بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الاخوة العراقيون .. احذروا السفر عبر مطار دبي

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمد العبيدي / بغداد

 

كنا عندما نسافر عبر مطار دبي نشعر حقيقة بالفخر ان امارة عربية صغيرة استطاعت ان تنشأ هذا المطار العظيم الذي يربط الشرق بالغرب ... كنا نفخر بهذا المنجز والتسهيلات المقدمة فيه .. لكن ولكن كبيرة وقبل ان ادخل صلب الموضوع لابد لي من القول ان مطار دبي كما يعلم الكثيرون يتكون من جزئين ( Terminals ) الاول هو المطار الرئيس المحترم الذي تنزل فيه طائرة كل دقيقتين ، والثاني هو " مطير " تصغير مطار تنزل فيه طائرات الدول التعبانة ( العراق ، افغانستان ، الصومال ، السودان .. الخ ) لذا فان الامر يتطلب من اي مسافر يصل على خطوط محترمة ان ينزل في ترمنيل واحد وينتقل بالباص بعد تفتيش دقيق لعدة مرات بضمنه نزع الاحذية في كل تفتيش ، بعدها ينتقل الى ترمنيل 2 ... ليستقل الطائرة الى واحدة من هذه الدول التعبانة الذي ذكرناها ..

سافرت من احدى الدول الاسيوية الى دبي لاخذ الطائرة صباح اليوم التالي الى بغداد .. وكنت قد سلكت هذا الطريق سابقا وكان من السهولة واليسر بحيث لم اشعر بتعب السفر .. ولكن وآه من لكن !!

تحدثت الى الهندي " وشكرا له على اسلوبه الهاديء اللطيف " الذي يسهل سفر " الترانزيت " عن ضرورة ان لا ينسى تحويل امتعتي الى الطائرة المتجهة الى بغداد صباح الغد ، وكانت المفاجأة ، اخبرني قائلا الم تسمع بالتعليمات الامنية الجديدة .. ليس لنا علاقة بتحويل الحقائب من ترمنيل الى اخر .. اذهب الى موظف الجوازات وحاول معه .. ذهبت اليه ويا ليتني لم اذهب فقد كان الرجل جافا بشكل لم اراه في اي مطار اخر .. اذ اكد ان التعليمات لا تسمح بتحويل الحقائب وعلى المسافر ان يقوم بذلك بنفسه ، طيب اسمح لي ان اخذ حقيبتي بنفسي .. اجاب بنفس الغطرسة " ممنوع كون الحقائب تعتبر خارج منطقى الترانزيت ، وانت لاتحمل فيزا كي اسمح لك بالمرور الى محل نزول الحقائب !!

طيب ، ما الحل يا أخي العربي ، اجاب بتعال مقصود ان ليس لديه اي حل . اضررت الى الذهاب الى الموظفين المحليين وكان اغلبهم من جنسيات اسيوية ارجوهم ان يجدوا لي حلا استطيع به ان احصل على حقائبي ، وواحد يرسلني هنا واخر الى هناك رغم بعد المسافات بين هذا وذاك .. ولا حل .. نصحتني موظفة اسيوية ان احصل على الفيزا مقابل 150 دولار لاخرج واخذ حقيبتي واعود من باب الدخول .. قبلت بالحل وذهبت اى الرجل المتغطرس ذو العقال ارجوه ان يأمر بمنحي فيزا لمدة عشرة دقائق ب 150 دولارا !! اجابني بكل استهزاء وهل تتصور اننا نمنح فيزا لعراقي !!! ليش يا اخ العرب ؟؟

نصحتني موظفة اسيوية اخرى ان اراجع موظف الجوازات بمكتبه واتوسل اليه " ارجوكم ركزوا على كلمة اتوسل " ... دخلت عليه وكان معه اثنين او ثلاثة من زملاءه ..وبدأت بالتوسل كأي شحاذ هندي ممن كنا نراهم قرب باب الشيخ .. توسلت اليه كثيرا وهو يزداد غطرسة وعنادا .. تصور ان احد زملاء هذا المتغطرس وكان لا يقل عنه تعاليا اقترح ان اقطع تذكرة عودة الى نفس البلد الذي جئت منه وفي هذه الحالة سيتكرم ويقبل ان يرسل الحقائب الى الطائرة التي ساستقلها عائدا من حيث اتيت !! حقيقة حل انساني وذكي .. مبروك عليك هذا الذكاء .

