بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

من وحي الذكرى الأولى لاستشهاد حبيب الأمة القائد صدام حسين المجيد

ستبقى تخيفهم يا شهيد الأمة لأنك أصبحت فينا

 

 

 

شبكة المنصور

ابن تونس

 

"ستخافون مني ميّتا أكثر مما تخافون مني و أنا حي"

ذاك ما قلته لأعدائك يا قائد الأمة قبل استشهادك. لم يفهموا تلك المعاني في حينها لكن بدؤوا يلمسوها و يكتووا بنارها. فقيمتك العالية و حجم الجريمة و الترتيب المستفز و المتعمد لها و شموخك الرهيب أمام حبل المشنقة هي التي جعلتك تسكن في دفء قلوب مئات ملايين العرب و المسلمين ، جعل كل حرف خطته يدك الكريمة ينقش في ذاكرة الملتاعين و كل كلمة نطقت بها تنصهر في ضمير الانسانية ، و كل القيم العالية التي جاهدت من أجل ترسيخها يحتضنها وجدان كل إنسان أصيل و كل المبادئ التي لم تتزحزح عنها و لو قيد أنملة تمتصها ذهنية كل المعجبين بشجاعتك و صدق إيمانك.

يا شهيد الأمة و عنوان عزتها

لقد خضت باقتدار كبير معركة الشرف مع الأعداء منذ يوم أسرك فأفشلت كل مسرحياتهم و فندت ادعاءاتهم الباطلة بصلابتك المعهودة و حولت كل مؤامراتهم القضائية إلى مواجهة مفتوحة عريت فيها قيمهم الزائفة و كشفت أكاذيبهم الملفقة و فضحت انتهاكاتهم الصارخة . لقد وقفت في ساحة المحكمة كالأسد يرتعد منك فريق القضاء بكامل أجهزته لتشحذ عزائم الثوار في ساحة القتال و صبر الأسرى في سجون الاحتلال و جرأة الشهود في منابر المحكمة و صولات رفاقك في معركة المحاكمة. لقد أبرزت خلال هذه الملحة طينة الرجولة التي تنحدر منها و قوة الحجة التي تتحلى بها و صدق الإيمان بالتضحية من خلال رفضك لكل العروض المغرية التي تنافس مسؤولو الاحتلال لتقديمها إليك . لقد قلبت على المحتلين الطاولة حين حولت المحاكمة إلى منبر تحاكم منه أعداءك و تصدر عليهم الأحكام العادلة بمقاومتهم و سحقهم و سرعان ما تعرف تلك الأحكام طريقها للتنفيذ من طرف رجال المقاومة الأشاوس عبر عملياتهم البطولية المتلاحقة ضد أهدافهم.

يا قائد الأمة و رمز بطولاتها

ستظل قائدا لهذه الأمة ، قائدا بتلك القيم العربية الاسلامية الأصيلة التي أنعشتها باستشهادك ، فأنت حاضر في ذهن كل مواطن عربي شريف حين يصيب و حين يخطئ ، حين يصيب لأنه استلهم في ممارسته من دروسك التي تركتها له جاهزة واضحة حول الصبر و الصمود و التضحية و نكران الذات و حين يخطئ لأن طيفك الحاضر الدائم في وجدانه يوقظ الضمير فينتاب كل انسان أصيل الشعور بالندم أمام ما أقدم عليه من خطإ .

ستظل قائدا للمقاومة ليس في العراق فحسب بل في كل شبر تخاض فيه المنازلة مع عدو الأمة، فمواقفك في الحكم وفي السجن و المحاكمة و على منصة الإعدام هي التي توجه مسار المقاومة . إن دماءك الزكية تعزز دماء بقية الشهداء لتحولها إلى درع يحمي المقاومة من كل مساومات أو تنازلات يرتبها الأعداء طمعا في إجهاض صرح الجهاد و المشروع التحرري الذي أسسته. لقد رسخت باستشهادك الخط الأحمر الذي حدد سقف المرحلة القادمة من مشوار معركة الأمة مع أعدائها ، سقفا يحرم على كل محارب أن يفتح باب الاجتهاد في مسلماتك و مبادئك الثابتة . ولقد استجاب أبناؤك و أخوتك الأبطال لما حددته من أرضية للفعل المقاوم فبيّن الشهداء الأبطال الثلاثة طه ياسين رمضان و برزان التكريتي و عواد البندر أن استشهاد صدام حسين ليس عمل منفرد متميز لا يقدر على إنجازه إلا القادة الاستثنائيين بل هو طريق تأسس على منهج محدد و استراتيجية رسمتها قيادة محنكة ووفية لوطنها و أمتها.

يا كنز البطولات و ملهم الشرفاء

ملحمة الاستشهاد التي توجت بها زخم انجازاتك فجرت طاقات جديدة في بندقية المحاربين و قلم الكتاب ووجدان الشعراء و ريشة الرسامين فأسهمت في إعداد أروع سمفونية تتغنى بالمقاومة و الشهامة و الرجولة ،و إذا بدأت الأمة العزف على أنغام الاستشهاد و التضحية و الفداء فإن فجر التحرير بات قريبا مثل وعدت بذلك في وصيتك و قبل استشهادك يا شهيد الأمة و باني مجدها.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م