بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لكي لا ننسى  دستور الثعالب

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

على الرغم من موقف الحزب الثابت والمبدئي والقاطع من مجمل ما يعرف بالعملية السياسية في العراق بدءأ" من تشكيل مجلس الحكم ولحد هذا اليوم ..والتي يرى انها وليد غير شرعي لعملية نصب واحتيال وتزوير وعدوان غير قانوني ومجرم قامت به الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الطامعين ..عدوانا واحتلالا" استهدف العراق دولة" ونظاما" ومؤسسات وتأريخ وحضارة ..وان أي مشاركة في أي مرحلة من مراحل هذه المسرحية السياسية ماهي الا تفويض وصبغ لشرعية هذه السرقة ومن ورائها الاقرار بشرعية هذه المهزلة والخدعة وقانونية غزو العراق ..الا ان المتتبع للاحداث منذ بدايتها  يرى بوضوح مقدار الرهبة والخوف والتحسب التي عاش ولا زال يعيش  فيها المحتل واعوانه ..ولكي لا ننسى ذلك أردنا ان نذكر بما يلي..

بعد اربعة عشر شهرا من التخبط وقبل يومين فقط من توقيعه ما يسمى (وثيقة نقل السيادة)  ورحيله من  بغداد أصدر بول  بريمر الحاكم المدني الامريكي للعراق ما يقارب من 97 أمرا قانونيا مختلفا  وقام بتعيينات سياسية في مختلف مناصب الدولة العراقية، لغرض وضع ( هيكل ) حال العراق بعد ان يغادر العراق مسرعا بدون حفل توديع وبروتوكول سفر لائق .

هذه القوانين والتعيينات والوثائق هي التي رسمت فعلا  ملامح ما يعرف اليوم ( بالعملية السياسية في العراق) ..في تسلسل وضوابط محددة تجعل كل اللاعبين داخل الميدان يتحركون وفقا للارادة الامريكية ووفق سياق واضح . ومن قائمة  هذه القوانين مراجعة بعض القوانين العراقية وتعيين ما يقارب إثنا عشر عراقيا في وظائف حكومية ولمدة تزيد عن العامين..لضمان استمرارهم بمهامهم دون تدخل ( حكومات السيادة العراقية المتعاقبة! ) ولضمان سير الدولة العراقية وفق ضوابط محددة وقيود امريكية صارمة .

وأحد أهم القرارات التي اتخذها بريمر وأخطرها على الاطلاق كان قرار وضع قانون يحكم العملية الانتخابية، وبذلك فهو أحكم بهذا القانون ( شكل الديمقراطية المطلوبة لاجراء الانتخابات وحدودها ومواصفاتها ) ولم يترك هذا الموضوع كشأن داخلي للعراق ليعبر فيه العراقيون عن ارادتهم بحرية ..بل كبل ( العملية الانتخابية المقبلة ) في حينها بجملة قيود وقوانين ومنها ان لا يجوز ان يصل ( بالانتخاب ) الى البرلمان او السلطة جهة او حزب معادي للولايات المتحدة وللديمقراطية وللمشروع الامريكي .

وكانت هذه الصفات لا تنطبق الا على على حزب واحد وهو حزب البعث العربي الاشتراكي والخوف الذي عاشت فيه الادارة الامريكية ومن جاء معها من احزاب وشخصيات ومرتزقة ظل يلازمهم الى الآن ..الخوف من عودة ( البعث والنظام السابق)  وبذلك ارسى بريمر دعامة الخوف الازلية من البعث في جسم العملية السياسية بطريقة ايهام الشعب بالالتزام بنص القانون وفقراته  بدلا من أن يترك العملية الانتخابية حرة تعبر عن إرادة العراقيين.

لقد ورد في النص القانوني الذي وضعه بريمر والخاص بالانتخابات علي أن لجنة من سبعة أعضاء سيكون لديها السلطة لاعتبار أي حزب سياسي أو أي مرشح غير مؤهل لخوض الانتخابات إذا هي ارتأت ذلك.

وبطبيعة الحال ليست هنالك أية تفاصيل عن ماهية هذه اللجنة،وكيف تشكل وماهي مواصفات اعضائها ومن هي الجهة المخولة بتشكيل هذه اللجنة  ومن الذي سيقوم باختيار أعضائها، ووفقا لأي معيار، ثم لماذا ورد في النص القانوني هذا التخويل المطلق للجنة وبهذه الصلاحية التعسفية الظالمة والاحتكارية ..

وهكذا أعطى بريمر مفتاح الآلية التي يريدها المتطفلون والمزورون والسراق والقتلة الذين نصبهم لحكم العراق ( ولو بصورة شكلية ) للانتقام من حزب البعث ومن كل وطني شريف من خلال استخدام هذا النص الذي استخدم باتجاه محاربة الوطنيين ومنعهم من الوصول الى السلطة ومن جانب آخر استخدامه كورقة مساومة لضعفاء النفوس لاستدراجهم لهاوية الخيانة.

واستمر المعينون والمنتخبون برفع هذا السلاح في كل مناسبة الى ان ضمنوه بالدستور الذي استماتوا بايجاد ابشع السبل لاستغفال الشعب بكل الوسائل للمصادقة عليه ونتذكر كيف لعب الحزب الاسلامي العراقي وبعض المغرر بهم من الوقف السني دورا حاسما في اقراره بحجة تعديله لاحقا..وها نحن انهينا الى نصف المدة المخصصة لمجلس النواب ( المنتخب ) وفقا لهذا ( الدستور ) الذي كان من المفروض تعديل فقراته المجحفة بحق وطنيي العراق وشرفائه وبحق نفس الجهات التي أسهمت بشكل فاعل في تمريره.

فعلى الرغم من هذه اللجان ذات القرارات الحاسمة ضد الحزب لمنع أعضاءه في ( الوصول المفترض للسلطة) وعدم السماح لأي مناضل بعثي بالترشيح للانتخابات النيابية ..وعدم السماح له بتبوء أي منصب حكومي والسعي المحموم خلال الاربع سنوات والنصف الماضية لتزوير فكر الحزب وتأريخه لايهام الرأي العام العربي والعالمي ( بنازية حزب البعث !) و ( ظلم وفردية وتسلط ودكتاتورية النظام السابق ) وطمس الحقائق الكبيرة التي تبين الدور التأريخي الذي قام به لبناء العراق وتصوير مناضليه بانهم ( مجرمون وقتلة !) ..وجرموا كل من دافع عنه ولو من باب المجاملة ..الا ان الحزب كان ولا يزال مصمما على عدم المشاركة بأي شكل من الشكال في ( عرس الثعالب وتزاوج الافاعي ) وظل يواصل مسيرته ونضاله..

وارغم المحتل الاجنبي والظالم المتسلط على رقاب الشعب على الركوع..

واسقط بصبره وعمله ومقاومته المسلحة وصلابة مناضليه كل المشاريع الصفراء التي ارادت النيل من تأريخه وقوته وصموده ..فبقي الحزب طودا شامخا ..وازداد صلابة ومنعة ..

واعاد الحزب تنظيم نفسه عدة وعددا" ..

وخياله الذي يفزع الجلادين موجود في كل مكان..

ونوره واشراقه وصوته المدوي الهادر قادم ..

من مقابر شهدائنا الابرار ..من خلف القضبان..

في المدارس والجامعات والمصانع والحقول ..

يسمع مع كل رصاصة تحطم اضلاع المحتل وعاهراته التي اطال لها اللحى ..وسلمها تراب وخزائن العراق.

والله اكبر .

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأربعاء /  11  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  21 / تشــريــن الثاني / 2007 م