بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

طوبى لك سيد الشهداء

وأنت رمز في الحياة والممات

 

 

شبكة المنصور

ضحى عبد الرحمن / كاتبة عراقية

 

يا درة تاج العراق وعنوان مجده وحضارته وكبريائه وشموخه.. يا فارس الأمة وحادي ركب الشهداء.
أزهو وأفتخر وأنا أستمع إلى شهادة أحد أعدائك وليس أصدقائك ممن يدعي شرف المهنة والشرف ابعد من أن يناله عميل وضيع يضع يده بيد الاحتلال ليساهم في قتل شعبه وتدمير وطنه, انه القاضي منير صبري حداد احد جلاديك ويصف اعتلائك منصة البطولة والشهادة التي اعتلاها من قبلك ببسالة طابور من الإبطال ومنهم عمر المختار دون أن تفارقك ملامح التحدي, والكبرياء حيث تحتضنك بكل قامتها وعنفوانها. يصف عار القضاء المشهد" صعد إلى حبل المشنقة بشكل طبيعي ولم تبدر منه أية إشارات تنم عن خوف أو تردد, لم يكن الرجل مبالياً بالموت" ويصف ردك الفاحم على زعيق القرود الملتفين حولك وهم يرقصون رقصة الموت" أنتم مو رجال, وهذه مو مرجلة" نعم سيد الشهداء إنها ليست من الرجولة؟ وهل ترجى الرجولة من مطايا تسوقها وتركبها وتعلفها قوات الاحتلال ومتى ما انتهت منها تعقلها في الزرائب وترحل؟ الرجولة مواقف وأخلاق وتضحيات وإيثار, وقد تجلت بأرقى معانيها في موقفك وأنت تصعد إلى حبل المشنقة مزهواً كأنك ترتقي سلم المجد إلى جنات عدن, وتنظر إلى الأسفل حيث يجلس مستشار الأمن القومي كريم شاهبوري بمستوى نعلك وهو يرتجف كالفأر هلعاً منك وتخاطبه بسخرية وتهكم " أنت تخاف مني"؟ نعم بالتأكيد هو و جوقة الضلالة الملتفة حوله يخافوك ويرتعدون من صوتك وصورتك وليس من شخصك فحسب! ويخشونك وأنت على منصة الموت ويخشونك رغم ألأصفاد الصفوية الملتفة حول يديك, ويخشونك رغم التفاف الثعبان حول رقبتك الشامخة, بل إنهم يخشون آخر نبضة خفق بها قلبك قبل الرحيل,؟ وكما يخشونك حياً يخشونك ميتاً وإلا كيف يمكن تفسير التمثيل بجثتك الطاهرة وهي تمتد بيد أقدامهم الملوثة بعار الخطيئة ليكيلوا لها الرفس كالحمير الرافضة شد اللجام على رؤوسها, وربما في ذلك غبن بحق الحمير الذي تتفوق عليهم بصبرها وحلمها ويتفوقون عليها بنهيقهم ورفسهم. تجاهلوا برفس الجثث التأريخ ودروسه والعادات والتقاليد وقيم السماء والأرض, مدعين أن الرقص حول الجثث ظاهرة شيعية وشيعة العراق منها براء براءة الذئب من دم يعقوب! ولم يتعظوا بالماضي القريب ولا بالمستقبل المنظور حيث ستتحول إرادة المجاهدين إلى رحى تطحن رؤوسهم العفنة ليكونوا عبرة لمن أعتبر, ولكن سوف لا يمثل بجثثهم كما فعلوا ولا يرقص حولها فللموت في الإسلام طقوس مقدسة وحرمة جليلة.

تباً لأحفاد العلقمي وهو يلعقون التراب المعلق ببساطيل الغزاة الأمريكان ويتلذذون بطعمه ويتفاخرون بجودته بوجوههم المعفرة بغبار الذل والهوان.

تباً لهم وهم يحيون شعائر أجدادهم المجوس بالرقص على جثث الأموات والتمثيل بها دون أن يعوا أن الذبيحة لا يهمها السلخ والرفس.

وتباً لهم وهم يحمرون شفاههم اليابسة بدمائك الزكية متناسين أن ما أفسده الدهر لا يصلحه العطار.
تباً لهم وهم ينفذون وصية جدهم عباس وإسماعيل الصفوي لطعن العرب من الخلف بخنجر أبي لؤلؤة الفارسي.

تباً لهم وهم يتاجرون بأسم حيدر في بورصة القتل والنهب والتخريب! ويا ويلهم من غضب حيدر وهم ويجيرون حقدهم ألتأريخي زوراً وبهتاناً باسمه واسم أولاده عليهم السلام أجمعين.

