجلبى الذى قدم لك صك النزاهة والتى يذبحنا بها هو وتنظيماته المختلفه بتهمة اننا (قومجية)و(فلسطينيون اكثر من اهل فلسطين)و (ارهابيون يموتون جوعا ويقدمون الاف الدولارات لشهداء فلسطين).من ينقذنا من الاجتثاث والاقصاء والطرد من وظائفنا والقتل والتهجير على يد (السيد) و(الجلبى )وسواهم لاننا بذرنا اموال العراق ببعثرتها على الامة العربية وفضلنا اهل العروبة على العراقيين فى الاحتضان والضيافة والدعم ولاننا امنا ان للامة حصة فيما نملك ووهبنا الله مثلما لنا حصة فيما تمتلك الامة ووهبها الله .

اليس كذلك سيدى عطوان .هل تحتاج الى شواهد ؟حسنا ساحيلك الى زميلك فى لندن الاستاذ احمد الهونى وجريدة كل العرب فى مقال عنوانه على ما اتذكر (الرجل القومى )فى حدود عام 2000 وكانت افتتاحية تحكى كيف امر الشهيد صدام حسين بالتنازل عن المنطقه الحدودية المتنازع عليها للاردن قائلا (قولوا لهم انها حصتهم فى ثروة العراق).وتلك لعمرى صارت عارا علينا يعيرنا بها اصحاب (الجلبى )و (السيد) فى شوارع العراق كلها بعد الاحتلال مثلما يعيروننا بدعم الارهاب الفلسطينى عافاك الله .

واذا كنت سيادتك فرح بكشف زيف الادعاءات اللفظية التى اتهمتك بالولاء او العمالة لصدام ونظامه وحزبه وتؤكد بذلك بما لايقبل الشك ,ونحن معك طبعا فى فرحك هذا,لانه اعلان عن الحقيقه وكشف لها ...فلماذا لاتضع احتمالا ,مجرد احتمال سيدى ,ان من ادعى عليك ما ليس فيك هو قادر حتما وضمن نفس خط سير الادعاء الباطل ان يتهمنا بالدكتاتورية وبكبت شعبنا وبمقابر جماعية وكيمياوى حلبجه؟ لم تفترض وانت الرجل الباحث عن الحقيقه ان ما قيل عنك باطل ووهبك الجلبى صك البراءة منه الا ان ما ادعاه علينا ذات الشخص وزبانيته هو فى باب الاحتمال ارجح بالصحة؟

انا لاادعوك لتزور العراق لتعرف حجم الغدر والظلم الذى وقع على البعثيين بعد الاحتلال من الجلبى والسيد وعصاباتهم لان ذلك قد يشكل خطرا على حياتك الغالية علينا صدقا الا اننى ادعوك دعوة ضمير ووجدان ان تعيد قراءة وسماع ما قاله ويقوله احمد والسيد علنا فى الفضاء وما قاله ويقوله قنبر ومحمد حسين الموسوى والعوادى وكريم بدر وسواهم عن البعثيين (القومجيه)وجرائمهم التى لن ادوشك فى تعدادها بل يهمنى ان اركز فقط على ما يعنيك شخصيا منها وهو ما يهم قضيتنا الاولى فلسطين ودعمنا للارهاب الفلسطينى (العمليات الفدائيه)ودعمنا للمنظمات والفصائل الفلسطينيه.

والان ..وبعد مرور قرابة عشرين عاما على انتهاء حرب القادسية التى دافعنا بها بشرف وجداره عن جناح الامة العربية الشرقية ضد حشد التوسع والتمدد الفارسى تحت غطاء الدين والمذهب ...وبعد كل الذى طفى على السطح والعيان ولا يحتاج لا الى ذكاء ولا الى بعد بصر وبصيرة ولا الى عمق تحليل من احتلال فارسى للعراق يمتد من رئاسة مجلس الوزراء وصولا الى قبر سيدنا الحسين عليه السلام والى مقبرة السلام فى النجف ومقبرة الشهداء فى كربلاء وعشرات المنظمات الفارسية التى تحكم وتحاول احكام سيطرة ايران على وسط وجنوب العراق ويتولى السيد الحكيم والسيد المالكى والسيد الجلبى رفع راية الولاء له بل والعمل المفضوح تحت رايته ..بعد كل الموت والخراب الذى مارسته ايران واعوانها اعلاه ضد شعبنا وكل انهار الدم التى سالت وتسيل تحت رايات صفوية فارسية وحشية متوحشة ...بعد كل هذا ..تريدنا ايها الاخ الفلسطينى المناضل المجاهد ان نقبل منك ان تقول لنا فى مقال صحفى انك كنت ضد حرب العراق مع الدولة الاسلامية؟ الا ترى انك تورط نفسك فى اللامنطق وتجعلنا نضطر لاتهامك بعدم الموضوعيه وبممارسة نوع من النفاق السياسى الذى لايستوى مع كونك صاحب قضية؟

