بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

اليوم.. نحن أقرب الى النصر

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

تدرك الولايات المتحدة على مستوى الادارة العسكرية أوالاستخبارية أوالسياسية انه لايمكنها مواجهة المقاومة الوطنية العراقية بمفردها وأن تحقيق أهداف سترتيجية بهذا الصراع أمر مستحيل مهما استخدمت من أساليب وقوة وتكنولوجيا وتحصينات الا بالاستعانة بما يعرف (بالقوات المحلية العراقية).

ومنذ اللحظات التي انقلب فيها السحر على الساحر عندما وجدت الولايات المتحدة انها وحدها في ميدان ( لم يكن محاطا بالزهور ).. وباقات الورد الموعودة تحولت بعزم وارادة وشجاعة مقاتلي المقاومة العراقية الابطال الى صواريخ وقنابل ومعارك مشاة وقوات خاصة والتحام مباشر  حولت جنود المارينز المدربين  الى اشلاء ترسل تباعا الى ( الوطن ) الذي ينتظر انتصاراتهم على ( اعداء الديمقراطية في العالم ).. منذ هذه اللحظات عرف القادة الميدانيين انهم استدرجوا الى الفخ العراقي .. وهذا الفخ معقد ولا يمكن الخروج منه الا بمساعدة عراقية .. سيما بعد القرار الامريكي بتسريح كل الجيش العراقي والاجهزة الامنية .

وفور تدنيس القوات الامريكية ارض العراق واحتلالها بغداد.. عرض البرزاني والطالباني الاستفادة من قوات البيشمركة التي ( انهت للتو كل عمليات السرقة المنظمة للبنى التحتية للدولة ومؤسساتها من مصانع ومكائن ومخازن الوزارات وأسلحة ودبابات وبعض الطائرات والسيارات بدءا من سيارات امانة بغداد والبلديات مرورا بسيارات المسؤولين والموظفين والباصات والمواطنين وانتهاءا  بالخباطات والشفلات والمعدات وأغلفة قذائق المدفعية الثقيلة والمتوسطة ..في حملة سرقة منظمة اشرف عليها قادة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني  في حملة تعرف عند العراقيين بحملة العار الكردية الأزلية!).

وفي نفس الوقت عرض الحكيم الاستفادة من قوات بدر التي ( فرغت للتو من حفلات حملات الثأر العشوائية الموغلة بالحقد الايراني منذ القادسية الاولى يقيامها بقتل المتيسر من المناضلين  والوطنيين والعلماء وحرق مؤسسات الدولة بعد سرقة محتوياتها ونصب منصاتالاعدام الجماعية بحق الضباط والطيارين والاعلاميين والموظفين والطلاب ومناضلي الحزب والاجهزة الامنية وعوائلهم في واحدة من ابشع جرائم الابادة في التأريخ..في حملة اتستهدفت كل ماله علاقة بالبعث وقيادته في حملة  تعرف عند العراقيين بحملة العار الحكيمية الازلية!).

وهكذا بعد ان فرغ السراق والمجرمون والقتلة من نهب وتهديم وحرق العراق وقتل مناضليه..

توجهوا الى اسيادهم  ليخفوا رؤوسهم المتربة الملطخة بعار الخيانة وعار الجرم المادي بحق العراقيين ..عسى ان يحصلوا على صك الغفران لما ارتكبوه من جرائم بحق العراق والتاريخ.

وعندما ظهرت المقاومة الوطنية العراقية منذ الساعات الاولى لمواجهة المحتل كانت هذه القطعان من الثعالب تنهش في جسم العراق.. حتى انبرى لها مقاتلوا الحق وجعلوها تفر الى جحورها وتعرض خدماتها لمقاومة الحق العراقي المقاوم وضرب ضميره الصابر المحتسب.

وهكذا تشكلت النواة الاولى ( للقوات المحلية ) من قادة ومنفذي حملتي العار الازليتين!

نواة بذرة لعملية غير شرعية يشارك فيها ميليشا كردية ( بيشمركة) وميليشيا شيعية ( قوات بدر)..

