بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هواجس البحر الميت

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

فجأة وبدون مقدمات تداولت وكالات الانباء المحلية والعالمية والقنوات الفضائية خبرا تضمن الكثير من الاوراق المخلوطة التي تتحدث عن الاجتماعات التي جرت في البحر الميت بين ممثلين عن الحكومة العراقية العميلة الغارقة في دم الضحايا الابرياء والمطلوبة للقصاص من البعث والمقاومة الوطنية الجهادية المسلحة وعدد من ممثلي القوى السياسية المنخرطة في ما يطلق عليها العملية السياسية وبين ممثلين لبعض القوى السياسية المناهضة للاحتلال.. ومن ضمن المشاركين ممثل عن حزب البعث العربي الاشتراكي.

واستنادا لتصريحات المتحدثة باسم هذا اللقاء، فقد شارك في المؤتمر ممثلين عن جبهة التوافق وكتلة الائتلاف الموحد والتيار الصدري والتحالف الكردستاني والتضامن ومجلس الصحوة وشيوخ عشائر وقوى أخرى معارضة للعملية السياسية كالمؤتمر التاسيسي، بالاضافة الى شخصية نسب اليها تمثيلها لحزب البعث العربي الاشتراكي.

وذكر ان أجندة الاجتماع قد تضمنت ثلاث محاور: الفدرالية، وانسحاب القوات الامريكية من العراق والمشاركة بالحكم.

قبل كل شيء وقبل الدخول في أي تحليلات فقد نشرت مواقع عديدة تصريحا للناطق الرسمي باسم الحزب كذب فيها هذه الاخبار وبين بعدم وجود ممثل للحزب في هذه الاجتماعات.. ولحين صدور بيان رسمي بذلك من قيادة الحزب أو توضيح اكثر تفصيلا علينا ان نناقش بهدوء الحقائق التالية :

ان هذه التصريحات تبين بوضوح ان للبعث ثقل كبير ومؤثر لايمكن نكرانه ومثلما ذكرنا سابقا بانه رغما عن الناكرين والموغلين في التزييف.. فانهم باتوا يتمنون حضورا للبعث العظيم في كل تجمع او ندوة أو نشاط.. واصبحت مفردة المصالحة الوطنية ليست حكرا على المشاركين في العملية السياسية او اولائك (المتخاصمين مع السلطة) من جراء عدم عدالة القسمة!!.. ليعلم الجميع ان البعث قادم.

ليس البعث هو فقط الذي يقول ان لا مفاوضات مع هذه الزمرة المجرمة والحاقدة في السلطة.. وانما السلطة الحاكمة في بغداد تقول ان لا مفاوضات مع البعث.. فاذا كان البعث قد انكر هذا الاجتماع وسيبين موقفه منه بعد حين فان سلطة المالكي والحكيم وبدر والجلبي والحزبين الكرديين يتغنون به مثلما يتمنونه ويجاهرون علانية بأي لقاء مع مناضل بعثي حتى لو جمعهم به مجلس عزاء أو لقاء عائلي.. على الرغم من ايغال حكومة المالكي وقوات الداخلية وعصابات الامن القومي العميل ومليشيات القتل والاعلام الملوث بمحاربة الحزب في كل مفاصله ليلا ونهارا ومنذ بداية نيسان 2003 ولحد الآن.. استماتوا واستقتلوا واجتهدوا بكل الوسائل في محاولاتهم لتزوير تأريخ البعث وقياداته وسياساته ونسبوا كل فاجعة اليه ورسموا للشعب والعالم صورة البعث (كقاتل ومجرم وسفاح).. فلماذا تقوم هذه السلطة (المتمكنة والباسطة لنفوذها على كل العراق الذي ينعم بالامن والاستقرار والاعمار!!!) بالتفاوض مع (حزب فاشي ودموي وتسلطي!!).. هل هي بداية التوبة للغفران.. ام انها بداية الهزيمة والتنصل من جرائم العصر التي نفذتها ميليشيات هادي العامري والتيار الصدري والبيشمركة بحق الشعب والحزب؟

على المتندرين ان لا يفرحوا كثيرا بهذا الخبر الذي يراد منه الاساءة للحزب.. مثلما فرح الطالباني بدخول قوات الحرس الجمهوري عام 1996 الى جانب البرزاني بطلب منه وانقذه من موجات الابادة التي قادها حليفه اليوم الطالباني وحرر اربيل.. وصرح في حينها الطالباني رغم خسارته بقوله (الحمد لله لقد تساوينا اليوم في العمالة الى صدام انا والبرزاني!).. فلا تدافعوا عن منكر ارتكبتموه وتتمنون من الآخرين الاتيان به ليتساوى الجميع بالرذيلة وجميعنا يعرف المثل الشعبي العراقي.. (.................!).

ليس للبعث ما يخفيه.. ولم يتم استهداف حزب او تنظيم في التأريخ مثلما استهدف حزب البعث.. ولم تتحمل الأذى والظلم والقتل والتعذيب والتشريد والملاحقة والتزوير لتأريخه وماضيه جهة اكثر من الحزب.. وهذا هو شرف البعث.. وهذه هي معركته.. والكل يعرف في كل مكان وفي كل ساحة من ساحات الجهاد..ان البعث هو الخصم الاول للمحتل وللسلطة العميلة وللقتلة المأجورين من ايران..

واذا كان للبعث هامش للمناورة فله الحق بذلك..

واذا نسمح للوزير والمدير العام في حكومة علاوي او الجعفري أو المالكي ان يصبح قائدا وطنيا بعد ان يغادر مسؤولياته.. فلماذا نحرم على البعث مجرد توارد الاخبار بمثل هذه الاجتماعات على الرغم من تكذيبها.. ونسمح للضالعين بالعلاقات الحميمة والعقود والصفقات مع اركان المالكي بتجريم حزب البعث..

ايها الرفاق الصابرون المحتسبون الصامدون في قيادة البعث المقاوم والمجاهد..
ايها المقاتلون في القيادة العامة للقوات المسلحة الابطال..
ايها الرفاق والمقاتلون في الحزب والقوات المسلحة..
اننا خلف البنادق..
وأهدافنا تتساقط..
ولا نبالي بما نسمع..
اكان حقيقة.. أم وهما..
ومناضلي حزب البعث يعرفون السباحة جيدا.. حتى في مياه البحر الميت المالحة..
لأننا وكما يقول شهيد المباديء والقيم والرجولة والبطولة والعز.. شهيد الوطن والأمة والانسانية.. الرفيق الشهيد الخالد صدام حسين عندما كان يخاطبنا وجها لوجه.. (قافلين على الهدف.. ولندع السياسة لرجالها)..

والله أكبر
mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  03  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  13 / تشــريــن الثاني / 2007 م