بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

صدامنا.. صدام

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

سيدي ..

يا من بنيت بلدا أغاض دنيا الشر ..وأقض مضاجع الثعابين ..

يامن جعلت من العراق ملجأ لكل الحرار والوطنيين والتائهين بعيدا عن ديارهم التي يعيث فيها الثعالب نهبا وفسادا ورضوخا للاجنبي ففتحت لهم قلب العراق واسكنتهم في النفس واشرفت بنفسك على راحتهم وأمنهم..حتى غدا بلدنا بلدهم وصاروا جزءا منا ..وعندما مكنهم الله من النصر في اوطانهم ودعتهم مثل ما استقبلتهم معززين مكرمين..

أيها النفس الأبية والزكية ..التي لا تسكت عن قول الحق والموقف الرجولي مهما غلت التضحيات ..يا من ارادوا منك ان تقول فقط انك مع الباطل ولو بشكل غير مباشر فرفضت ..ويعلم من كان بقربك ياسيدي كيف كنت قريبا من الله وتؤمن بانه وحده الجدير بالمهابة والخوف..

أيها القلب الحنون ..حتى وان كان ذلك على حساب الموقف ..ويذكر اكثر الحاكمين اليوم في العراق المحتل وبعض من في مجلس نوابه ..كيف أصدرت العفو عنهم اكراما لذويهم او لعشيرتهم أو لابناءهم وحتى البعض منهم لنفسه على الرغم من كونه كان قد اقترف ابشع الجرائم بحق العراق وبحق الشعب وبحق الوطنية ..

أيها البطل الشجاع في الملمات ..يامن يلوذ بحكمتك وصبرك الشجعان والأئمة والرهبان..وأيام العراق الحالكة في مؤامرات الاعداء والغزاة كثيرة وعديدة ..وكان كلما تجد لواحدة منه حلا يبنون لك وللعراق أخريات ..حتى تداخلت الالوان وزاغ بصر الكثيرين من المناضلين والاشداء ..وكنت لها في كل زمان ومكان

وكان ظهورك وحده في ليالي العراق العاصفة كفيل بأطفاء النار..

أيها المتطلع لعراق وأمة تمد يدها الى الشمس ..ايها الأمل الذي راود الأجداد قبل آلاف السنين..والسيف الذي حلم به  شيوخ ثورة العشرين..

أيها الباني لبلد لو كانوا تاركيه لكان قبلة الأقاصي من مغارب الارض ومشارقها ..

أيها المجد الذي بنيته خطوة خطوة ..بصبر السنين..وبالدم والعرق فغدا العراق شعلة العلم والتقدم والتكنولوجيا ..وبفضلك واشرافك ومتابعتك ليل نهار ودعمك ورعايتك وكرمك الدائم غزينا معاقل العلم ونهلنا من أفضل وأحدث ما وصلوا اليه وأضفنا اليه وطورناه.. فغدونا بعزمك وعزيمتك قادرين على ان نصنع ونحقق المستحيل في كل ميادين المعرفة والصناعة والابتكار والتطوير والتعليم والصحة والعمران .

يامن جعل في العراق مكانا عاليا للمراة ..فأكرمها وفتح امامها الآفاق أما وزوجة وابنة وأخت ..

يا نصير المظلومين والفقراء والمحتاجين أينما كانوا ..كنت ملاذهم ..بأسمك كانوا يطالبون بحقهم بصوت عال ..من ذا الذي يجروء على الظلم وسيف صدام في الوجود ؟ ومن هو الظالم الذي كان ينام الليل وحق غيره عنده ؟ ..كم من العراقيين يذكر ان حقه عاد اليه قبل ان ينبلج الصباح..

أيها العقل الكبير الذي أنشأ جيشا عظيما بقوته وايمانه وعلمه ونظامه ..جيشا كان ولايزال يخيف الحاقدين والظالمين والحاسدين  ..

أيها المؤمن بقدر الأمة في مواجهاتها المصيرية ..يامن كنت مؤمنا وتقول دائما أن قدرنا ان نواجه القوى الظالمة العظيمة بمنازلة تليق بنا وبمكانتنا وقدرنا ودورنا وبالوزن الذي يراه عدونا فينا..

سيدي يا قائد الجمع المؤمن ..

نم قرير العين ..فوالله ما زرعت الا خيرا دائما ..وما اغتالوك في يوم عيد الأضحى المبارك الا لكي يفيض خيرك وعطاؤك وينهل الشعب والأمة مما زرعت ..فيضا دائما  ..كفيض الماء الازلية من عين زمزم..

وما نحن فيه من جمع هادر لا اول له ولا آخر ..جمع مؤمن بقيادتك ونهجك وسعيك ..جمع لا هدف له الا تحرير العراق واعادة الحق الى أصحابه ..طال الزمان او قصر ..فمنك تعلمنا كيف يمجدنا الصبر..وكيف تهتف بأسمنا الحكمة ..

قواتنا المسلحة وسرايا مناضلي حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ..بالايمان تقاتل وقلوب منتسبيها عامرة بحبك وبالولاء اليك والى الوطن ..يقودها رجال خبروا نارها ولظاها ..رجال ولدتهم معاركنا العظيمة وتحديات التلاحم في الميدان ..رجال زادتهم المحنة قوة وايمان وخبرة ..رجال يهابهم الموت ..رجال يعرفون رمال صحراءالعراق وسهوله وجباله وانهاره شبرا شبرا..سماءهم كل العراق.. وهم يملكون زمام المبادرة أينما شاؤا ..ومتى أرادوا..شامخون كالجبال وجذورهم في عمق ارضنا الحبيبة المعطاء..

وفي ليل العراق الطويل ..

سيأتي يوم الثأر.. القريب ..

يوم لا تغني عنهم عدتهم وعتادهم وأدلائهم من شيء ..يوم يضنون ان مانعتهم عنا حصونهم ..

وان موعدهم الصبح..أليس الصبح بقريب؟

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد /14 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 23 / كانون الأول / 2007 م