بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المصالحة الوطنية من وجهة نظرالمالكي والواقع المطلوب

 

 

شبكة المنصور

حسن الموسوي / كاتب ومحلل سياسي – عراقي

 

بعد إن ضاقت الارض بما رحبت بنوري المالكي وحاشيته وبقي حبيس المنطقة الخضراء تحت حراسة الامريكان والايرانيين والكلاب البوليسية الامينة عليه ونتيجة الفشل الذي مني به هو وافراد حكومته الذي عينهم السفير الامريكي زلماي خليل زاد بوظائف مؤقته تابعه للبيت الابيض الامريكي والضغط المتزايد عليه من قبل الإدارة الأمريكية وتهديده بإقالته او اهانته او الاتيان ببديل يلهث هو الآخر وراء كوندليزا رايس .

ضمن هذا السياق تلقى المالكي مشورة من سيدته السمراء رايس أن يعمل على ستراتيجية جديدة لعله تساعد على خفظ (( العنف )) في العراق وهذه الخطة الجديدة إطلق عليه جزافاً هي مشروع المصالحة الوطنية .

ولكن دعونا نبحث كيفية هذه المصالحة التي اتبعها المالكي ومع من ؟

وما هي الاسس التي ترتكز عليها آليات هذه المصالحة المزعومة ؟

ومن هي الجهة المعنية بالمصالحة ؟
حينما اخذ ينادي المالكي بالمصالحة رافق دعوته ضجيج إعلامي لتسويق هذه الممارسة الكاذبة الجوفاء والفاقدة لعوامل نجاحها لأنها مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي وكسب المزيد من الوقت ومحاولة فاشلة لشق صفوف المقاومة العراقية الباسلة واستمالة بعض من الضباط الكبار في الجيش العراق الوطني صاحب التاريخ العظيم والمشرف .

هنا لابد من العودة إلى المنطق الإنساني والعقلاني الصحيح والمعروف أن المصالحة تتم بين خصمين شرعيين أحدهما صاحب حق مشروع في مطالبه وبضوء المصالحة وبهدف أيجاد سلام دائم وبناء مجتمع يسوده النظام والقانون فوق الجميع وضمان حقوق الفرد والمجتمع ومصالح الشعب العليا وتوحيد الجهود نحو البناء والمستقبل الأفضل يصار إلى عقد ميثاق وطني مشترك يلزم كل الأطراف .

إذا كان المالكي جادا بالمصالحة ولاثبات حسن النوايا لابد من إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين وإلغاء العملية السياسية ودستورها المزيف وكل القوانين الصادرة عن هذه العملية السياسية غير المشروعة لأنها من صنع المحتل وجهات أجنبية وإقليمية لها مصالحها الذاتية في العراق وأعادت الجيش العراقي ولأجهزة الأمنية الوطنية ويسبق كل تلك الإجراءات إعلان المحتل سحب قواته كلياً والاعتراف بشرعية المقاومة العراقية لأنها الممثل الشرعي للعراق وتقديم كل الذين ارتكبوا جرائم بحق العراق والعراقيين وتعاونوا مع الاحتلال واصبحوا حواضن للإيرانيين والموساد الصهيوني .واجبار المحتل الأمريكي بالاعتراف بجريمة غزوه للعراق وتعويض الشعب العراقي عما لحق به من آذى على صعيد الموارد البشرية أو البنية التحتية والثروة .

يحاول المالكي منهمكاً التغطية على جرائمه ومليشيا ته مثل ما حصل في مجزرة الزركة وكر بلاء وباقي مدن العراق والاعتقالات والاغتيالات وجريمة اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين خارج الإطار القانوني والشرعي إذ جاء ليذر الرماد في العيون فأخذ يدعو أعداد من عناصر منظمات المجتمعي المدني المرتبطة فعليا بالحزاب المكونة للعملية السياسية الحالية ويجمع بعض رجال العشائر وطلبة الجامعات ويقوم بالتهريج والترويج على أنها مصالحة !!!

لسئل المالكي من هو خصم لك من هؤلاء ؟

وما مشروعه وورقة العمل المعبرة عن برنامجه ؟ في الحقيقة جميعهم موظفي مؤسسات الدولة ومواطنين آخرين تمت دعوتهم بالإكراه وهل فيهم من حملة السلاح ؟

في الامر شيء من الصحة لان المالكي واعوانه والاحزاب العميلة العاملة حاليالابد لهم ان يتصالحو مع الشعب العراقي لانهم اساؤا واجرموا بحق هذا الشعب الجريح المبتلى بالاحتلال .

ان الطرف المعني بالمصالحة المقاومة العراقية الباسلة وقواتها المسلحة العراقية البطلة والقوى الوطنية الرافضة للاحتلال الا ان تلك القوى الوطنية والمقاومة العراقية ترفض الحوار والمصالحة مع المالكي لانه امتداد للمحتل بل اداة من ادوات الاحتلال .. المقاومة لا يعنيها المالكي انما تؤدي دوراً وطنياً تاريخياً مشرفاً في مجابهة الغزاة المحتلين وهدفها طرد الاحتلال وعملائه وتحرير العراق ، وصمود المقاومة بدأ يقطف ثماره في كل انحاء العراق في يقظة ضمير الشعب بعد ان انكشف زيف واكاذيب المحتل وعملائه .

إذن فالمصالحة الوطنية تبدأ من نكران الذات والتفكير جلياً بمصالح الشعب العليا .

فأية مصالحة والاعتقالات مستمرة وأحكام الإعدام تسري بحق قادة العراق الوطنيين والسجون تغص بالأبرياء . ولابد من الإشارة إلى واقع مرير هو أن المصالحة بين العراقيين هي أمر يخالف الرغبة الإيرانية لأنها أن تحققت تكشف مدى تغلغل النفوذ الإيراني الفارسي الصفوي بمفاصل شؤون الدولة العراقية ومؤسساتها .

إذا ما التئم الجرح وجُمع الشمل ذلك يهدد النفوذ الإيراني والأجنبي بشكل عام .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  19  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  29 / تشــريــن الثاني / 2007 م