بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

البطولة في شهيد الحج الأكبر

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

تعتبر الشريعة السماوية لدي كل الأديان أقدس الشرائع , ويعتبر القرآن الكريم دليل عمل ومصدر موثوق لا يختلف عليه اثنان , لان مسألة حفظ هذا الكتاب الخالد بيد الله العزيز حيث أشار الى ذلك , ومما جاء فيه تكريم الباري العزيز للإنسان وذلك بان جعله في المرتبة الثانية بعده وفضله على جميع المخلوقات وسخرها لخدمته , ويتوضح ذلك بأنه عز شأنه جعل الإنسان خليفته في الارض وأمر الملائكة بالسجود إليه , والإسلام جاء مؤكدا لكثير من الأعراف الإنسانية التي كانت سائدة بين العرب حيث استنبطوها من تاريخهم الزاهر كالعدالة وحقوق الإنسان ومبدأ الديمقراطية ونبذ الأساليب الدكتاتورية في الحكم حيث جعل أمرهم شورى بينهم , ولتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع , جاء الإسلام بطرق سليمة بتوزيع عائدات الدولة الإسلامية بين المسلمين وحتى في توفير الحماية لغير المسلمين , وهكذا امتد الى جميع مفاصل الحياة اليومية , وعلى هذا فباعتقادي ومثلي الكثير من العرب والمسلمين إننا سكان هذه البقعة من الارض التي أطلق عليها بالشرق الأوسط او تحديدا الأمة العربية لسنا بحاجة لان يعلمنا احد أمور حياتنا وتنظيم علاقاتنا , ولسنا بحاجة الى من يعلمنا الديمقراطية , او كيف نحقق العدالة والمساواة فيما بيننا , لا من الغرب ولا من امريكا , ولنا في تاريخنا الكثير من الشواهد التي تمتد في العق السحيق حتى تتجاوز ما قبل الإسلام بكثير , ولنا كعرب الفضل بان أجدادنا علموا البشرية الكثير الكثير , ليس أولها الحرف ولا آخرها الرياضيات والطب والكيمياء والفلك .

ولان قوانين الارض الوضعية التي صنعها حثالات البشر من رعاة البقر أمثال هولاكو و انتهاءا ببوش لا يفقهون المنطق الإنساني الذي أسست عليه الدولة العربية فإننا تعرضنا الى كوارث من الاحتلال استهدفت ما تفوقنا به عليهم , فاستهدفونا في كل شئ , متبنين ثقافتنا , منتحلين شعاراتنا ومن خلالها يستعبدون المواطن العربي والمواطن المسلم .

ولان ابن العلقمي " لعنه الله " دائما موجود يتجدد في كل عصر وزمان , فان دولة العرب مهددة وفي خطر , تعمل قوى الشر على تفتيتها والسيطرة عليها أما بشكل غير مباشر , فالحكومات العربية اليوم تجسد هذا الدور بشكل واضح , او بشكل مباشر ولكن بأيدي منغمسة حد النخاع بالحقارة والرذيلة كحكومات الاحتلال التي تعاقبت على كرسي الحكم في العراق برعاية امريكا .

والتاريخ العربي ثر غني بالبطولات والأبطال الذين أنجبهم رحم امتنا المجيدة حيث اكتسب مفهوم البطولة في تراثنا أبعاده الفكرية والثقافية والحضارية الخاصة والمتميزة , فلم يقتصر على الفهم السائد في ميدان الحرب والقتال كما نجده مثلا في الآداب الإغريقية حول الأبطال أخيل واوديسيوس وسواهم في الإلياذة والاوديسية , او في الآداب الهندية والرومانية حيث تتمحور البطولة حول الشجاعة في القتال والإتيان بالأعمال الخارقة للطبيعة كما هو الحال مع بطل الإلياذة إيناس , او مع أبطال الملاحم المهابهاراتا والرامايانا , على العكس من الأبطال العرب التي ارتبطت بطولاتهم بما يقدمونه لشعبهم حيث استطاعوا أن يجعلوا من هذا البلد من أعظم بلدان العالم على مستوى الفكر والعمران والأمان والخير والعدالة والقدرة على مواجهة التحديات أمثال كلكامش وحمورابي مرورا بالعصر الإسلامي , الرسول الكريم محمد " ص " وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وولده الحسين " رض " وليس آخرهم هارون الرشيد حتى تطول القائمة .

