بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بأجفاننا وحدقات العيون.. محروسة يا بغداد

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 (( أستودع الله في بغداد لي قمرا بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

                                                             ودعته وبودي لو يودعني صفو الحياة وأني لا أودعه))

هذه الابيات الشعرية مأخوذة من شعر الشاعر العراقي ( ابن زريق البغدادي ) وهي الابيات التي القاها بول بريمر يوم 28 حزيران 2004 باللغة العربية عندما القى خطابا وداعيا من خلال شبكات التلفزيون والذي لم يسمعه كل العراقيين تقريبا عدا حاشيته ومجلس حكمه ومن استلم منه ( السيادة العراقية كاملة وغير منقوصة !) عندما انهى خدماته لسيده بوش في العراق.

وقد لا يعرف العراقيون ان الذي  ساعد بريمر ودربه على قراءة هذه الابيات لعدة أيام هو ( معين الجابري ) مساعد بريمر!  ويقول بريمر انه سيظل يذكر هذه الابيات طول حياته!

عصية ..لغتي عليكم ايها الغزاة..

وبغداد التي اطفأتم ضياء الشمس فيها..

لم تزل منبع الأقمار ..والأقدار..

فخذ ..ما جمعت من دمها..ومالها ..

وارحل ..بعيدا.. فهذا طريق الآفلين ..

وابعد.. عن ملاعبنا..ومدارسنا..وقصائدنا..

فبغداد ..مثل لغتي ..عصية ..على الغرباء.

والغريب ان بريمر يتغنى بشكل مصطنع  ببغداد التي حكمها وغادرها وهي كومة من خراب ! بعد ان سرق أكثر من سبعة مليار دولار من خزينة ( دولة النظام السابق ) ومن الاموال التي خصصت لأعمارها لكي يتغنى بها بعد ان ينفق هذه الأموال عليها! ..

بغداد المهدمة التي احالتها حمم صواريخ كروز وب-52 والشبح والقاذفات والدبابات الى ركام ..انه يتغزل بميدان المعركة وجحيمها المليء بجثث جنوده وآلياته المحطمة والمهانة ..فهل ان معين الجابري أعد له هذه الأبيات العراقية التي تتغزل ببغداد منذ زمن وفي ظرف كان يتصور انه سيترك بغداد وهي ( منار العالم في العمران والديمقراطية والحضارة والبناء بعد التحرير!) أم انه كان يتصور انه سيبقى ليلقي هذه الأبيات بعد ( حملة الاعمار التي مضى على اعلانها لحد الآن أكثر 56 شهرا!!).. فهل هذا المغمور كان يقصد يامعين التغني بصحبة ( قادة العراق الجديد في حينها!) ..هل هو حزين لفراق الطالباني والبرزاني والحكيم وعلاوي والجعفري ..ام رفاق السمر على انغام المدفعية والطائرات التي تغير على البيوت الآمنة في بغداد؟

وأكيد انت تعرف الاجابة يا معين الجابري لأنه قال في مذكراته أنه لم يرتاح الى أي من (قادة العراق الديمقراطي الفيدرالي الجديد ) عدا انه ارتاح قليلا الى الجعفري الا انه كان يعاني من ضعف لغته الانكليزية!

فهو اذا لا يبكي شارع ابو نؤاس والسمك المزكوف وليالي العشاق في ليل بغداد الجميل الذي لا يقصر في الاعمار طول سهره مثلما كنا..

ولا مقاهي شارع الرشيد ومقهى ام كلثوم وليالي شارع السعدون وايام شارع الرشيد ملتقى الاحبة ..

ودجلة الذي يعرف كل اسرارنا فردا فردا ..ماذا تذكر منه يا بريمر ام انك تفكر بذاكرة معين الجابري ؟؟

وتتحسر على ما سيفوتك من السيل المنهمر من المال الحرام الذي تركت مقدراته للزمرة الأجيرة لديكم رغم ماحملته معك ..

لقد تركت يا بريمر ورثة لطاغوتك .. ونعم ما تركت!

البعض ممن وليته الخلافة من بعدك.. من قيادات دولة العراق الديمقراطية الجديدة من عرب وأكراد ومن الحريصين على تطبيق الشريعة والطقوس المذهبية بتفاصيلها الدقيقة  يشتغل لوكالة المخابرات المركزية الامريكية..

والجزء الاخر يعمل جهارا للبنتاغون ..وعدد مهم آخر يعمل للاستخبارات العسكرية ..وعدد من القادة العراقيين الذين تحملوا مشاق السفر الى العراق بعد ( تحريره ) من حكامه الشرعيين يعملون لحساب الامن القومي الامريكي اضافة الى مرتزقة آخرين ممن عاشوا في الولايات المتحدة وهم من عملاء ( الاف بي آي ) ووكالات اخرى ..وجميعهم تعلموا منك السحر ..بعد ان درسوا في معاهدكم الخاصة بسرقة الشعوب وتضليلها ..ومثلما كنت تهتم بالايغال بايذاء البعث ومناضليه وهدم الدولة ومؤسساتها وسرقة المال العام هم منشغلون ..وعلى الفائض يتخاصمون وسيتقاقلون..

بريمر لا يذكر كيف كانت بغداد ..

الحلوة بغداد ..مولدي وعرسي وكفني ..

محروسة يابغداد ..بأجفاننا وحدقات العيون..

ايه ..يابغداد ..يذكرك الحاكم الذي انتزع قلبك من بين الضلوع ..وغرز فيه ألف ألف سكين..وشرد مهج الروح..وذبح رجالاتك ..وسبى نساءك..ويتم اطفالك..

 فلا تنسي من صفق له..وهلل..

فهو ومجلس حكمه..

 ومستشاريه ومن عمل معه ..

ومن أثنى عليه..ومد يد العون اليه..ولو بكلمة..

وحكوماته المتعاقبة.. وزراء..ومدراء ..ومسؤولين..والمليشيات التي امن لها الزيت والنارلتأجيج الطائفية ..والعملاء والخونة والجواسيس والقتلة .. ما ظهر منهم للعيان ومن يحسب ان الشعب لايعرفه ولايراقبه..  كل زمرة العمالة والخيانة التي تعاونت مع الاجنبي لضرب العراق وغزوه وتهديمه واحتلاله واغتصاب حق الشعب..وكل الايادي التي تلطخت بدم العراقي الزكي وامتدت لمال العراق المر عليهم..وكل لسان تطاول على البعث وقادته ومناضليه..وجاهر أو عمل من الباطن للمساس بتراث وتأريخ ونضال البعث وقادته ومقاتليه وفدائييه وناصب العداء أو تهجم على المقاومة الوطنية العراقية ورجالها الابطال  ..

الباقي منهم ومن ركن جانبا..فهم معروفون لنا وللشعب جيدا..وسيماهم في وجوههم أينما تحصنوا واختفوا..

يجرون خلفهم اينما ذهبوا واينما حلوا سرابيل من قطران ..

وبيدنا مشعل النور ..

وعليهم..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  18  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  28 / تشــريــن الثاني / 2007 م