بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

التحالف الامريكي الصهيوني مع الفرس

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

الامبريالية لغة واحدة وان تعددت صورها , وهي بشكل عام وملخصة توسع دولة ما على حساب غيرها , ولا يشترط أن تكون مجاورة , فالغزو الامريكي للعراق توسع امبريالي , والتمدد الصهيوني على حساب الدول العربية المجاورة لفلسطين وعلى حساب الأراضي الفلسطينية هو توسع امبريالي , والطموح الفارسي في التوسع على حساب جيرانهم العرب وابتلاع الخليج العربي لجعله بحيرة داخلية فارسية , هو أيضا توسع امبريالي , وبغير كثير عناء يلاحظ المتتبع لتلك الأمثلة إن هناك عامل مشترك بينها , هو الرغبة في التوسع على حساب العرب , وحتى امريكا التي تبعد آلاف الكيلو مترات أيضا لها رغبة في ابتلاع العراق ومن ثم التمدد والتوسع على حساب جيرانه من العرب , فما سر ذلك التوسع على حساب العرب ؟ وهل للعرب دور في ذلك ؟ وهل كل من تلك الدول يعمل على انفراد ؟

بالتأكيد فان الشعب العربي بريء من أي دور في استقطاب أي طامع الى أرضهم , وإذا شأنا فان العرب منقسمين الى شعب مقيد مغلوب على أمره , وبين قادة قساة بيدهم القرار تدعمهم قوة الدول الامبريالية في تقييد شعبهم وتكميم أفواههم وإسكات أي صوت واعي رافض لأي قيد حكومي للشعب , وأصحاب القرار يعون الأطماع الأجنبية في الوطن العربي , وهم يشكلون مركز استقطاب للأجنبي , لعدة أسباب معروفة للجميع .

إن القاسم المشترك في امبريالية تلك الدول دفعها لتشكيل تحالف أمريكي – صهيوني – فارسي , يحقق رغبتها في التوسع على حساب الأمة العربية كل حسب غايته , ومن خلال ذلك التحالف يتم تنسيق وتقسيم الأدوار , فإذا تزعمت الولايات المتحدة ذلك بعد انفرادها في السيطرة على القرار الدولي , فان الدافع الأقوى لذلك هو سيطرة اللوبي الصهيوني على إصدار القرار فيها , والذي يرغب بتحقيق هدفين في آن واحد, الاول هو تحقيق وضمان الأمن الصهيوني في فلسطين الذي زرعته بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى وبالتحديد عام 1917 من خلال وعد بلفور المشؤوم , ورعته بعد ذلك امريكا وفق مبدأ تبادل المصالح , فان إنشاء جرثومة في قلب الوطن العربي فلسطين يهدف الى كسر الروابط بين جناحي الوطن العربي وتحقيق وطن قومي لليهود ولملمة فلولهم بدلا من بعثرتهم في شتى بقاع العالم وبالنهاية تحقيق العامل الاقتصادي في نهب الثروات القومية العربية .

أما الفرس فإنهم يتفقون مع الصهاينة منذ أمد ساحق البعد في التاريخ منذ أن تعاونا في إسقاط دولة بابل حتى انكسار دولتهم الكسروية على يد العرب المسلمين " وهذا ما سنفرد له مقال خاص إنشاء الله " فإذا كان طموح الصهاينة في إقامة دولة من الفرات الى النيل فان الفرس يطمحون الى أن تصل دولتهم الى حدود الدولة اليهودية أي الى الحدود الشرقية لنهر الفرات , أما في الخليج العربي فان العرب كانوا يمتدون على طوال الضفة الشرقية للخليج العربي , وتم ابتلاع إماراتهم هناك بفضل التعاون والتسهيلات التي قدمها الفرس للدول الغربية ابتداءا من الغزو البرتغالي وانتهاءا بانسحاب بريطانيا من الجزر العربية الثلاث طنب الصغرى , وطنب الكبرى وأبو موسى التي تشكل بوابة للسيطرة على خط الملاحة الدولي في الخليج العربي واحتلال الفرس لها مباشرة بعد الانسحاب البريطاني , مرورا بسلخ الاحواز من الوطن العربي , وشعارات تصدير الثورة الإسلامية بعد استيلاء خميني على الحكم في بلاد فارس وما رافق ذلك من حروب ونقض لاتفاقية الجزائر .

