بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سقوط المشروع الامريكي

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لم يتعرض بلد على المعمورة الى عدوان واسع شمل كل مفاصل الحياة كما تعرض العراق , فقد شمل العدوان تخريب وتدمير البنى التحتية والمؤسسات والحياة الاجتماعية والاقتصادية , وبنفس الحدة والقسوة استهدف البشر , رافق ذلك النظرية العرقية التي مارستها او تبنتها امريكا في التعاطي مع الشأن العراقي , ففي الوقت الذي حاول الإعلام الامريكي التغطية على الأحداث والوقائع اللا إنسانية التي مارسها الجيش الامريكي ويمارسها والتي تكشف عدم التزامه الأخلاقي والاختلاف الكلي مع ما يتبناه من أفكار ونظريات حول حقوق الإنسان , مارس تغطية إعلامية كبيرة حول الأحداث التي جرت وحجبها عن الرأي العام العالمي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص والتي انكشفت رغما عنه لتجنب ما قد يحدث من معارضة داخلية لتلك السياسات " وهذا ما حدث فعلا وتسبب في فوز الحزب الديمقراطي خلال انتخابات مجلسي الكونغرس والشيوخ , وتعالي الأصوات المطالبة بالانسحاب من العراق "

 تبنت الإدارة الأمريكية النظرية العرقية التي ترى إن العرب او العراقيين هم الأقل شأنا , ولا يحق لهم امتلاك القوة او التقنية , وعندما يمتلكونها , يجب حرمانهم منها على أساس إنهم سيتمادون في العنف انطلاقا من نظرة العرب والمسلمين العنصرية , ووفق ذلك المنظور فان العراقي تأتي قوته من استقراره , وهذا لا يتحقق ما دام الأمريكيون يمسكون بفتيل إثارة الفتن الطائفية والقلاقل , ولم يعد المشرعون للعدوان يخفون نواياهم الحقيقية , فإذا كانوا في البدء يخفونها خلف تبريرات لم تعد مقبولة لدى الرأي العام , فإنهم اليوم يستغلون الفئات العميلة المحترفة التي تشكل قسم مهما من قواتهم منذ بدء العدوان

كما إن ما يتحقق اليوم في العراق مارسته امريكا ضمن سياستها للسيطرة على العالم , مثلا في جنوب شرقي آسيا وفي امريكا اللاتينية كنماذج للعدوان وانتشار التقتيل والإرهاب والفتنة والدمار والنهب والسلب وهتك الأعراض وتفتيت الوطن وهد كيانه وعصبه , كما إن العرب الوطنيين يدركون إن ضرب العراق كان ضربة قاصمة للعرب ليس على صعيد الأنظمة والمؤسسات والثروات فحسب , بل وعلى صعيد الفتنة وزرع ما يهدم المجتمع ويشق صفوفه ويبتليه بالويلات والنزاعات والذكريات المريرة , علاوة على تشجيع القوى الإقليمية لاستثمار الأوضاع وتأزمها بقصد إبقاء العراق ضعيفا , ومنها مثلا التدخل الفارسي السافر والفاضح في الشأن العراقي يرافقه نزوح موجات بشرية هائلة وخصوصا الى المناطق الوسطى والجنوبية , وضخ أعداد أخرى الى القرى والقصبات الحدودية الشمالية وتشجيع العصابات الطائفية والمليشيات في عمليات التصفية والإرهاب الذي نتج عنه من ضمن ما نتج عمليات التهجير , بشطريه الخارجي والداخلي , وهو نفسه ما شجع تركيا أيضا الى التلويح بضرب شمال العراق وتهديد شعبنا في شمال الوطن, ناهيك عن انتشار الأعداد الهائلة من عصابات وشبكات التجسس لمختلف دول الإقليم وغيرها لتنفيذ سياسات بلدانها في العراق .

إن فشل الاحتلال في إثارة الحرب الأهلية بين أبناء العراق دعاه الى تبني مشروع تقسيم العراق وفق المنظور الطائفي للعراقيين العرب , وقوميا انطلاقا من نظرة المتسلطين على القرار الكردي , فحاول بشتى الطرق الوصول الى حروب داخلية على هذا الاساس , فاصطدم بصخرة الوحدة العراقية فعمل على تفتيتها من خلال المشروع الفدرالي المقيت , ليوحي للمواطن البسيط ذو الخلفيات الهشة , بان الخلاص من كل ذلك يأتي من خلال تبني مشروع الفصل بين الطوائف والقوميات .

إزاء واقع العدوان والتخريب والفتنة ينبغي على الجميع عدم تجاهل قدرات الأعداء وتقديراتهم فأعداء العراق الحاليين المحليين الذين يحاولون بشتى الوسائل إثبات قدراتهم على قيادة الدولة والمجتمع وهم يتخبطون في ذلك لاختلاف مصالحهم وعزمهم على سرقة اكبر قدر ممكن من ثروات العراق الوطنية وهم بذلك يتقاطعون مع المحتل العازم على تحقيق أهدافه وتعويض شركاته الممولة لعدوانه مع ملاحظة إن الخسائر الأمريكية المادية بلغت أكثر من 1,6 تريليون دولار , وهذا المبلغ الرهيب جاء مخالفا لكل التوقعات الأمريكية , ولا تبدو في أفق المخططين للعدوان نهاية قريبة لهذا المأزق تخرج منه امريكا محتفظة بماء وجهها وسمعتها كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم , وهذا بطبيعة الحال سيشكل ردة عكسية للعدوان , لان ذلك يشكل ضربة للاقتصاد الامريكي الذي بات عاجزا عن تغطية نفقات الخدمات التي يطالب بها المواطن الامريكي بإلحاح , والذي سيولد حتما صراع حادا بين شركات الدعم وإدارة صناعة القرار السياسي والعسكري الامريكي والذي باتت ملامحه واضحة تنعكس في الخلاف بين الكونغرس والإدارة ومن خلال الشعارات التي يرفعها المرشحون للرئاسة الأمريكية , هذا من جانب ومن جانب آخر يحاول العدو وعملائه إثبات فشل المشروع النهضوي القومي الذي تبناه حزب البعث العربي الاشتراكي , والعودة بالقطر الى واقع التجزئة كبديل عن ذلك .

وبناءا على ما تقدم فان التفاف فصائل المقاومة العراقية الباسلة حول قيادة مركزية التحمت في القيادة العليا للجهاد والتحرير والتفاف جماهير الشعب العراقي الصابر الصامد خلف تلك القيادة , سيفوت الفرصة على العدوان في المزيد من الدمار والفتنة, خصوصا وان الجميع يعرف من صفات شيخ المجاهدين عزة النفس والقدرة العالية على الصمود والمطاولة والحنكة ورباط الجأش والصبر على الشدائد ما يؤهلنا للعبور الى شاطئ الانتصار الناجز إنشاء الله .

عاشت المقاومة العراقية الباسلة وقيادتها العليا للجهاد والتحرير
المجد لشهداء العراق والعروبة يتقدمهم شهيد الحج الأكبر أبو الشهداء رحمهم الله وأرضاهم
وسيبقى العراق رغم انف المعتدي حرا عربيا موحدا
الله اكبر... الله اكبر
حي على الجهاد ... حي على خير العمل
Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  07  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  17 / تشــريــن الثاني / 2007 م