بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وهم الحقيقة ..أم حقيقة الوهم !
 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

اذا لم تكن الجروح التي في اجسادنا قادرة ان تشهد على الوطنية والتضحية والالتزام والاقدام والنضال ضد الامبريالية والصهيونية واعداء الشعب ..فجسر الاحرار في بغداد في الستينات ومعتقلات وسجون  خلف السدة ورقم واحد علينا شاهد ودليل ..ولكننا يبدوا الآن في عصر جديد ..بعيد عن القدرة في التفريق بين الابيض والاسود ..أوهام متداخلة بين الحقيقة والخيال!..

هل علينا ان نحرق كل كتاباتنا ..وكتبنا ..ونلبس ثيابا غريبة..

وان نشيع اننا :

كنا على خطأ عندما طالبنا بوحدة الدم والمصير المشترك  والهدف لامتنا العربية ..وبوحدة المصالح والغايات بوحدة القدرة لمواجهة الاعداء والمحافظة على ثرواتنا وحقوقنا وما بنيناه..وبتكريس قوة الجزء لتعظيم دور الكل ..

وان نثقف من جديد من اننا واهمون عندما طالبنا:

بالحرية والديمقراطية للشعب..

ولأننا من دعاة الاشتراكية ..التي تضمن التوزيع العادل للثروة ..

هل ان علينا ان نسير مع التيار.. فاليوم يرددون بالحاح ..لا لوحدة الامة العربية ولا يوجد شيء اسمه امة عربية لان هذا التعريف قرين للشوفينية والعنصرية ..فهذه الايام هي ايام القومية الكردية ! الغير شوفينية والغير عنصرية ! والدليل على ذلك انهم يدرسون اللغة العربية في كل مدارسهم وكلياتهم ! وكل عناوين دوائرهم مكتوبة باللغة العربية!! ..

والاحتلال وايران والزمرة الحاكمة في بغداد يريدون من العرب اليوم في العراق ان يكونوا اما سنة او جزء من الشيعة ! أي سنة عرب وشيعة عرب من شيعة العراق ( العرب وغير العرب! )..وحتى العرب السنة لهم مرجعيات عديدو ..هيئة علماء مسلمين ومؤتمر اهل العراق والوقف السني وأدخلوا حديثا التوافق والحزب الاسلامي ثم الصحوات!!

الظاهر ان علينا ان نصدق ان:

-         ان الولايات المتحدة الأمريكية ليست عدوة لشعبنا!..وحتى وان قتلت خيرة ابناءنا وشبابنا وهدمت العراق فذلك لمصلحتنا!..وعلينا مثلما يقول ( الحكام في العراق اليوم ) أن لا نبقى اسيري الماضي والثقافات المنحرفة !..فامريكا هي صديقة للشعوب !..  ولم تغزو العراق الا لتحرير الشعب العراقي من الديكتاتورية والظلم والاستبداد ! ..فأمريكا لاتناصر إسرائيل بقدر مناصرتها لنا ولقضايانا !..فهي تؤيد العرب وقضاياهم المصيرية وليس لها اعتبار لما تريده اسرائيل! ..

-         وان نضالنا عندما كنا شبابا كان قمة الوهم والتيه!..

-         وان القومية ليست حب بل هي كراهية قبل كل شيء!

-         وان البعث بعيد عن الحب!..فليس بين البعثيين عاشق ..وملهم..لا يعرفون كيف يتغنون بالحبيب ! وعيب عليهم ان يكون حبهم للشعب! وللوطن! ..

-         وان ( تحرير ) العراق (اقتلع ) حزب البعث من الجذور ..من كل ارض العراق! فلا بعث بعد اليوم وما تسمعون وما ترون هو ايضا وهم !..

-         وان ( النظام البعثي السابق )  لم يبني أي شيء في العراق ..بل هدم ماكان مبنيا وقائما!!

-         وهذا ( النظام ) لم يربي جيل أو يزرع بذور الوطنية فيه! وينمي قدرة العراق الاقتصادية والسياسية والعلمية والصناعية والعسكرية !..واذا كان من بناء لكل مفاصل العراق ..فلماذا هذا البناء للقدرة؟..ومن قال ان للعراق أعداء ! ولماذا يكون للعراق طامعون!.فالعراق هو الذي شن الحرب على ايران!.. فهم لم يقصفوا حدودنا ولم يحتلوا مدننا وقرانا!..ولم يوعدوا بخلع النظام السابق حال وصولهم ارض ايران من باريس!

-         و( النظام السابق ) كان دمويا في القصاص من الجواسيس والعملاء والخونة وكان لابد من ان يتساهل معهم ! لانهم حريصون على العراق مثل حرصنا وهم ابناءه حتى لو وضعوا يدهم بيد الاجنبي ! والظاهر اننا تربينا على خطأ عندما تصورنا ان المتعاون مع الاجنبي والمروج لافكاره وخططه ودليله لقتل العراقيين ..هو خائن!..فهو وطني أكثر منا !..وهو الأكفأ لقيادتنا !..

-         و( البعث ) كان على خطأ منذ تأسيسه! عندما نادى بالوحدة ..فنحن اولا وأخيرا ! لا اخوة لنا ولا اولاد عمومة ! لانثأر لهم  ولا ترجف لنا شوارب لما يعانون من ظلم! ..البعث كان مخطأ في النضال من اجل الحرية ..هم اهل الديمقراطية ! والمثال العراقي اليوم خير دليل على ذلك!

-         ومن قال ان ( البعث ) هو حزب الطبقة الكادحة ! ..الذين جاءوا مع المحتل هم اهل الطبقة الكادحة ! وهم الذين حرروا ثروات العراق من الأسر ووزعوها على الناس!

-         ( ونظام البعث التي امتلات سجونه بالمظلومين ! ليس نظاما عادلا! والمواطن فيه بلا حق !) ..وما نراه اليوم هو مثال العدالة المطلقة  والحقوق العامة للناس ملقاة على قارعة الطريق وفي ثلاجات الطب العدلي!

-         ( والنظام السابق كان يهدر اموال الشعب!)..واليوم تذهب اموال الشعب الى جيوب المحررين فهم اولى بها من السلاح الذي يحمي العراق ..فالعراق اليوم بلا عدو..فهو مباح للجميع!.. وثرواته تقسم بالتساوي وحسب محاصصة النواب والوزراء والاحزاب..

كان علينا  منذ زمن بعيد ان نتغنى بامريكا وايران بدلا من العراق والامة العربية !..

كان علينا منذ زمن بعيد ان لا نصغي للوطنيين والمناضلين والمضحين !..

بل نستمع الى اشباه الرجال الذين لا تحلوا لهم ندوات الوعظ والارشاد والتثقيف ( لتحرير العراق) الا بلبس ثياب الحريم !..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  10  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  20 / تشــريــن الثاني / 2007 م