بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المقاومة العراقية الباسلة لمواجهة تفتيت الوطن العربي

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

أصبح من البديهي والمؤكد للجميع صورة الوضع العراقي الراهن المضطرب , وأصبح واضحا كذب الإدارة الأمريكية بشأن هذا الوضع , كما أصبحت تصريحات عملاء الخسة والرذالة عبارة عن سفططة كلامية فارغة لا تعير انتباه أي عراقي او عربي , كما لا تعني أي إنسان حر شريف , ذلك لما عبر عنه الشعب العراقي من ارتباط حقيقي يمتد الى ألاف السنين بأرضه وتاريخه طيلة سنوات الغزو الهمجي , فقد نفذ تحالف العدوان هجومهم في ظل تفوق عسكري كسياق تصور معاد مرسوم شاركت فيه أطراف عديدة اعتقدت إن قيادة امريكا للعدوان يمكن أن يقودها الى تحقيق ما تريده من مآرب , فسرعان ما انقلبت الظروف ذاتها فأصبحت وبالا على مستغليها , عندما اشتعلت روح النخوة والغيرة لدى العراقيين لتصبح لهيبا يحرق الاحتلال وكل من تمسك به , وإذا كانت الأحزاب العميلة والانتهازية قد راهنة على المشروع الامريكي – الصهيوني – الفارسي بإثارة الفتنة الطائفية , والآن تعمل على التمهيد لإثارة الفتنة العشائرية , على إنها سمة أساسية من سمات الشعب العراقي من الممكن استنفارها وإثارتها للوصول الى غايتهم في إضعاف القدرة العراقية على المقاومة والجهاد من اجل تطهير كامل التراب العراقي من دنسهم , فان تلك المراهنات ستؤول كالمحاولات السابقة الى الفشل والاندحار .

إن مخططو العدوان على العراق استهدفوا هدم العراق وشقه وتدميره حسب ما رسموا من الفرضيات التقليدية في الفكر السياسي الغربي المهتم بالشأن العربي والذي أسهمت الصهيونية فيه بشكل واسع كما هو معروف , وكان المتوقع في ضوء هذا الفكر أن يكون العدوان والاحتلال سبيلا لمزيد من الانهيارات والتفتيت والتجزئة لتصبح ساحة المشرق العربي مجموعة من الكيانات الصغيرة المتحاربة البائسة , فلا تملك حولا ولا قوة , والعمل على إثارة المشاكل مع الجيران فتصبح الصهيونية ليست هي المشكلة الوحيدة للعرب , بل إن الحزام المحيط بالمنطقة يمكن أن يكون قابلا للانفجار ما دام يحتضن أسس هذا الانفجار التاريخية والجغرافية , وكلما تم زج عنصر غير عربي في الصراع الواسع مع العرب , كلما سهل الأمر أمام الصهيونية لتنفيذ مآربها , وحيث إن المشرق هو الكتلة العربية التي تنفتح في اليابسة على أقوام غير عربية , كان الضغط على العراق والتخطيط ضده يدخل في صلب التفكير الصهيوني , وانطلاقا من ذلك ولتقارب بل لتطابق وجهات النظر مع الفرس , تم إشراكهم وبثقل واضح في تنفيذ أهم صفحات العدوان ومنذ البدء , وهم المعول عليهم أكثر من غيرهم في تنفيذ غايات العدوان الأساسية , فمنذ البدء تم الإعلان عن تبني مشروع الفدرالية وتحديد مساحتها , كبداية لانطلاق الفتنة الطائفية , وفي ظلها قامت عمليات التصفية الرهيبة للآلاف من الوطنيين القوميين العراقيين , ومن اجل تقسيم المهمات وتنسيق الأدوار كثيرا ما حصلت الاجتماعات الأمريكية الفارسية , وللتنويه فقط فان تزعم الإدارة الأمريكية للحملة ضد المشروع النووي الفارسي , وكما أكدنا ذلك في أكثر من مقال , انه محض إعلام تظليلي يهدف من رواءه , كذريعة لتنمية القدرة النووية الصهيونية على أساس من حفظ توازن القوى النووية في المنطقة من جانب , ولمزيد من الابتزاز لدول الخليج العربي النفطية الغنية وإنفاق المزيد من الأموال على استيراد السلاح الغربي الذي لا يوجد من يستعمله لعدم وجود جيوش لدى دول الخليج تمتلك التقابليات القتالية وهذا موضوع آخر يحتاج الى المزيد من النقاش , وقد اثبت العراقيون مقاومة باسلة للمشروع الفدرالي , اضطر معه الفرس لإدخال أعداد هائلة من عناصر اطلاعات , وحفاظات " وهو مؤسسة استخبارية فارسية خاصة ارتباطها مباشر بالقيادات الفارسية , أدخلت للعراق حديثا " ناهيك عن عمليات منح الجنسية العراقية للفرس خصوصا الذين يجيدون اللغة العربية ,إضافة الى فيلق القدس ومئات الآلاف من عناصر الأحزاب الطائفية .