انك ,ونحن نقولها حبا لك ,تضع نفسك امام الله وشعب العراق فى موقف وموضع خارج حركة التاريخ والاحداث .على الاقل ان حديثك هذا الذى نحاورك فيه ياتى متزامنا مع استذكار ملايين العراقيين لسيد شهداء العصر صدام حسين الذى قدم حياته نذرا للامة وقضيتها المركزية فلسطين وانت تعرف هذا اكثر منا يقينا لان الغرب الذى تعيش فيه لايستحى ولايتردد فى اعلان صدام حسين وحزبه ونظامه عدوا لاسرائيل والامبرياليه وان هذا هو سر وجوهر العداء الذى تصعد تدريجيا وصولا الى الى مرحلة اعدام النظام وقائده .اليس كذلك؟وفى هذا الوقت بالذات الذى بدات عشائر جنوب ووسط العراق تلتحق بصفوف مثقفى المنطقة والواعين فيها فى الاعلان عن وممارسة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الايرانى والنفوذ الايرانى والتمدد الايرانى فى عراقنا المحتل ,سمه ما شئت.

الا ترى سيدى انك الان تضع نفسك فى ذات الوصف اياه انك فارسى اكثر من الفرس الذين اعلنوا ومارسوا صراحة عبر فيالقهم ومخابراتهم ومجلسهم الاعلى وحزب دعوتهم وجلبييهم دعم الاحتلال والبطش والتنكيل ضد العراقيين عموما ورفاق صدام حسين خصوصا وضباطه وطياريه وموظفى دولته بل وضد ابناء شعبه عموما حيث الزنا الفارسى والمخدرات الفارسيه والكحول الفارسى يمارس و يوزع فى صحن العباس والحسين عليهما السلام.

ما اريد ان اقوله لك سيدى ان من حقك ان تقول وتفعل ما تشاء لكن بالله عليك كن فلسطينيا وكن عربيا وكن مسلما قبل ان تكون صحفيا ودبلوماسيا وسياسيا اذ ان المجد الذى يبنى على ارض هشة متحركة زائل لامحال .وتاكد اننا لن نعاتب السيد محمد صادق الموسوى الفارسى لو شتمنا نحن وقائدنا لانه فارسى ويعبر عن قناعة بمنهج دولته الفارسيه دينا وقوما و لكن الالم يعتصرنا حين نرى عربيا مثلك يضع نفسه هكذا فى منطقة الظل بين الابيض والاسود فى الوقت الذى نرتجى منه ومن قلمه ان يكون عربيا منصفا لرجال الامة وقضاياها وان لايقع مطلقا فى منطقة الظلال .

اخى الفاضل :ارجو ان لاتعتبر هذا عتبا شخصيا فحسب انما هو تعبير عن قناعة الكثير الكثير من اخوتك العراقيين الذين عرفوك مفكرا وصحفيا عربيا صاحب قضية وهم يخشون عليك التدحرج الى حيث المواقع التى تسئ لشخصك وتاريخك الشخصى والوطنى والقومى .

لقد التقطنا هذه الافكار من بين ثنايا ورقك ومن تحت سيل قلمك فتيقنا من خلالك ان من يظلمك زورا وبهتانا وانت لاتعدوا رجلا صاحب قلم وجريدة ويحاول ان يضع بينك وبين نظام وطنى عاش وذبح وهو يحمل قضية مشتركة بينك وبينه لان وحدتكما تضعه فى زوايا الخسران والخيبه لهو جدير بان يفترى على النظام والدوله والقيادة التى هى اكبر منى ومنك ومنه وخاصة فى فعلها القومى الذى لايحتاج الى شهود بل هو واضح لكل ذى بصر وبصيره وايقنه اعداء الامة ايقانا حاسما للحد الذى جعلهم يتناخون ويوفرون كل ارضية تخدمهم اعلاميا وسياسيا وعسكريا حتى اغتالوه تنكيلا بامتنا وطمسا لقضاياها وتيئيسا لمن يرى فى نظام صدام حسين رحمه الله على انه نقطة ضوء فى حياة الامة التى سادها الظلام والياس والقنوط.