ولكي لا تفوته فرصة المشاركة في هذه العملية الخيانية الاخرى سارع الجلبي عارضا ( عدد مؤيديه ومرتزقته) ..وكالعادة كان قادة حزب الدعوة على علم بكل التفاصيل من خلال ( خلاياهم المزروعة ) في تنظيمات الحكيم والجلبي وعلاوي وهم مساهمون فعليون في هذا التشكيل حتى لو استخدموا اسماء مستعارة أو يدخلوا في هذه اللعبة من خلال مجاميع جيش القدس الايراني!.

وتشكلت (نواة العار) الجديدة باشراف أمريكي لتحقيق الاهداف التالية :

- حماية المصالح ( للاحزاب.. الشيعية المتبطة بايران  والكردية المتسلطة) من هجمات عناصر النظام السابق ومنتسبي أجهزته العسكرية والامنية والحزبية ( وخاصة مايعرف بالقوى السنية) والتي تحارب القوات الامريكية بضراوة منذ بداية الغزو الامريكي للعراق في آذار 2003.

- ولحماية المصالح السياسية اهذه الجماعات المختلفة عند( تقسيم الغنائم !).

- لأخذ زمام المبادرة في الاستحواذ على ماتبقى من العراق ..بعد ان سرقوا كل شيء ..لغرض الانتقال للسيطرة على الدولة الجديدة.

- أما الجانب الامريكي فقد وضع ثقله في هدف واحد..وهو قيام هذه القوات بمحاربة المقاومة العراقية وانهائها.

ويتضح ان أساس تشكيل نواة هذه القوات المحلية كان قمع المقاومة الوطنية العراقية لأن الاحزاب التي تقف ورائها  تخاف على مصالحها وتعتبر أن المقاومة مصدر تهديد لها، وحيث ان ( زعماء )هذه الاحزاب, يعتزمون السيطرة على عراق ما بعد ( التحرير) ولأن هؤلاء يعتزمون الاستمرار في إحكام قبضتهم على الجماعات العرقية والدينية الخاصة بهم.

وهذه الاهداف والآمال لا يمكن تحقيقها الا اذا  تعاونوا مع الولايات المتحدة في محاولة "قمع" المقاومة الوطنية العراقية.

وبعيدا عن الشعارات ( الوطنية ) التي يرددونها , فإنهم لا يعملون هذا لمصلحة العراق  كما يزعمون، وإنما لحصاد الامتيازات و"الاستحقاقات" السياسية الملموسة.

والمتابع لهذا الموضوع يرى بوضوح ان هذه العصابات سوف لن تتخلى عن المليشيات رغم كل القوانين والتعليمات والقرارات وبضمنها قرارات بريمر بحلها..

انهم مقتنعون ان حلها سيكون هو السكين التي ستذبح بها استحقاقاتهم السياسية التي حصلوا عليها بالسرقة وبالمليشيات ..وسوف لن يسمحوا بتجريدهم من هذا السلاح ..

واليوم يعرف العراقيون لماذا يلعب هادي العامري دورا بارزا في الاحكام على سياسة ومقدرات الدولة!

وبسبب الضغط الامريكي وتوالد هذه المليشيات ونمو وظهور مليشيات اخرى كجيش المهدي وميليشيات الدعوة السرية التي تعتمد بشكل مباشر على فيلق القدس الايراني.. ظهرت منذ زمن بوادر سياسة جديدة في هذا المجال وهي ( دمج الميشيات بالجيش والشرطة والاجهزة الامنية ) ردا على النهج الامريكي الملح بتشكيل ( القوات المحلية التي تساعده بالتصدي للمقاومة ) الذي ( يتوجس منه الاكراد والحكيم والمالكي) وخاصة اذا كان الامريكان ( يريدون فعلا ) انشاء ( عراق ديمقراطي حر!) فهذا الوصف الجديد لعراق مابعد ( التحرير ) لايخدمهم وهم غير مهتمين بهذه الرؤية وهذا الاتجاه وغير معنيين بتطبيقه فهو لايخدمهم لا من قريب ولا من بعيد!

الأهم في رأي هؤولاء هو ( ضمان حماية مصالحهم) ..

وضمان ذلك منذ ان سرقوا العراق  هو ببقاء الميليشيات وتشكيل حكومة يسيطرون عليها ..

وتطور ذلك ليكون ( اذا اقتضت الضرورة لذلك) ..تشكيل حكومة يسيطرون عليها وتشكيل ( قوة محلية عراقية عسكرية وامنية ) من هذه الميليشيات لضمان استمرارهم في التسلط على مقدرات وخيرات وارادة العراق.

