بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أدوات الفتنة الطائفية

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

إن قدر العراقيين والعرب أن ابتلاهم الله العزيز القدير بهذه النكبة التي يمتحن بها صبرهم وقدرتهم على الصمود أمام هكذا تحديات , وان قدر المسلمين أن ابتلاهم بمن يندس فيحاول تخريب الدين او المذهب من خلال الدين وهذا لن ينقطع على مدى التاريخ , ومثل هؤلاء الأشخاص ولكي ينجحوا في إثارة الفتنة يتبحرون ويتعمقون ويجتهدون في الدين لإثبات جدارتهم في تزعم المجموعات التي ينجحون في تضليلها, يتبارون في التنظير ويخطئّون حتى القادة الذين اصطفاهم الله للنهوض بالأمة من المحن التي تصيبها .

وعلى سبيل المثال فبعد حرب صفين بين الإمام علي " كرم الله وجهه " ومعاوية بن أبي سفيان , وكما هو معروف , ظهرت الى الوجود فئة أطلق عليها حينها تسمية ((الخوارج )) لأنهم خرجوا على طاعة الإمام , فهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب من جهة , كما هم خارجون على طاعة معاوية بن أبي سفيان من جهة ثانية وجميعهم من حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف 

فماذا كانوا يطلبون ؟ 

لقد  طالب هؤلاء بتنحي الطرفين عن الخلافة والدعوة الى خلافة إسلامية جديدة لا يكون طرفا فيها أي من المتخاصمين , وتمركزوا في منطقة الحيرة قرب الكوفة في العراق بعد أن طردهم منها الإمام علي (ع) , وحشدوا لمقاتلة الخليفة كل طاقاتهم , وقبل الذهاب الى قتالهم طلب الإمام علي (ع) من ابن عمه عبد الله بن عباس " وهو من حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ومتفقه في الدين على يد الرسول الكريم ( ص ) " وله في ذلك باع طويل , فطلب الإمام من ابن عباس محاججتهم ولكن في آيات القرآن الكريم فقط , لأنهم من أصحاب الجباه السود ومن حفظة القرآن ويلزمون الحجة بالقرآن لعل الله العزيز يهديهم الى سبيل الرشاد , وحتى لا نطيل فقد انتهوا الى القتال وانتصار الإمام على عليهم في معركة النهروان , واستمر الحال كذلك ما إن تهدأ فتنة حتى تظهر أخرى , وآخرها وأكثرها خطورة , الظاهرة الخمينية في بلاد فارس وقد تحدثنها عنها في مقالات عدة منها ما نشر على شبكة البصرة الكريمة تحت عنوان " دور الحركة الخمينية المجوسية والتعاون الامريكي الصهيوني في المشرق العربي " و " لماذا ترعى امريكا الإرهاب الفارسي المجوسي في العراق " , لمن شاء المزيد من المعرفة والاطلاع . 

والآن فان التعاون الامريكي – الصهيوني – الفارسي , يهدف الى تفتيت المجتمع العراقي ومن بين وسائله استخدام المسألة الطائفية وتغذيتها , فما هي الأدوات التي تم استخدامها لتنفيذ ذلك ؟ 

بالتأكيد إن العامل الديني من أهم الوسائل المؤثرة في المجتمع , ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون رجال الدين الوطنيين هم أداة ذلك , وعلى اعتبار إن الشيعة يمثلون أغلبية من سكان المناطق الجنوبية والوسطى , فقد سعت قوى الغزو الى تغذية نوعيات دينية ذات ماضي غير مشرف مثل آل طباطبائي الحكيم وقسم من آل الصدر ممن باعوا ضمائرهم وارتضوا الخيانة التي أصبحت أهم سماتهم , فعملوا ليس الى نهب خيرات العراق فحسب , فهذا أمر استخلفنا الله فيه , بل الى إثارة الفتنة الطائفية التي لم يعرفها العراق سابقا , والى تشكيل عصابات الموت والإرهاب التي عملت على إسالة الدماء العراقية انهارا وتهجير آلاف العوائل العراقية في مسعى منها لتغير التركيبة السكانية للقطر , كخطوة تمهيدية لتقسيم العراق طائفيا . 

وفي مثل هذه الظروف فان من يكتب بالتأكيد فانه يهدف الى تبصير المواطن بواجبه تجاه الوطن العزيز وإظهار الحقائق التي قد تختلط عليه , وآل الطباطبائي الحكيم معروفين للقاصي والداني بدناءتهم وتآمرهم على العراق ولكن كواحدة من الحقائق التي ربما غابت عن أذهان قسم من الناس نضع صورة محمد باقر الصدر هنا أمام القارئ الكريم ونترك له التعليق عليها , فقط ليعرف حقيقة هؤلاء المتسترين بالدين .

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة /  06  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  16 / تشــريــن الثاني / 2007 م