وهكذا بالنسبة للقائد الفذ شهيد الحج الأكبر صدام حسين " رحمه الله وأرضاه " , فلم يكتسب بطولته لقيادته الشجاعة والحكيمة للكثير من المعارك في قادسية صدام المجيدة وأم المعارك الخالدة حسب , بل انه مهندس ثورة تموز 1968 المجيدة وانجازها بشكل سلمي هادئ دون إراقة قطرة دم واحدة ثم تتوالى البطولات العملاقة التي أنجزها حتى الاحتلال الغاشم وقيادته بشكل مباشر أهم المعارك , ولا تقتصر بطولاته على ميدان المنازلات العسكرية والشجاعة الميدانية , فان البطولة عنده تنسحب الى كل انجاز استثنائي في الكم والنوع والزمن , في حقول العمل الميداني في العمران والزراعة والصناعة , ويتضح ذلك في تحدي الحصار الظالم لأكثر من ثلاث عشرة سنة , كما في باقي حقول العلم والمعرفة والاعلام والشجاعة في النقد .

حين يتم التفاعل والتكامل والاندماج بين القائد والشعب , فيصبح القائد هو الشعب ويصبح الشعب هو القائد ويرى ذاته ومستقبله متجسدا في عمل القائد وأخلاقه , وهذا ما يحمل القائد مسؤولية متميزة ومضافة وهذه هي البطولة , فهي لا تخص شخص الفرد فحسب , بل هي تخص المجتمع , فالمجتمع إذا لم يكن عونا للبطل حين أودعه ثقته , فان الفرد لا يمكن أن يصنع شيئا , لذلك فان البطولة هي من المجتمع في الجانب الأساسي منها , إذ لو لم يكن المجتمع بطلا في استعداده للتضحية , وفي وعيه وفي عطائه وفي إرادته , لما أنجب بطلا , وفي الفترات الحرجة ومن خلال المعاناة ودروس التجارب الأليمة يصعد من ضمير الأمة بطلها الذي يلبي الحاجات العميقة والصفات المفتقدة , فتستجيب له فتأخذ حياتهم مسارا واضحا يغتني ويتعزز بالتفاعل مع ظروف الأمة وضمير الشعب , وهذا ما كان يرعب الأمريكان , فقد كان القائد الشهيد بطلا أنجبته أمته وتفاعلت معه فأصبح معجزة العصر في كل شئ , الشعب المعجزة والقائد المعجزة , وحتى وهو في قفص الأسر كان بوش يرتعد منه , فحين أعلن أسره كان يتلعثم في كلامه يمني نفسه بانتصار مزعوم في العراق وهو يدرك إن هذا لم ولن يكون لذلك عجل في اغتياله , لعله يظفر بالعراق فكانت الحياة تتجدد في صدام حسين وتطول , فيتجدد رفض الاحتلال وتكبر المقاومة , وعادت دورة البطولة في صدام حسين وفي شعبه .

إن نفس الظروف التي أنجبت صدام حسين بطلا وخلدته شهيدا , نفس معاناة الأمة بل أقسى منها تسامت فضلت تبحث عن صفات القائد البطل الذي يقود حملة التحدي فتمثلت في عزة النفس شيخ الجهاد والمجاهدين المناضل عزة إبراهيم الدوري ليكمل دورة التفاعل في حياة امتنا المجيدة فيتآزر معه الجمع المؤمن بالله والوطن ليقود جبهة الجهاد والتحرير حتى يأذن الله بتحرير ترابنا المقدس ويتطهر من دنس الأمريكان وعملائهم الجبناء .

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار رائدهم شهيد الحج الأكبر .
عاش العراق حرا عربيا .
الموت والخزي والعار للمحتل وعملائه .
والله اكبر.

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م