أما على الجانب التركي فقد انفتحت أحزاب العمالة الكردية على حزب العمال الكردي التركي وتم استقطاب عناصره الى داخل الأراضي العراقية واعتبارها عمقه السوقي والقتالي لتنفيذ الهجمات ضد قوات الحكومة التركية لإعطائها الذريعة اللازمة للدخول الى الأراضي العراقية كسبب لإثارة الخلافات بين الشعبين العراقي والتركي , ولا يمكن أن نتصور مثل هذه المخططات تنتهي عند حد معين ما دامت تبنى أصلا على أساس من زج القوى المعادية للعروبة في صراع واسع حاسم مع العقيدة القومية العربية بهدف تدمير التكوين القومي نفسه وتحويل الوطن العربي الى ساحة تتقاسمها العناصر والفئات المتباينة بحيث يصعب الحديث عن وطن قومي , لذلك فان من أهم إفرازات احتلال العراق التي بدأت الصهيونية تقطف ثمارها , انقطاع المقاومة الفلسطينية عن بعدها القومي الفاعل , إضافة الى توفر الارادة الانهزامية في روح قادتها فذهبت متخاذلة الى مؤتمر أنا بوليس لتوقع على إنهاء القضية الفلسطينية وإعدام الشعب الفلسطيني والقضاء على آخر حلم له بالحصول على دولة , حصل ذلك ليس بتأييد الحكومات العربة فقط بل بمباركتها وحضورها حفلة انتصار الصهيونية على الارادة القومية العربية , وهي نفس الحكومات التي تحدت إرادة شعبها فجعلت الأراضي العربية قواعد انطلاق العدوان على العراق .

إن الأوضاع العربية الحالية والناتجة عن تسلط الحكومات العميلة على القرار العربي وانسياقها الأعمى وراء الامبريالية العالمية وحالة الضعف والانكسار التي تعيشها وحرصها على المحافظة على أموالها التي ارتبطت بالسياسة الأمريكية توحي بان الرأي العام العربي لم يعد يؤمن بالوحدة , وانه آمن بانكسار وانحسار الفكر القومي العربي والإسلامي لصالح التجزئة الطائفية وتفتيت الوطن العربي , لقد تبلورت هذه النظريات الوهمية غير الدقيقة والساذجة عن تخطيط مدروس في إطار تأكيد الوهم الذي يبنى على وعي مقصود بكذب خياراته واستنتاجاته , او محدوديتها بهدف إشاعة اتجاهات ومحاور داخل المؤسسة العربية لتقويض الفكر القومي , بينما ينطرح أمام الفكر العربي نفسه أكثر من تحدي لإثبات خطأ وزيف الفكر المعادي , الذي أكدته سلسلة من الانهيارات لعبت فيها أطرا عربية مشبوهة , دورا واسعا ومعروفا لتعميق اندحار الجماهير العربية وزج تيارات الفرقة واستثمارها , وإشاعة روح القطيعة بين الفرد والدولة , كما يحصل ألان في لبنان بعد تنفيذ مخطط تدميره وتدمير روح الانتماء للوطن لدى المواطن فيه , فبعد تحييد الجزء الكبير من القوة اللبنانية او استقطابها الى الصف المعادي للأمة وتدمير البنى التحتية فيه , تحول الى الصراع على السلطة , كجزء من تطبيق الديمقراطية الأمريكية .

إن العدوان الامريكي – الصهيوني – الفارسي قد فقد مقومات ديمومته أمام عنف ضربات المقاومة العراقية الباسلة , وأصبحت امريكا تبحث عن طريقة الانسحاب التي تحول دون انهيارها كدولة عظمى داخليا أمام الصمود العراقي وتوحده في دعم قيادته الشرعية للجهاد والتحرير التي جعلت كل أطراف العدوان تشعر بمردودات العدوان العكسية تجاه مصالحها في المنطقة , فذلك اقل ما تدفعه كثمن لعدوانها على العراق وما رافقه من استباحة لحرمات العراقيين المقدسة .

عاشت المقاومة العراقية البطلة للجهاد والتحرير .

والمجد لشهدائنا الأبرار يتقدمهم أبو الشهداء ... شهيد الحج .

والله اكبر ... الله اكبر

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت/28  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 08 / كانون الأول / 2007 م