بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حول الصراع القديم بين آل الصدر وآل الحكيم طباطبائي

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

ضمن السياقات التعبدية للشيعة يأتي مبدأ التقليد  أي تقليد احد المراجع الدينية الذي يبلغ من العلم ما يؤهله لان يكون بمنزلة نائب الإمام المهدي المنتظر(ع) – الإمام الثاني عشر من أحفاد الإمام علي بن أبي طالب (ع) , وفي هذه الدرجة للمرجع يجب أن تكون له رسالة توضيحية لمجموعة من المسائل الفقهية والشرعية , وحسب نشاط هذا العالم او الفقيه فستكون له مجموعة من الحلقات الدراسية التي تتتلمذ على يديه وتنهل العلم منه , وسيكون بناءا على ذلك له مجموعة من المقلدين , تتسع مساحتهم او تقل حسب قدرته على إثبات أعلميته ونشاط وكلائه في عموم الساحة الإسلامية , والشيعية خصوصا .

أما زعامة الطائفة او المذهب فاعتاد العرف الشيعي أن تتوزع بين الفقهاء الذين قد يزداد عددهم او يقل حسب الظروف السياسية للبلد الذي يتواجدون فيه , وطبيعة نظام الحكم السائد , وقد تركزت المرجعيات الشيعية في القرون الأخيرة في العراق , في مدينة النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية في بغداد , ولهم تواجد ونشاط محدود في سامراء , كما نشأت مرجعيات شيعية في مدينة قم ومدينة طهران في بلاد فارس , وقد اتسع نشاطها وتداخلها السياسي هناك بعد استيلاء خميني على نظام الحكم في بلاد فارس وتبني هذا مبدأ غاية في التطرف المذهبي , هو مبدأ ولاية الفقيه, الذي يوجب على أتباعه التخلي عن جميع حقوقهم وأتباع اجتهاداته في جميع أمور الحياة اليومية العامة والخاصة بشكل مطلق وقد تم بحث هذا الموضوع بإسهاب في مقالات سابقة لنا ضمن شبكة البصرة الثائرة

خلال العقود الأخيرة برز الى السطح صراع خفي غير معلن على زعامة الطائفة التي تأتي من زعامة " الحوزة العلمية " وهي المدرسة الدينية التي تعني بامور دارسي الفقه من الطائفة الشيعية , والتي تعتبر الحوزة العلمية في النجف الاشرف أكبرها نفوذا وأقواها تأثيرا وأكثر الحوزات العلمية أتباعا , وبصورة عامة اخذ هذا الصراع ينحو باتجاه الصراع القومي , فأما أن تكون زعامة الحوزة في النجف عربية , وأما أن تكون فارسية . 

لقد اجتهد الفرس وبذلوا جل جهدهم للتفقه في المذهب الجعفري والتشيع ليتمكنوا من الانحراف به وتدميره بسيفه وبعلمه , واستغلوا التعاطف المطلق من قبل الشيعة مع مسألة أهل البيت وإظهارهم بمظهر المظلوم والمنكوب لاستقطاب اكبر قدر ممكن من البسطاء , وأسرفوا في ممارسة عادات المجوس وادخلوا ممارسات غريبة على الإسلام استمدوها من البدع الصفوية , حتى أصبحوا يبدون للعامة وكأنهم حماة آل بيت النبوة الطاهر (ع) وكل من عداهم كافر لا يعرف من الإسلام شيء والإسلام منه براء .

وما يعنينا هنا إن هذا الصراع كان يأخذ بعدا طائفيا يغذيه الفرس وقوميا يتبناه العرب, حول زعامة الحوزة العلمية في النجف الاشرف , وقد وصل من التطاول والوقاحة أن طالب خميني إبان الحرب الفارسية على العراق بنقل رفات الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الى قم علما إن في جميع أدبيات الشيعة الجعفرية تأكيد على أن دفن الجسد الشريف في هذا المكان بإرادة سماوية , يشترك معه في هذه البقعة الطاهرة أنبياء الله ادم ونوح عليهم جميعا السلام . 

وما نبتغيه ونؤكد عليه إن آل الحكيم طباطبائي وكما معروف من أصل فارسي ومن مقلدي خميني وألان من تابعي خامنئي وعلى طوال العقود التي سكنوا فيها في بلادهم فارس كانوا يناصبون العداء الى آل الصدر , لا لشيء فقط لأنهم من أصل عربي , وأبان الحكم الوطني في العراق برعاية الشهيد القائد صدام حسين " رحمه الله وأرضاه " شهدت الحوزة العلمية في النجف رعاية كريمة بزعامة السيد محمد صادق الصدر " رحمه الله " حتى أصبحت قسم من أصوات الفرس النكرة الحاقدة على العروبة تؤكد انتماء السيد محمد صادق الصدر الى حزب البعث العربي الاشتراكي , لما شهدت فترة زعامته للحوزة من تطور وتوطيد لرعاية الدولة لهذه المؤسسة الدينية الشريفة .

