بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ليس دفاعا ولكن دحضا للأوهام

 

 

شبكة المنصور

غفـران نجـيب

 

 بسم الله الرحمن الرحيم
(( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون (41) ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون (42) .))

صدق الله العظيم
سورة البقرة

في الوقت الذي نثمن فيه حرص بعض المواقع الوطنية ، المعبر عنـه بالنـداء الموجـه للأشخاص والقوى الرافضة للاحتلال ، بتوجيه طاقاتها الفكرية والنضالية للعدو ، غاصب الأرض وهاتك العرض ، تفويتا لأية فرصة تمنحه ولو أملا في التقاط النفس . فأننا نعتب ( من ذات الخلفية لهذا النداء)على السماح لبعض الأقلام من هم محسوبين للبعث الخالد أو هكذا يفترض ، أو غيرهم من عناصر الفعل الوطني ، بنشر ما يسيء للبعث وتجربة البعث وقيادة البعث ضمنا ، وان بدا أولها همسا ليصل بأحد الكتاب والذي نجل لقلمه الاحترام أن يدعي إن هناك أخطاء فادحة واكبت مسيرة البعث في العراق . هذه التجربة التي نقلت العراق من موقعه المتخلف (بفعـل السياسـات التي رهنت مسلكها ومسارها لخدمة القوى الدولية والإقليمية على حساب الوطن ). لتبلغ به مصاف أقوى الدول، وكي لا نغرق بالألم على ظلم ذوي القربى، علينا أن نتذكر حقيقة أكيدة ساطعة وهي أن الكمال لله وحده عز وجـل ولا يمكن لبشر أن يعمـل ويجاهـد بالحجـم الذي كان عليه العمل والجهاد في ظل قيادةالبعث للعراق إلا أن يشوب عمله بعض من أخطاء، ولكن أين منها من الخطيئة. والسؤال المهم الذي يطرح نفسه ، ما هو المعيار المادي لتحديد نوع الخطأ وحجمه ، ومن هو الذي يجيز له أن يؤشر الخطاء أو يحدده بداية ، وهل لكل شخص ركب هواه واعتلى مزاجه الحق في أن يصف ما لا يدركه أو ما ليس له أية معلومات بشأنه قلت أم كثرت بالخطأ .

والسؤال الأكبر والذي على ما يبدو لم يفصح عنه لغاية في نفس يعقوب من المعني بالخطأ ومن هو مسببه.

السادة الأفاضل:

على الرغم من منزلة الرسل صلوات الله عليهم جميعا في الحياة الإنسانية وما يمثلونه من أداة رئيسية ومباشرة في حمل رسالة الخالق عز وجل ونشرها وصلتهم الموصوفة به سبحانه ، فان الله عز وعلا خص لنفسه ميزة تزكية الأنفس ( ولا يزكي الأنفس إلا الله ) ولم يخول أي من رسله بذلك لسبب معلوم لكل مؤمن وهو أن الحقيقة المطلقة والمجردة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، وبالتالي فأن أي موقف تقييمي لأي كائن لا يمكن أن يرتق بالنهاية إلى الحقيقة المطلقة لقصور البشر على إدراكها ، ومن هنا ننطلق لمعالجة الرغبة في التخطيء وجلد الذات لنسأل ، هل أن الذوات الذين عابوا على قيادة البعث مساره كلا أم جزءا ولم يرضهم أسلوب تسييره إدارته لشؤون الدولة كانوا على بينة من حقيقة منهاجه مفصلا ولهم العلم بتفاصيل وحجم التحديات التي كان يجابهها كي يأخذوا على قيادة البعث ما أخذوه ، وهل امتلكوا الدراية التفصيلية بوجهة نظر جهة القرار والتنفيذ ليحكموا بخطاه ،وإذا كان البعض محسوبا على البعث ، فلم السكوت حينها والقبول به وهو الخطأ الفادح كما يصفون ؟

وبما نسمي ذلك على المستوى ألمبدأي والأخلاقي . ؟أملنا أكيد في أن يستدرك البعض لهفواته وان لا يكون موقفه المراد تعميمه على ما يبدو انعكاسا لعقد شخصية يعرف أصحابها خلفياتها .