ان العدوا بكل الوانه المحلية وسواها وبكل قواه يعمل بجهد عملاق ليجعلنا نجلد انفسنا ونخطئ خطونا ومسيرتنا ونكذب اخلاصنا لقضايانا المصيريه وها انت تستطيع بخبراتك الواسعة وذكاءك الميدانى ان تجد ان المحطات الاساسية فى الانجاز العراقى العروبى تتعرض كلها للتشويه والتخطئ ومحاولات الطمس ومحاولات ربطها بالعفوية وضعف التخطيط وعدم اتقان التنفيذ ....كل ذلك من اجل ان تظل الامة بلا نموذج تقيس عليه ومن غير قدوة حسنة تقتدى بها وهاك الامثلة بايجاز ان شئت :تاميم النفط العراقى ,الحكم الذاتى لكردستان العراق ,الصناعة المدنية والعسكرية العراقية ,انجازات التعليم والصحة فى العراق ,النهضة الزراعية والتجارية ,العلاقات العربية والدولية المتميزه ,محاولات بناء كيان عربى وحدوى ,دعم حركات التحرر فى العالم ,انتخابات المجلس الوطنى العراقى فى دورات عديده معروفه لسيادتكم ,الانتخابات التى كانت تجرى فى مختلف النقابات والجمعيات المهنيه العراقية ويفوز يها الاف من العراقيين من مختلف اطيافهم وانتماءاتهم ,انهاء اوكار العمالة والتجسس وتطهير البلاد من مكونات الطابور الخامس .....وغير ذلك الكثير الكثير .وقد وضعت كل هذه الانجازات العملاقه التى نقلت العراق الى بلد متقدم فى دوائر الاجرام وحلقات شيطنة النظام وقيادته .

تاكد ان هناك الملايين من ابناء العروبة هم رصيدك ان اعلنت ولاءك الكامل لامتك ومن يحملون بصدق ورجولة قضاياها وبوسعك ان تكون كذلك دونما بهرجة ولا عواطف تدغدغ شاشات الفضائيات بل بالاعلان الموضوعى عن ذاتك .وانا بين يديك اعلن عن كونى فلسطينيا من الذين تطلق عليهم امريكا ارهابيون سواءا كانوا من حماس او فتح او جبهة التحرير العربية او سواها من فصائل شعبنا العربى الفلسطينى مثلما اعلن عن كونى عراقى رافض ومقاوم للاحتلال وكما قال ابن باديتنا العربية ورمالها المحرقه :

الموت ما عدى الغزال والراس يقطعه الخالقه

تاكد ان ملايين لعراقيين يسخرون من كذبة حلبجة والمقابر الجماعيه واسطوانة ايران الاسلاميه فلا تخسر ملايين العراقيين من روادك ومحبيك وكن مع الحق لتكون مع رسول الله ودينه الحنيف ومع الانسانية بخطها الاوسع .

اللهم اشهد اننا اردنا ان ننور لك زاوية اراد لنا الله ان نرى نورها اكثل مما رايته انت ورايت انت ما هو معتم عنها اكثر مما راينا نحن وتذكر سيدى اننا ابناء العراق واهل مكة ادرى بشعابها وسترى وانت حى ترزق طويل العمر كيف سنمزق بجهدنا وجهادنا كل اكاذيب الاعلام ونخرس كل الابواق التى وضعتنا فى دوائر الاتهام الباطل ذلك لان للحق والصدق وشرف الرجال جولات اتية ستمحق الباطل والتزوير والبهتان.

وانت ادرى الناس ان ثوب العمالة والخيانة لايدوم وهو اقصر بكثير من اردية العملاء وملابسهم الداخليه .

واخر دعوانا ان اللهم انصر العرب والمسلمين

اللهم ايد الحق العربى فى فلسطين بتاييدك

عاشت ذكرى عاشق الامة وفلسطين صدام حسين رضوان الله عليه

عاشت فلسطين حرة عربية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين /15 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 24 / كانون الأول / 2007 م