إن متبني الفكر الصدري ومن مقلدي السيد محمد صادق الصدر يتذكرون ذلك بشكل جيد , ويتذكرون جيدا كيف امتدت يد الغدر الفارسية من آل الحكيم الطباطبائي الى السيد واغتالته والقوا بالتهمة زورا وبهتانا على الحكم السياسي الوطني في العراق وللتذكير فقط نذكّر الجميع خصوصا من كان في تلك الفترة يتواجد في إيران , بما حصل في مجلس الفاتحة الذي اقامه الصدريون في قم وكيف تم طرد آل طباطبائي , محمد باقر وعبد العزيز ورفض تعازيهم ألشامته وكيف " يقتلون القتيل ويمشون في جنازته " على حد تعبير المثل , الجميع يتذكرون المعركة التي حصلت حينها وكيف انهالت عليهم " الأحذية " من كل الحاضرين . 

والآن وبعد الغزو الامريكي للعراق والتزوير الحاصل للحقائق حاول آل طباطبائي التنصل من ذلك الحادث والساقه جزافا بالحكم الوطني , وقد استغلوا سذاجة التافه مقتدى ولما يتمتعون به من حظوة لدى الأمريكان كونهم مطاياهم في تنفيذ مخططاتهم من جهة وتنفيذ المخطط الفارسي في استقدام الأعداد الهائلة من الفرس الى العراق وتوطينهم في المدن العراقية وخصوصا مدن العتبات المقدسة لتغير الجغرافية السكانية للمدن العراقية وفق حسابات بعيدة الأمد فتم تقريبه ودعمه بالأسلحة والأموال لتنفيذ العمليات الإجرامية , من اغتيالات وتصفيات للعناصر الوطنية وذلك لما يتمتع به القسم الأكبر من أتباع أبيه من سوء أخلاق وخروج على القانون . 

إن دفع عصابات مقتدى لتنفيذ السياسات الفارسية والأمريكية في إثارة الفتنة الطائفية وعمليات التهجير الحاصلة اليوم والحرب بالنيابة عن منظمات آل الحكيم طباطبائي الإجرامية وعدم وجود قيادات وطنية مخلصة للعراق والأمة العربية , الحاضنة الحقيقية والبعد الملتزم للعراق افقد هذا الغبي من اقتنع بابيه كمجتهد وكعالم ديني , وافقده من التف حوله من أبناء العراق حتى أصبح بمعزل عن عمقه الشعبي , جاءت المرحلة التي يتخلى بها آل الحكيم طباطبائي عنه فبدؤوا بإظهار حقيقته الإجرامية والتشهير به وبأتباعه ومطاردته مع عصاباته لكي تفرغ الساحة السياسية من المنافسين ويبدون آل الحكيم طباطبائي وأتباعهم ممن لف لفهم بأنهم المخلصين المدافعين عن البلد والحريصين على المذهب الشيعي خصوصا وإنهم استولوا على المناصب الإدارية الحساسة في دوائر الدولة من خلال شهاداتهم المزورة والتي بدأت تنكشف هي الأخرى أمام المواطن العراقي . 

بقي أن نشير الى ملاحظة هي إن عناصر فيلق بدر ومجلس عبد العزيز استغلوا فترة تواجدهم في بلاد فارس في الحصول على شهادات دراسية مزورة , فاستولوا كما أسلفنا على مناصب الدولة الإدارية المهمة , بينما أتباع مقتدى الذين كانوا أصلا في العراق ومعظمهم من قطاع الطرق وعصابات اجراميه يعرفهم الشارع العراقي لا يستطيعون تزوير شهادات , فاضطروا الى الانخراط في وظائف وضيعة سلّطت آل الحكيم عليهم مما زاد من الهوة وحدة التنافر بين الطرفين . 

إن من يدين بالولاء الى الأجنبي بالتأكيد يفقد عمقه الوطني ولابد أن يلفظه الشعب وعندها سوف لن يجد من يحتضنه او يرحمه , وارض الرافدين الطاهرة لا ولن يطأها إلا الأطهار , ودماء شهدائنا " رحمهم الله " تطالب كل شريف بالقصاص العادل من هؤلاء الدخلاء . 

رحم الله شهداء العراق الاماجد وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر

والله اكبر... الله اكبر

حي على الجهاد ... حي على خير العمل

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  03  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  13 / تشــريــن الثاني / 2007 م