ومن اجل تقسيم الأدوار وتنسيقها بين أطراف تحالف قوى الشر , فان امريكا قد وفرت الغطاء العسكري اللازم عند احتلالها للعراق , والفرس تبنوا تنفيذ التفتيت الطائفي في القطر , بشكل مباشر عن طريق إدخال الآلاف من حرس خميني "المصنفين عالميا على قائمة الإرهاب " فدمروا البنى التحتية لمقومات الاقتصاد العراقي واحرقوا دوائر الدولة ومؤسساتها ووثائقها تمهيدا لإدخال آلاف أخرى تبنت عمليات واسعة من شراء الأراضي ودور السكن , بقصد عزل القطر عن امتداده القومي العربي من جهة , وتشكيل عصابات وفرق الموت التي تبنت عمليات التصفية الجسدية للأصوات الوطنية او تهجيرها خارج القطر ومن ثم ملاحقتها وتصفيتها , وبعد توفر الظروف المناسبة اصدر مجلس الشيوخ الامريكي قرار بتقسيم القطر الى فدراليات تمهيدا لإلحاق جنوب العراق الى الفرس بنفس الطريقة التي سلخت بها إمارة الاحواز , باستخدام الغطاء الطائفي الذي تبنته عصابات آل حكيم طباطبائي والمنغولي المتخلف عقليا مقتده الصدر , بعد أن بدأت بتنفيذه حكومة العمالة في المنطقة الخضراء , وبنفس الاسلوب الذي استخدم في تفتيت " الاتحاد السوفيتي السابق " .

أما الموضوع الإعلامي الذي تمشدق به القزم الامريكي بوش بوجوب توجيه ضربة الى الفرس بسبب المفاعل النووي الفارسي فانه مجرد سفسطة كلامية لا أساس لها من الصحة , يؤكد ذلك تصريحاته الأخيرة وتصريحات أركان إدارته وتقرير الاستخبارات الأمريكية الذي يؤكد إيقاف الفرس لمشروعهم النووي بعد عام 2003, وقد حققت من ورائها امريكا غايتها الأولى في إتمام البرنامج النووي الصهيوني الجديد , ففي حالة أي معارضة عربية لذلك , " وهذا ما لم ولن يحصل " فإنها ستسكتهم بحق الصهاينة في حفظ التوازن النووي في المنطقة لضمان أمنهم من جهة, وابتزاز الحكومات العربية الخليجية لإرعابهم من قوة الفرس النووية وبالتالي مزيدا من الارتماء في أحضان الغرب لتأمين حمايتهم من جهة ثانية .

أما الادعاءات الفارسية بالعمل على دعم القضية الفلسطينية , فإنها محض افتراء كاذب مفضوح , وإلا فكيف نفسر دعمها وتقويتها لحركة حماس وما نتج عن ذلك من شق وحدة القرار الفلسطيني  وتجويع وتقتيل للفلسطينيين في غزة ؟ وما هو تفسير طرد الفلسطينيين من العراق , ومن ثم تهجيرهم الى امريكا اللاتينية , وماذا يعني دعم حزب الله , وما نتج عن ذلك من تهديم للبنى التحتية في لبنان ومن ثم تفتيت قراره السياسي ؟

إذا كان الشعب العربي في كل أرجاء وطنه قد وعى تلك اللعبة وأهداف تحالف الشر, يؤكد ذلك مشاركة العديد من المقاتلين العرب الى جانب إخوانهم في القتال لمقاومة وتدمير الاحتلال في العراق , فان الحكومات العربية عملت على تكبيل شعبنا وخنق أي صوت مقاوم , بل أكثر من ذلك ذهبت الى المشاركة الفعالة في تنفيذ مخططات تحالف القذارة , وإلا فبماذا تفسر دعوة الرئيس الفارسي الى مؤتمر قمة دول الخليج العربي , كأخطر سابقة في المنطقة ؟ وما هو تفسير ذهاب الحكومات العربية الى مؤتمر أنا بوليس رغم علمها المسبق إن الحضور فيه يعني التوقيع على القضاء النهائي على الوجود الفلسطيني ؟ وكيف يفسر تصريح رئيس الوزراء الصهيوني بأنه لن تقوم إلا دولة يهودية ؟ علما إن كل ما طرح في أنا بوليس كان معلوما مسبقا لجميع من حضر المؤتمر , ناهيك عن الصمت المذل إزاء ما يحصل من مجازر في العراق وفي فلسطين ولبنان والصومال وجنوب السودان والكثير من الأقطار العربية, فما السر في مشاركة الحكومات العربية في ذلك ؟

إن اغلب الحكومات العربية هي صنيعة التحالف القذر واجبها الاول ترويج تنفيذ مخططاته , كالدور الذي قامت به الحكومة المصرية , ابتداءا من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني , مرورا بدورها في ضرب العراق , وانتهاءا بدورها في مؤتمر أنا بوليس , او تمسك الحكومة اللبنانية بكراسيها بالشكل المخزي الذي تبدو عليه الآن, او لارتباط مصالحها المالية من عائدات النفط بالاقتصاد الامريكي كما في حكومات الخليج العربي .

لقد انكشفت المخططات وتأكدت النوايا التي يستهدفها التحالف الامريكي – الصهيوني – الفارسي تجاه الشعب العربي , فتوحدت الفصائل المقاومة تحت راية الجهاد والتحرير بقيادة عزة النفس , رئيس جمهورية العراق الشرعي شيخ الجهاد والمجاهدين , المناضل أبو احمد , لإفشال تلك المخططات وتدمير أركان ذلك التحالف القذر .

عاش العراق حرا عربيا موحدا .

والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار يتقدمهم أبو الشهداء .

الله اكبر ... الله اكبر .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد /14 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 23 / كانون الأول / 2007 م