أيها السادة:

نحن هنا ليس في وارد الدفاع عن البعث وقيادة البعث لأنهما ليستا بحاجة لأي دفاع من حيث أتى، إذ أنصفهما الأعداء للأسف من حيث لا يعلمون قبل رفاق الدرب ضمن المشروع الوطني. لا تستغربوا سادتي .

إن الإدارة الأمريكية بكل السوء الظاهر والذي تختزنه وما تحمله من عنجهية قوى المال والاستبداد ومن دفعها أو وقف معها أو سكت عن إجرامها من قوى الحقد والضلالة ، أنصفت قيادة العراق قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وتجربته الفريدة الرائدة بعدوانها المتكرر عليه وأخره احتلالها للعراق ، لتمعن فيه تدميرا ، تاريخا وجغرافية ، ولاجتثاث قيادته ، قيادة البعث وحزب الجماهير حزب البعث .

هذا هدفهم ولا زال .

وأنصفوا خالد الذكر بأذنه تعالى الرئيس الرشيد الشهيد صدام حسين المجيد سادس الخلفاء الراشدين إمام المجاهدين ، سيد شهداء زمانه بما سموه هزلا بالمحكمة ومن ثم تنفيذ جريمة قتله جهارا نهارا أمام أعين الجميع من دون أن يتحرك لأي ذي شأن على مستوى المعمورة طرف عين عدا استثناءات محدودة خلافا للموقف الشعبي المندد والفاضح لجريمة القتل .

إن الرئيس الشهيد رحمه الله وقيادة البعث أعطوا للعراق والأمة والإنسانية ما أعطوه وبالحجم الذي افقد الإدارة الأمريكية عقلها وأجبرها ومن خلفها ومعها الصهيونية العالمية على خرق كافة القوانين والأعراف الدولية بشن عدوانه على العراق واستباحته أرضا وشعبا ، وإذ كانت الصورة يشوبها بعض من التشكك والغموض قبل ذلك ، فهل بعد الذي جرى بقيت حجة لعاقل أن يتبجح مشككا بصحة مسار ومنهج القيادة في العراق . وهل اعترف هؤلاء المشككون والذين كانوا عونا بعلمهم أو بدونه للعدو الأمريكي بخطئهم كي يأتي من يأتي متبرعا مدعيا بأخطاء ارتكبت في مسار سلطة البعث وهو البعيد كل البعد عن ابسط التفاصيل. إذن من يخطئ من ؟

إن تجربة البعث أثمرت وبان عطاءها بناءا عاليا جميلا رصينا نقلت العراق إلى ما أصبح فيه ، وإذا كان البعض بدا مستعجلا ظنا منه أن غياب الرئيس الشهيد رحمه الله قد ترك فراغا في الحياة السياسية على المستوى الوطني والقومي ، متلهفا لإملائه ، فأننا نعجب لسببين ، أولهما أن القيادة على مستوى الحزب محسومة أساسا وليس هناك أي خلاف في صفوف مناضلي الحزب على احترام خيار الرئيس الشهيد ومقررات مؤتمرات الحزب من أن يكون المجاهد أبو احمد نائبا له في حياته ، ومن ثم بحكم النظام والأعراف الحزبية والحالة النضالية التي افرزها الاحتلال وإجماع قيادات الحزب خلفا له بعد استشهاده رحمه الله ،وهو يمثل الامتداد الطبيعي لشرعية القيادة على المستوى الحزبي والرسمي وطنيا وعالميا، فلم الاستعجال والإساءة بالقفز بين المواقع . وثانيهما أن الرئيس الشهيد رحمه الله كان متقدم الصفوف في كل الجبهات من خلال فعله وحضوره الميداني وعطاءه المتواصل مضحيا لأجل المبادئ ، ولم يكن (حاشاه) دعيا يعيش الترف على المستوى الفكري والاجتماعي ، لذا كسب لب وقلب المواطن العراقي وعلى المستوى العربي والإنساني ، فأين هذا الذي يشغل مكانه دون فعل يوازيه أو يقترب منه إن لم يعتمد التظليل والتشكيك .