ولغرض تأمين خط الرجوع سارع الحكيم والعامري وصولاغ لاستصدار قرارات حكومية بضم عشرات الآلاف من منتسبي قوات بدر العميلة والغادرة الى الجيش وتشكيلات الداخلية والامن ومنح رتب عشوائية الى هذه العناصر بدون تدقيق او حق وتم توزيعهم في المراكز الحساسة في هذه المواقع..واستمرت معادلة تامين المصالح تحت غطاء ( عرض القدرات العسكرية والبشرية للاكراد والتنظيمات المرتبطة بايران ) للامريكان بحجة ضرب المقاومة الوطنية لضمان انجاح المشروع الامريكي..وهكذا تشكل اساس التحالف بين الحكيم والاكراد قبل تشكيل الائتلاف الموحد .

وفي الوقت الذي كانت التيارات السياسية الاخرى تبحث لها عن مكان في وسط هذا الزحام كان المكلف ( بحماية النظام الجديد ) هم الميليشيات التي قدمت من ايران والبيشمركة وبعض من جماعة الجلبي ..واستمر هذا التحالف في حكومة اياد علاوي الذي جوبه بانتقاد شديد للغاية من الاكراد والحكيم في حينها عندما نادى جهارا ( بحل الميليشيات!) ثم صحح تصريحه بعد ذلك بانه لم يكن يقصد ( البيشمركة ) أي ان تصريحه فسر بانه ضد الميليشيات القادمة من ايران  والتي يعرف  (بعد ان اصبح رئيس للوزراء ) حجم الجرائم والابادة التي قامت بها ضد مناضلي العراق وعلماءه وكفاءاته وشعبه..وكانت نتيجة هذا التصريح هذا العداء الواضح له من حلفاء الامس ومن نفس التنظيمات التي كانت تتوجس منه..( ايام نضال المعارضة ضد الشرعية الوطنية ) لا لأهدافه المختلفة عن أهدافهم ولا لأنه يسلك طريقا وتحالفا ودعما غير الذي هم فيه ضالعون ..ولكن لأنه ( كان في يوم من الايام بعثي !).

وتعمق هذا الاتجاه جدا في حكومة الجعفري عندما كان صولاغ وزيرا للداخلية ..وازداد عمقا واتسع تأثيرا في زمن المالكي..حتى اذا لاحت في الافق رياح أزمة قد تعصف بحكومة المالكي سارع ( المتآلفون والمتحالفون القدماء ) للعودة لتأكيد وحدة مصيرهم المشترك بما عرف بالاتفاق الرباعي والذي لا يعدو عن كونه تعبير عن تأكيد هذا التحالف.

انها تحالفات المصالح التس انتجت قوات ممزقة وهزيلة  للجيش والداخلية ..واجبها يتركز بنفس الواجبات التي كان يقوم بها منتسبيها في القتل والتدمير والابادة لأن القانون الذي يحكم هؤلاء هو القانون الذي تدربوا عليه في ايران وفي قمم الجبال عندما تمردوا على السلطة الوطنية.

وفي الضفة الاخرى ..رجال لا يبالون بقوة المحتل ولا بتحالفات عملاءه ..لا تلهيهم تجارة الدم والمال الحرام المختنقة به قواتهم وميليشياتهم ..رجال يحملون الموت للاعداء والحياة للعراق ..يزرعون الامل في النفس التي هالها ما لاقت ..وفي كل يوم يزدادون قوة ..وفي الوقت الذي يزداد فيه عدونا ترهلا وتثاقلا من جراء ما يحمله ويفكر به من مال العراق المر عليه ..وما يحمل من عار ازلي ..فقواتنا البطلة في المقاومة الوطنية العراقية ورجال الجيش العراقي الباسل والحرس الجمهوري الابطال وقواتنا الامينة الشريفة الباقية على العهد من رجال المخابرات والامن الخاص والامن العامة تحت اشراف وتخطيط ومتبعة وتنفيذ  القيادة العامة للقوات المسلحة ( ق ع ق م)  ..ماضية في التقرب بخفة ورشاقة وقوة الى أهدافها ..

اليوم ..نحن اقرب الى النصر..

واليوم نحن اقرب اليهم من حبل الوريد..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  17  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  27 / تشــريــن الثاني / 2007 م