|
عندما استلم بول بريمر الحاكم
المدني الامريكي للعراق مسؤولياته
(
السامية
) بعد ان تمت تنحية الجنرال جي
كارنر من مهماته واعادته الى
واشنطن لا لأنه طالب بانصاف للشعب
العراقي (
المحرر)
بل لأنه اختلف معهم في وجهة نظر
آلية السيطرة على (
الحالة العراقية
) عندما طالب بالاستفادة من بعض
ضباط الجيش العراقي السابق وبعض
عناصر الدولة القيادية ..كان شغله
الشاغل هو كيفية ايجاد ارضية (
ولو ملفقة
) لتبرير الغزو الامريكي واستمرار
وجود المحتل كحالة يحتاجها
العراقيون بعد (
التحرير
) ولحين بناء قدراتهم لادارة
شؤونهم بأنفسهم .
ومارس هذا الموظف المغمور في
الخارجية الامريكية سلطات (
امبراطورية
) في (
أكثر الدول غنى وتعقيد وحضارة
موغلة في القدم
) واتخذ مجمل قراراته بشكل تعسفي
( سواء كانت هذه القرارات بعلم
الادارة الامريكية او بامر منها
او باستشارته لأسوأ المستشارين
العراقيين والامريكيين وغيرهم في
تأريخ السياسة الخارجية الامريكية
)..هذه القرارات التي ستضل
الولايات المتحدة تدفع ثمنها
غاليا لقرون..
وتحدثنا سابقا عن قراره الجائر
الذي ضمنه في قانون (
العملية الانتخابية في العراق
) والذي اصدره قبل أيام من (هروبه)
من الجحيم العراقي الذي اوقد ناره
وأوكل ادامة النار فيه الى (
القيادات العراقية التي سينتخبها
الشعب مرغما)
..هذا القانون الذي أجاز لحفنة من
اللصوص والمخربين والخونة
والجواسيس ان يمنعوا أي وطني من
منافستهم في العملية الانتخابية
بحجة انه يؤثر على
( المنهج الديمقراطي
) او لأنه من (
ازلام النظام السابق)
لكي ينفردوا بالسلطة ويتفرغوا
لنهب العراق.
واليوم نتحدث عن أحد اهم القرارات
التي اصدرها هذا الموظف (
الموكل لزرع الفتنة وتهديم العراق)
..وهو القرار الذي اصدره بتعيين
موفق الربيعي (مستشارا
للأمن القومي العراقي
) والشهواني (رئيسا
للمخابرات العراقية)
وعلى ان يبقيان لشغل هذين
المنصبين لمدة خمس سنوات من
تأريخه ولا يحق لأي جهة
استبدالهما !
ومن المعروف للجميع ان الربيعي
والشهواني لم يتم تعينهم او
ترشيحهم او تختارهم أي جهة أو
هيئة عراقية (منتخبة)
ولم يجري تسميتهم وفق آلية اختيار
وتعيين الاشخاص في المناصب
الامنية الحساسة ولم يزاحمهم أحد
في الترشيح! ولم تكن (
للشعب العراقي الذي تحرر من
الدكتاتورية وحكم الفرد
والاستبداد!!!)
أي ارادة في تعيينهم ..بل كان هذا
التعيين رغبة وأمر امريكي بحت
..واذا كان الربيعي والشهواني قد
عينا من قبل هيئة أو مسؤول غير
منتخب في حينه فلماذا ظلا محتفظين
بمناصبهم هذه بعد (
الانتخابات الديمقراطية والشفافة
التي شارك فيها كل الشعب حسب
الادعاء !!)
..؟
والغريب ان (جميع
الاحزاب والجماعات التي تدعي انها
حاربت نظام صدام
) وانها
( ضحت كثيرا
) لكي تسقط هذا (
النظام
) ليعم الأمن والاستقرار
والديمقراطية على ارض الرافدين
..وشعاراتهم تردد في كل مكان على
(
حق الشعب في تقرير مصيره بنفسه
) وان (
عصر القرارات الانفرادية قد ولى
الى الأبد!)
وان كل قرار(
حتى بتعيين مدير عام)
يصدر من
الحكومة
( التي هي حكومة وحدة وطنية
منتخبة من قبل الشعب !)
يصدر من خلال مجلس الوزراء والذي
يمثل (
كل
مكونات الشعب العراقي من سنة
وشيعة ومسيحيين ..عرب واكراد
وأقليات اخرى ..ولرئيس الوزراء
الشيعي نائب سني وآخر كردي)
ويذهب القرار الى مجلس النواب
الذي يضم (
الصفوة
المصفاة من علماء وحكماء ومناضلي
العراق من كل الاطياف والاحزاب
والقوميات ..ولرئيس مجلس النواب
العراقي السني أيضا نائبان أحدهما
شيعي معمم والآخر كردي
)
واذا وافق مجلس النواب يجب ان
يحال الى مجلس الرئاسة
( الذي
يرأسه رئيس الجمهورية الكردي وله
نائبان احدهما سني والآخر شيعي
)
ليصادق على القرار ليصبح ساري
المفعول ..!
نقول الغريب ان أي من هذه
التشكيلات (
التي قاتلت من خلال دبابات
وطائرات الامريكان نظام صدام !)
و (
ضحت بالغالي والنفيس
!) من أجل هذه (
الديمقراطية
) التي (
لا يخر منه الماء!)
لم يتفوه بكلمة او يسجل اعتراض
على
تعيين الامريكان للربيعي
والشهواني بمنصبيهما
المذكورين؟؟!!
فبماذا يتميز الربيعي و الشهواني
عن صولاغ وبولاني وشيروان
والعنزي ووفيق ؟؟
بجوازي سفرهما البريطاني
والامريكي ؟
ام بخبرتهما الامنية التي تخرجت
من مدارس عالمية ؟
ويتذكر الجميع عندما سئل إبراهيم
الجعفري عندما كان نائب( الرئيس
العراقي) في حينها في مقابلة مع
أحد الفضائيات العربية عما إذا
كان بريمر قد أصدر بالفعل قرارا
ببقاء الربيعي لخمس سنوات في
منصبه نفى أن يكون لديه علم
بذلك!!.
قبل ان يفتش مجلس النواب (
المنتخب ) عن اجابة صريحة لهذا
السؤال .. عليه ان يغير الشعار
الذي تضعه الرئاسة خلفها (
باللغتين العربية والكردية )
ليكون :
( عاشت الديمقراطية الامريكية
مهما كان شكلها ومضمونها ونتائجها
)
والله من وراء القصد .........
mah.azam@yahoo.com |