إن تجربة البعث في العراق تبقى خالدة متفردة بثقل عطاء رموزها وقياداتها وتفاعل الجماهير الواعي معها ،ولا يغرنكم المشهد القاتم ، أو النصف الفارغ من الكأس ، من زبد طفح غدرا وبتطفل لترك غشاوة على أعين من لا يريد أن يبصر الحقائق . إن عطاء قيادة البعث ورمز البعث والأمة الشهيد أبو الشهداء هذا هو الذي تشاهدون ، هو الذي أذّل أمريكا وكل عنجهيتها وتركها تتخبط في مستنقع لم تدرك عمقه ولن تدركه ولا تعلم طرق الخلاص منه .

فما الذي تندمون عليه أيها السادة وتخطئونه في مسيرة قيادتكم ،هذا هو عطاء الشعب وقيادة هذا الشعب المجاهد فأن كان للآخرين القدرة على العطاء الأوفر فالميدان ومحنة العراق تحتم عل كل وطني غيور أن يمد يد العون لهم ومن دون أن يتلاعبوا بالأسس الوطنية وقيم العروبة والمبادئ التي رسمت طريق الحرية ، ومرحبا بهم إذا كان عطائهم يصب في خدمة العراق وطنا حرا مستقلا ، وسيجدون جماهير شعبنا ومنهم جماهير البعث معهم تدعم انجازاتهم ، ولكن يبقى الأمر محيرا ويزداد غموضا ومعكوسا في كل تجلياته . فبعد وضوح المواقف والنوايا وثبوت حجم الظلم الذي لحق بالعراق وقيادته الشرعية من كافة الأطراف وعوضا أن تفد قيادات وأشخاص ادعت الوطنية ونفترض إنها عليها وكان لبعضهم السهم المعلى في تعبئة الأجواء ضده ، والتي اختلفت مع البعث أو عدم اتفاقها معه أو نافسته بحجج وأوهام ثبت بطلانها ،لتعتذر من البعث والشعب عن جملة مواقفها الخاطئة تجاهه ، نجدها ومن خلال رموز لها نكن لها كل الاحترام ، تخرج تجريحا بالبعث مسفهة لتاريخه النضالي وما حققه ومشككة بصواب ومنهجه وإدارته المعركة .وكأن الذي تحقق ما هو غير سراب أو ضباب ، وكأن ما تعانيه أمريكا ليس سوى غول بعد سكرة ،والأخطر، إنها عامدة الفصل بين البعث وقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ، وكأن كل واحد منهما بواد ليلتقي هذا المنهج بشكل غريب عجيب والمنطق الأمريكي الأعوج الذي جعل للبعث عنوانين ، بعثيين وصداميين ، وآخره ما ورد في ما سمي باتفاق المبادئ بين بوش والمالكي (وبني مالك منه براء ) ، من الاستمرار بالتصدي لنشاط الصداميين مسقطين كلمة البعث عمدا لأسباب لا تخفى على المتتبع للغش الأمريكي .فمن صاحب المصلحة من كل هذا ، وأي فائدة تجنيها القوى والشخصيات الوطنية المشار لها من المتاجرة بمشاعر العراقيين ووضعهم في عتمة درب لا يجدون غير زيف المحتل منقذا منه .

رحم الله شهداء العراق والعروبة والإنسانية الأبطال وفي مقدمتهم شهيد الحج الرئيس الرشيد صدام وعوضنا الله فيهم خيرا إبطالا واصلوا المسير راكبين صهوة الموت ليصنعوا لنا حياة حرة كريمة , والحرية لأسرى الحرية والوطنية ، والخزي والعار لمن تآمر على شعبه ورضيّ بالانبطاح لشهوات المحتل تحت أي مسمى كان .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /21  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 1 / كانون الأول / 2007 م