تباً لهم وهم يسطرون في سجل التأريخ سطور من الخزي والعار والعمالة ويورثون هذه الصفحات المعيبة إلى أحفادهم, متجاهلين حقائق التأريخ.. فالتأريخ لا يرحم وسجلاته لا تدفن وكما أرخ بأمانة لخيانة أبي رغال والعلقمي والطوسي فأنه سيؤرخ بأمانة أيضا خيانتهم.

تباً لهم من المستقبل المنظور عندما تكبر الجوامع والكنائس والحسينيات بالنصر المؤزر وتندحر قوات الاحتلال الغاشم وهي تجر أذيال الهزيمة خلفها يسابقها العملاء بعدوهم راجعين من حيث أتوا.
ظنوا من خبلهم أنهم فتحوا لك أبواب الموت والجحيم دون أن يفطنوا بأنهم فتحوا لك أبواب المجد والخلود وأقفلوا على أنفسهم باب جهنم! ومن خيبتهم أن أعدموك في أقدس يوم عند المسلمين فكان اسشهادتك هودج عرس رائع إلى جنات الخلد, كانوا يودون تمزيق صورتك في مخيلتنا ولكن الله جلً جلاله أعمى بصيرتهم فأطروها بإطار من ذهب.

لقد أنقلب السحر على الساحر, وتحولت تراجيديا الإعدام إلى كوميديا حمقاء جعلت إدارة الاحتلال ورضيعتها حكومة الذل في موقف المجرم الذي قبض عليه متلبساً بجريمته النكراء, يا لعمق الخطيئة في النفوس المستريبة التي لطخت نفسها بعار سرمدي لا تعرف كيف تتخلص منه.

ينهق بغل القضاء مظلم حداد مؤكداً بأن حفل عقد قرانك على الشهادة حضره(13) عفريتاً من مكتب المالكي وعدد آخر من مجلس نواب أبالسة قم وشياطين من حزب الدعوة الجاهلية, وقد أبى دمية الاحتلال المالكي إلا أن يجعل من يوم الشهادة مناسبة لعقد قرأن مشئوم لولده؟ فيا لبؤسه المدقع وضحالة عقله وهو يحاول أن يخلط دم البكارة بدم الشهادة في كأس واحد؟

يالبؤسه وهو يشعل قلبه بنار الحقد ويؤججه بعصا الانتقام مستعيدا ذكرى الخطيئة من سلالة رهيبة تعزف على أوتار الموت تتلذذ برؤية الدماء.

يالبؤسه وهو يجمع زغاريد العرس وأغاني الفرح بألحان السماء الشجية وهي تستذكر صرخة الحسين(ع) وفرحة الشمر بمقتله.

يا لبؤسه وهو يورث أبنه في الحياة الدنيا تركة الخزي والعار التي سيورثها أولاده إلى أحفاده كالجمرة الحمراء.

ويا لبؤسه عندما تطارده أرواح الشهداء في كل مكان وزمان وتحول أحلامه الصفراء إلى كوابيس دائمة الخضرة.

ويا لبؤسه وهو يجهل أن دماء الشهداء هي أزكى الدماء ونقاوتها كنقاوة الماس وشذاها أعطر من الورد وطعمها في السماء ألذ من الشهد.

أن عرس الشهادة سيبقى شاهداً على عصر البطولة والتحدي أما عرسهم فهو شاهد على عصر الخيانة والعمالة وسيركن في دهليز الذاكرة يشحذها الحقد الأسود مع بقية أشباح الظلمات.

نم سيدي الجليل قرير العين فقد توسدت العراق حبيباً فأحتضنك ابناً باراً وأثبتت انك عنوانه بكل أصالته وكرامته وسيادته وأثبت بأنه عنوانك بكل مجدك وعزتك وقوتك, فكلاكما حلً في الآخر, ولعل الحلاج أفضل من صور هذا الترابط الأبدي:-

أنا من أهوى ومن أهوى أنا        نحن روحان حللنا جسدا
فإذا أبصرته أبصرتني             وإذا أبصرته أبصرتنا

نم سيدي قرير العين فرجالك يقظين كلهم إصراراً وتحدي وأصابعهم على الزناد مستعدة في كل لحظة وأسلحتهم ساهرة في أيديهم المباركة.

نم سيدي قرير العين فالوطن والشعب هي ألأمانة الثمينة التي استودعتهم عليها فعلقوها في رقابهم كتعويذة تقيهم شر قوى الكفر والظلام.

نم سيدي قرير العين مرتاح الخاطر صافي البال فأن بشائر النصر لاحت في الأفق المنظور.

Dhuha_alazawe@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 03  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  13 / كانون الأول / 2007 م