بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سيدي الرئيس القائد

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

سيدي الرئيس القائد..

أيها الغائب والحاضر فينا ..أيها لحقيقة التي لا يستطيع التأريخ المزور والكذب الاصفر ان يخفيها..والله لم يعد من بعدك معنى للحياة وللعيش ..لقد جاءت السنة على رحيلك يا سيدي ..وشعبك وأمتك لا تبكيك لأنك رحلت واقفا وبطلا وضحيت بالنفس من أجلها ..انها تبكي على نفسها وماذا سيؤول اليها الحال ..

ايها البطل الذي تلاشت امام بطولته القصص والحكايات حتى جعلت من اساطير الامم محض خرافات ..ايها المارد الذي تضائلت أمامه شوامخ الجبال ..ايها الرمز الذي ماعاد في الدنيا من يماثله ..ويحاكيه ..ايها العزيز مثل حليب الام وشرف القبيلة والعشيرة ..

ايها لشامخ الذي نظرت للحياة وتطلعت للخلود حين سألك الجلاد وخيرك في ان تختار فأخترت الخلود واخترت ان تمضي وانت أجلد من قاتليك ..خيروك هؤلاء الاقزام بين الحياة الذليلة وبين الرحيل المبجل فآثرت ان تسلم النفس لخالقها على ان تسلم الفاني للغزاة ..

يا من جعلت للحياة معنى ورسمت لنا هدفا فيها عندما اخترت الشهادة ..وتعلمنا منها ان الشهادة هي الحياة ..والحياة المهينة هي الموت ..فعن أي موت يتحدثون وعن أي حياة ننشد؟

سيدي الرئيس القائد ..سنظل نخاطبك لها لأننا لانجد من يملؤها ولم تلد الامهات من يتربى ليكبر لها ولن تجد المشانق أعز من زارها واقفا وشامخا ومؤمنا ..حتى أصبحنا نتمناها ونحلم بها ونرجو قرب ساعتها .

سيدي ..يا من جعلتم للتضحية معنى لم نقرأه ولم نسمع عنه الا في معارك الصحابة الأولين ..فيا جليلا من سلالة نبينا وصاحب رسول الله وشهيدا تحشر معهم ..لقد اصطفاك الله لتبعث فينا روح الصحابة من جديد ..

سيدي الرئيس القائد.

.قبل عيد الأضحى المبارك هذا كان عيد الفطر قد جاء وجاء قبله رمضان ..ثلاث مناسبات كان لها معنى في حياة العراقيين قبل عقود من الزمن ..حيث كانت العائلة العراقية تعيش في امن وامان واستقرار حتى عندما كنا في القادسية ..كان الجميع يقاتل ليل نهار لنحمي بسمة أطفالنا ولنحافظ على امنهم ..

وهذه الايام لا معنى لأي مناسبة وقد غاب راعي البيت وحامي الحمى ..حيث كان العراق ملجأ لكل العرب ولكل ضائع ومحتاج ..وكنت ياسيدي من يعيد البسمة للاطفال والفرحة لقلوب الرجال عندما تتفقد أحوالهم من المحيط الى الخليج ..حتى اذا جاء هذا اليوم لمسنا كم كان موقفك نبيلا وأصيلا ومؤمنا بالعروبة وبالشعب وكم كنت كريما وشهما يستحي ان يقلدك الآخرون اليوم ..

جاء عيد الاضحى وقد زادت الذكرى على النفس ايلاما حتى غدت مقولة ان الزمن كفيل بالنسيان محض هراء ..فهاهو الزمن يزيدنا التصاقا وألما وحبا وذكراك تتعاظم يوما بعد يوم وضياء قمرك البهي يفتقد عند كل ساعة من ساعات العراق الذي يرزح تحت نير الاحتلال وأدلاءه..

سيدي الرئيس القائد ..

من على تراب العراق الذي احتضنك عزيزا مكرما ..نعاهدك عهد الرجال الاوفياء اننا على نفس مسالك الدرب الذي رسمته سائرون ..بنادقنا تعرف اهدافها جيدا وقلوبنا لا مجال لها غير حب الله والعراق والبعث وحبك ..خطواتنا لا تعرف التراجع ..تتقدم الى الامام نحو تحرير العراق ..نعرف جيدا اننا بتوحدنا وتكاتفنا نصل أهدافنا ..ويوم تحرير العراق ..سنجعل كل العراقيين يحتفلون احتفالا يليق بتضحيتك وسنجعل التأريخ يتحدث عن هذا الاحتفال لكل الأزمان ..


عندها ..

وبعد ان انجزنا الرسالة وأدينا الامانة..

وقبل ان نحج لزيارتك..

اسمح لنا حينداك ان نجلس ..

سنجلس ..بعد هذا الوقت الطويل من الوقوف..

في زاوية منضوية ..بعيدة..

لنبكيك ياسيدي..


mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م