بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لم تكن دكتاتوريه .... وان كانت فيا محلاها

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / اكاديمي عراقي

 

كانت عندنا نقابات وانتخابات, وكان الناس يتنافسون ويتسابقون للترشيح وللادلاء باصواتهم. قد يكون البعض قد نسى لان الاعلام الامريكى الصهيونى واتباعه قد طرشوا الاذان وخدشوا الذاكرة. لذا, فهذه وقفة للتذكر والمذاكرة عملا بقول واحد أحد (وذكر...) ولكن ماذا بعد ان نتذ كر؟ الجواب هو ان ننصف تأريخنا القريب وننصف جهد شعبنا العظيم وننصف عطاء عراقنا الذى كان ... ثم بعد ذلك نقول كلمة حق وان لم تسمع .. فالواجب يقتضى ان نصحح الزلل بحد السيوف.

1-  المجلس الوطني ( البرلمان ): وقد كان مؤسسة وطنية عراقية بامتياز. نقول عراقية لان اعضاءه من كل العراق ولم يكن لهم انتماء طائفى او غيره. كان لكل محافظة نسبة من المقاعد ويترشح له كل من يريد ان يترشح ويفوز من يفوز بسند شعبي او حزبي او عشائري او ديني لاضير. خللنا الوحيد اننا لم نسميه برلمان لاننا نحب لغة الامة العربية لغة القرآن المجيد. ولديكم الان فى العراق عدد غير قليل من اللاعبين في ساحة الديمقراطية الامريكيه ممن كانوا اعضاءا" في مجلسنا وهم الان يتمتمعون بالتسمية الاكثر عولمة وابهارا" اعلاميا" وهي تسمية عضو برلمان الى جانب اخرين زعماء لاحزاب بلا اهداف او اعضاء فى احزاب ليس لديها لا قواعد ولا نظم داخليه انما هي حالة موجودة ضمن حالات الفوضى الخلاقه الامريكيه. ألا يثبت هذا ان من بين من كانوا ينتخًبون فى مجلسنا العراقى في دوراته العديدة كانوا لا بعثيين ولا صداميين ولا منتمين اصلا" الاّ الى ذواتهم؟

2- النقابات والاتحادات المهنية: وهذه التنظيمات العراقية التى شهدت ارقى واضخم انواع التنافس الديمقراطى بين احزاب واحزاب وشخصيات عشائرية ودينية وثقافية وفنية ومهنية وسواها فى زمن انطلاق الجبهة الوطنية والقومية الاشتراكية وما تلاها. وقد اراد لنا الله ان نكون شهودا" على انتخابات الطلاب لاتحادهم حيث فاز الشيوعى والبعثى والمستقل ومن كان يتختل خلف الجدران منتميا الى حزب طائفى وغيرهم. وشهدناها وعايشناها معلمين ومحامين وعمال فى مختلف القطاعات وفنانين وجمعيات فلاحية وكيمياويين وبايولوجيين وجيولوجيين وفيزياويين ومهندسين واطباء وبيطريين, وذكروني متفضلين ان نسيت مهنة اخرى من تلكم التى كان لها نقابة ومقر وجريدة او مجلة او دورية وتحصل فيها انتخابات دورية ويفوز فيها المتنافسون. عيبها انها كانت عراقية خالصة ليس فيها هوى فارسى ولا صهيونى ولا امريكى .. نعم عيبها انها لم تكن مفدرلة ولا متطئفة لا شيعية ولا مسيحية ولا سنية, لا عربية ولا كردية ولا تركمانية انما عراقية وعراقية بامتياز. ولكونها عراقية فهى حتما غير ديمقراطية .

3- الانتخابات الحزبيه: وانا هنا لا اريد الاستطراد فى امر لايعني مناضلى حزب البعث العربى الاشتراكى المبدئيين ذوي الخلق العراقي العروبي الذين تأبى نفوسهم عن الدنيئات وواجهوا قدرهم بعد الاحتلال بارادة الرجال الاوفياء لقيم المباديء والرجولة فكان ان لاقى ربه منهم من ذهب شهيدا او هاجر فى الداخل او الى الخارج او انضوى تحت راية فصيل من فصائل المقاومة البطلة. انما يعنيني من مارس الانتخابات البعثيه وحمل راية العباس او كتاب الله او نحر الذبائح لكي يشكل ارجحية اصوات تؤهله ليتبوأ موقعا حزبيا قياديا ولكنه بعد الاحتلال تنكر لكل ذلك ولبس ثوب التلون مع رياح الدولار او الطائفية المقيته او المناطقية الحقيره فعاد ليرفع من جديد راية العباس ويقسم بكلام الله انه بريء من البعث ومن الانتخابات.

وانا وعملا بقول بيت الشعر المحلي الذى يقول :

  ما همني القصاب العلق حشاي        همنى الصديق الكال اقطعلي من هاي

 اقول لم يهمنى العديد ممن اعرفهم وقد سقطوا فى فخ اللا مبادئ واللا رجوله من فئات بسيطه من الناس الاّ ان ما ادهشنى هو سقوط متعلمين ومثقفين واساتذة جامعات فى هذا الفخ النتن. دعونى اقول فقط انها كانت ديمقراطية عظيمة فى داخل جسد الحزب العملاق بتطبيقاتها وتنفيذها ونواياها ونموذجها. لكنها كانت ديمقراطية عراقية لا صهيونية ولا فارسية ولا امريكية ولا فئوية ... كانت عراقية عربية خالصة ولذلك فقد تآمر عليها المتآمرون. وحسبنا الله ونعم الوكيل .

كنا نقود نظاما عراقيا عربيا شاملا, فاسقطوا النظام ويالبئس ما فعلوا. فلقد اسقطوا النظام والدولة لتحل محلها الفوضى وما يترتب عليها من سلب ونهب وفساد وقتل وتدمير وتهجير والغاء لمظاهر الحياة والنمو البشرى الطبيعى. اسقطت امريكا العظمى النظام لتتوسل بدعابة الفوضى الخلاقة الساذجه لتبرر تدمير بلد كامل واغتيال قيادته الوطنية لتاتي بمعممين لا دين لهم ولا وطن لهم ولا وطنية دخلت يوما مفاهيم وقيم حياتهم الدونية. اسقطت نظاما عراقيا وطنيا لتستبدله بافراد عصابات طائفية وعرقية وحرامية ينتمون الى ايران وتركيا واسرائيل واميركا وبريطانيا وبولندا واستراليا واسبانيا ... ينتمون الى العولمة الامريكية وينتمون الى اي تعريف شئتم انما ليس العراق.

بعد كل هذا .... ألا ترون معي ان دكتاتوريتنا المفترضه خير للعراق من اللا نظام ؟

عاش العراق حرا" عربيا" واحدا" موحدا"

عاش رئيس جمهورية العراق وقائد الجهاد عزت ابراهيم الدوري

عاشت ذكرى سيد الشهداء صدام حسين رضوان الله عليه

عاشت الامة العربية

عاشت فلسطين عربية من النهر الى النهر

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد /14 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 23 / كانون الأول / 2007 م