بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

يوم من الذاكرة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

كان اسلوب الرئيس القائد الشهيد الخالد صدام حسين عند كل لقاء.. ان يبادر بالكلام العام ليزيل حدود الرهبة والهيبة والحذر والترقب ويمهد الطريق لك للاستمرار في حضرته متحدثا ام مستمعا..ومهما كانت محصلة هذه البداية ستظل رهبة الموقف حية في وجدانك وضميرك..

كان ذلك في أحد أيام آذار 2003 ..في النصف الأول منه تحديدا..كان العراق ينتظر أحداثا متتالية يصعب على أي محلل أن يخرج بنتيجة منها في ظرف كانت السماء تتلبد بالغيوم التي تناغي بعضها البعض وتنذر بخطر كبير..والغزاة التتار الجدد يتجمعون حول اسوار العراق الصامد الصابر المحتسب بعد حصار ظالم دام أكثر من 13 عام .

وعند مناقشة فقرات  اللقاء مع السيد الرئيس القائد في ذلك اليوم ..كان التأريخ حاضرا بكل مفرداته ..يصغي بامعان وتأمل لحديث القائد العظيم الذي تخافه المنايا وترتعد امامه الجبال وهو يؤشر كيف يجب ان نواجه الأعداء ونتحسب ونتهيا ..ونتذكر قوله وهو اليوم في جنة الخلد عندما قال ( معركتنا معهم طويلة)..

اذا ..المنازلة قائمة ..لامحالة ..

اذا..انت ايها الماضي ..تراصف جانبا..

لا تذكرني بشيء اليوم ..فلا وقت لدي ..فأنا ذاهب اما اليك ..واما الى ما كنت تتمناه لي ..

وانت ايها الآمال الصغار..

والامنيات ..

والأحلام البسيطة ..

تمهلي ..لا تسرعي ..

اليوم ..انا مشغول بالدفاع عن بلدي وبيتي وموطني ..

هم قادمون ..يشبهون زحف جيش الفرس في سالف الزمان..يأكلون كل أخضر ..ويشربون كل الماء في دجلة  والفرات..والروافد..

وعندما دخلوا ودارت رحاها..

انا كنت مع اول الحاملين عليهم ..نازلتهم بسيفي.. وبندقيتي.. ويدي.. وكتبي.. واوراق شهاداتي.. ولساني.. وكلماتي.. وقاتلنا صفا واحدا ..غاراتنا العزوم هشمت اسطورة التفوق وتكنولوجيا هجومهم كانت عاجزة ان تخترق صدورنا ..وكلمات قائدنا الشهيد محفورة في عقولنا وضمائرنا وهو يردد معنا ( اذا اخذوها اليوم..  نرد نتحزملها ونجيبهة ) ..

وكان الشهيد الخالد معنا في كل صولة عزوم .. ألم تسألوا أبناء شهدائنا في هذه المعارك؟.. وطريق المطار يشهد ..وساحة النسور ..وجامع ام الطبول ..ومعارك السيدية ..وحدائق القصر الجمهوري ..وجسر صدام ..ومداخل معسكر الرشيد والقناة وجسر المثنى ..وشوارع بغداد ..

ألم تسألوا عوائل الأبطال العظام الذين استشهدوا على ظهور الدبابات والمدرعات الأمريكية..ألم تسالوهم لماذا لم يعودوا؟ وأين مقابرهم ؟

انهم يسكنون بين الضلوع ..يعيشون معنا ببطولاتهم وتضحياتهم مع كل نفس ..وكل رمشة عين ..انهم صانعوا مجد العراق وعزته ورفعته ..انهم حقائق زماننا المتأصلة الجذور في العراق العظيم ..مهد الحضارة ومنبع الرسالات ومعين البطولة والتضحيات ..

اللهم ارحم شهدائنا المجهولين الذين ضحوا من اجل الحق والكرامة والعراق..

اللهم اجعل قاتليهم ومن والاهم وناصرهم في غزوهم لديارنا معذبين في الدنيا ولهم دار الحريق في الآخرة..

المجد والعز والرفعة والخلود لشهيد البعث والشعب والأمة والوطن والأنسانية الشهيد الخالد صدام حسين

عاش العراق وعاشت مقاومته الوطنية البطلة

وهاهو الغد المشرق بالنصر ..قادم الينا  

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 19  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 28/ كانون الأول / 2007 م