بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

عشائر جنوب العراق عنوان عروبة أصيل

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لن أضيف شيء جديدا إذا قلت إننا سكان هذه الارض , هي مولدنا ومولد آبائنا وأجدادنا , ولن أضيف شئ إذا قلت إننا عرب مسلمون , فهذا يعرفه الطفل الصغير والكبير , ترعرعنا في ربوع هذه الارض ولا نعرف الولاء إلا الى ما وجدنا نفسنا علية , وبالتأكيد لن أكون عنصريا إذا تمسكت بولائي المطلق لقوميتي فـ " الأقربون أولى بالمعروف" وقد علمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نحترم غيرنا من الأديان مع اعتزازنا ومحافظتنا على خصوصيتنا وهويتنا المسلمة , فتلك مزية أجدادنا الذين حملوا رايات الإسلام في أرجاء المعمورة , وإذ تعددت المذاهب والملل , فقد جمعتها ووحدتها شهادة إن لا الله إلا الله , محمد رسول الله , فاختلطنا على ذلك الأساس حتى مع غير المسلمين , يربط بيننا الكثير في حب الوطن , فالاختلاف في طريقة التعبد شيء بين العبد وخالقه .

أثناء فترات الاحتلال التي تعرضت لها بلادنا ,وكما قرأنا في تاريخنا الحديث وعاصرنا ألان عرفنا التفرقة المذهبية , فكلما تغلغل فينا الاحتلال , كلما تعمقت الخلافات , والعكس صحيح , وفي المحن يتوحد شعبنا أكثر فترتص الصفوف وتنعدم الثغرات , فحين دخل الجيش الانكليزي مع بداية الحرب العالمية الأولى , ورغم إن العراق كان تحت الاحتلال العثماني , هبّ كل أبناء العراق للدفاع عن البلد, وسادت قناعة إن الاحتلال العثماني مسلم , ولا بد أن يكون ارحم من الصليبي الغربي , رغم الإمكانيات الإعلامية الانكليزية التي مهدت للغزو وبياناته التي تؤكد كذبهم في أنهم محررين لا فاتحين كما قال جنرالهم " مود " , وما إن تمكن حتى بدأ بإثارة الفتنة الطائفية , ولكن ما كان يتمتع به آبائنا من حكمة أفشلت مشروعه الخبيث, فرغم إن الشرارة الأولى لثورة العشرين كانت من الرميثة , في محافظة المثنى والعروبة إلا إنها امتدت على طول المساحة العراقية من أقصاها الى أقصاها دون استثناء , فأيقن المحتل بضرورة تبديل إستراتيجيته , فإذا كان يراهن بقدرته على بعثرة امتداد من تصدى له في معارك جنوب العراق من سنة وشيعة كمهدي الحيدري وشيخ الشريعة ومصطفى الكاشاني وعلى الداماد وعبد الرزاق الحلو ومحمد سعيد ألحبوبي وباقر حيدر وعبد الكريم الجزائري , نقول إذا كان يراهن على إثارة الفتنة بين أبنائهم , فان ثورة العشرين قد لقنته درسا بليغا في وحدة مكونات الشعب العراقي , حتى ولى منهزما مدحورا , وبقي العراق مزهوا بأهله العرب .

اليوم حيث بدأ العدوان الامريكي يقتدي بالاحتلال الانكليزي ويقتفي آثاره خطوة بخطوة ابتداءا من إلغاء العملة الوطنية ومجلس الحكم وحل المجلس الوطني وإلغاء القانون وإبطال العمل بالدستور انتهاءا بحكومات العمالة التي عقدت الاتفاقيات المهينة للشعب , فان الأمريكان يدللون على غبائهم بتجاهلهم لنصائح البريطانيين اللذين حفظوا وتذكروا درس العراق فقرروا الانسحاب تاركين حلفائهم الأمريكان تحت ذل واهانة أبطال العراق وضرباتهم التي حطمت الآلة العسكرية المتطورة بإيمانهم بتربة وطنهم.

عندما قرر الأرعن بوش الصغير في كل شيء غزو العراق راهن على الخونة في إثارة الفتنة الطائفية ثم على الفتنة العشائرية في تمزيق وحدة العراق , فتحدث الأقزام أمثال ذليل حكيم طباطبائي بالنيابة عن أسياده في واشنطن وطهران عن نصر المذهب الشيعي المظلوم والانتقام لأهل الجنوب من الظلمة السنة كاذبا أشرا , وعمل على فصل الجنوب بفدرالية يسانده في ذلك أتباعه من فيلق الغدر ومجلسه الأعمى , فجاءه الرد من حيث لا يحتسب , صفعة مدوية ستوصله الى القبر معلولا ملعونا الى يوم الدين , فقد أصرّ على عزل الجنوب وعشائر الجنوب عن مسيرة العراق الجهادية متسلحا بالطائفية وبدعم أسياده , فكان رد أهل الجنوب أسرع من حماقاته وحاسما في مؤتمر عشائر جنوب العراق دعما لجيش تحرير جنوب العراق , وسرايا شهداء ثورة ألطف, رجالا أصلاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه , أوفياء لتربة وطنهم , فلم يطالبوا بسحب قوات الاحتلال وعملائهم الفرس فقط , بل طالبوا بإغلاق السفارة والقنصليات الفارسية التي ترعى الطائفية وتثير المتاعب , فحيى الله شيوخ عشائر جنوب العراق , وحيى الله الرجال الصناديد المجاهدين في جنوب العراق , وليعلم المحتل وأذنابه إن شيوخ العشائر في جنوب العراق قد جددوا البيعة لحامل الأمانة الأمين شيخ الجهاد والمجاهدين المناضل عزيز النفس عزة إبراهيم , فهم كما يعرفهم كل العالم أوفياء لله والوطن والعهد , وليخسأ المحتل وعملائه دعاة الطائفية والى أمام .

المجد لأبي الشهداء ... لشهيد الحج وكل شهداء العراق .
عاشت المقاومة العراقية التي أذلت كبرياء المحتل .
الله اكبر ... الله اكبر

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 29  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  09 / كانون الأول / 2007 م