وانا اخرج منه ذليلا " مع الاسف " الشديد رأيت عراقيين اخرين يعانون من نفس المشكلة ... حتى ان احدهم وكان كما علمت منه قادما من القاهرة ويرغب بمواصلة سفره من " ترمنيل التعبانيين " اليوم التالي الى بغداد .. وكان ان فقد اعصابه واخذ يشتم العروبة والرؤساء العرب وقوانين العرب غير الانسانية .. ويسأل بصوت اقرب الى الصراخ هل ممكن ان يحدث هذا لنا لو كنا في مطار اسرائيلي .

اكيد انك ترغبون بمعرفة كيف حصلت على حقائبي .. في الصباح اليوم التالي وانا اتجه من الترمنيل واحد الى " ترمنيل التعابانيين " صادفت موظفا اسيويا من البلد الذي كنت فيه وتعرفت عليه ودار بيننا حديث قصير عن بلده فاخبرته بما عانيت يوم أمس ،، تحدث الرجل " وكان نعم الرجل " مع زميل له بلغتهم المحلية ولم اعرف ماذا قال له ..لكنه قال لي اطمئن ستنقل حقائبك الان الى الطائرة المتجهة الى بغداد .. واعتقدت مع الاسف انه لم يكن صادقا .. شكرته وسافرت ... ولكني فعلا وجدت حقائبي عند وصولي الى مطار بغداد ...فشكرا له .

قارنت بين هذا الرجل الاسيوي البسيط وتصرفه الحضاري وتصرف موظفي الجوازات والامن في مطار دبي الذين كانوا مع الاسف يضعون العقال على رؤوسهم . ويا ليتهم لم يضعوه على رؤوسهم فهو شرف كبير لمن يلبسه .

بعد ان رويت قصتي اليس من حقي ان اسأل الشيخ محمد بن راشد المكتوم حاكم دبي والمسؤولين معه سؤالين او ثلاثة لا انتظر جوابا عليها ولكي ليطلعوا عن كيفية معاملة العراقي في بلدهم العزيز الغني زاده الله عزا وغناء :

1. اذا كنتم لا تريدون ان يمر العراقي " خوفا من مرض معدي " في مطاركم ادامه الله عليكم .. الامر بسيط للغاية .. لماذا لا تبلغوا شركات الطيران في كل انحاء العالم لترفض قبول اي عراقي على طائراتها المتوقفة في مطاركم ؟

2. هل هذا التصرف الحضاري ينسجم وتعليمات منظمة الطيران الدولية " اياتا " ؟؟

3. هل هذا التصرف الحضاري ينسجم مع ايٍ من قيم العروبة والاسلام التي تؤمنون بها ؟؟

4. هل ، في تصوركم ، يمكن ان يقع هذا التصرف الحضاري في اي بلد معاد للعرب والمسلمين ؟؟

5. اليس في تصرف هؤلاء الموظفين " العرب " مثال للطغيان الذي اشتهر به فرعون بعد ان اعطاه الله عز وجل ما اعطاه ؟؟ اليس حريا بهم ان يتذكروا ما حل بفرغون الذي طغا وتكبر بالنسبة لي اقسمت برب العزة الذي اعطاكم المال وجعلكم تتصرفون مع ابناء العراق احفاد سومر واكد وهارون الرشيد والمتنبي وغيرهم بهذا التصرف الحضاري ان لا تطأ قدمي مطار من مطاراتكم .

ولكن دافعي للكتابة هو تنبيه اخواني العراقيين لئلا يقعوا بما وقعت به ..

كما ان قصدي من وراء كتابة هذا الموضوع المؤلم ان يسمع المسؤولين الكبار في دبي بهذا التصرف .. فقد يكونوا لم يسمعوا بمثل هذا الاجراء الغريب !!

واخيرا اود ان اقول لهؤلاء الموظفين العرب ، انه اذا كان العراق يمر بسنوات محنة بسبب تسهيلات العرب وعدوان دول الطغيان .. اقول ان دوام الحال من المحال .. وسيرجع العراقيين سادة كرام كما عرفهم العالم دائما ، ولكن ثقوا انهم سوف لن ينسوا مثل هذه الاساءات ... لا نها طعنة اخ لاخ ضعف قليلا ولفترة محدودة .. اقول لهؤلاء اتقوا الله

Email : dr.moh_obaidi@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد  / 21  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  30 / كانون الأول / 2007 م