بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الادارة الامريكية .. وارادتها  في العراق .. وجهان لعملة الفشل الواحدة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

عندما قررت الولايات المتحدة الامريكية اجتياح العراق واسقاط حكومته الوطنية التي بدأت (منذ زمن ) ( بتجاوزالخطوط الحمراء ) وامتلاك نواصي العلم والتكنولوجيا والارادة الوطنية والقومية والتحررية وتنامي هذا الشعور المشع من العراق في تاثيراته الاقليمية والعالمية ..كانت هنالك سلسلة من الاهداف المعلنة التي سعت من خلالها هذه الادارة للبحث عن ( شرعية ) للغزو .

 

وكان هدف ( بناء عراق ديمقراطي جديد ) أحد أهم هذه الشعارات التي يعودون اليها كلما أبطل العراقيون هدفا لامعا لهم.

 

ومنذ شهر أيار 2003 بدأت امريكا (بدراسة !!) كيفية ادارة الدولة في العراق بعد ( سقوط النظام) ولا عجب في ذلك فهم ومن تبعهم ومن سار معهم وأعانهم من المزورين والفاسدين والمتسكعين والسراق والمجرمين والقتلة والخونة والجواسيس  على دخول العراق وزين لهم فرحة العراقيين واستقبالهم لهم بالورود ..الجميع لايحمل منهجا لكيفية ادارة الدولة ..انهم يحملون منهجا حاقدا وانتقاميا واحدا وهو ( القضاء على دولة البعث ) وليكن بعدها الطوفان!..

 

ومنذ اليوم الاول للاحتلال تصدى شباب البعث في تشكيلاته التنظيمية ومن خلال المقاومة الوطنية العراقية للرد على هذه المنهجية الحاقدة والحاسدة في الانتقام من الحزب والدولة ..ويعرف الاعداء قبل الاصدقاء حجم هذه الضربات وعمق تأثيرها.

 

الخبير المدعو نوح فيلدمان ..وهو احد الشخصيات التي ساهمت في اعداد قانون الادارة المؤقتة لسلطة الاحتلال من خلال عضويته في فريق عمل خاص بذلك .. ويدرس فيلدمان مادتي القانون الدستوري والفكر الإسلامي بجامعة نيويورك.. وهو يتقن اللغة العربية ولديه خبرة اكاديمية عالية .. وعمل هذا الشخص مستشارا لشئون الدستور مع سلطة التحالف المؤقتة التي أدارت العراق منذ أيار 2003 إلى تموز 2004. واضافت تجربة عمله كمستشار قانوني في العراق خبرة عملية اليه اضافة الى امتلاكه لمعلومات تفصيلية يجهلها الكثيرون وحتى من صناع القرار الامريكي.

 

 من ضمن النصوص التي كان هذا المستشار يؤكد عليها هو ( ضرورة إجراء العملية الانتخابية، وتسليم الإدارة لحكومة عراقية منتخبة). . لقد كان هدفه الذي تم تثقيفه عليه هو(إعداد خريطة الطريق لعراق ديمقراطي جديد).

 

ولنطلع على عقلية الادارة الامريكية التي غامرت باجتياح العراق واسقاط الدولة ..فيلدمان اصدر كتابا يحمل عنوان (بماذا ندين للعراق: حرب وأخلاق بناء الدولة ) والذي يمثل احد أهم المصادر التي تبين الضعف الكبير في فهم الحالة العراقية وكيفية ادارة دفة سفينة العراق من قبل الاحتلال ونلخص فيما يلي أهم ماورد في هذا الكتاب من اعترافات وحقائق وهي:

 

-         أن إدارة الولايات المتحدة للشأن العراقي في حالة فوضي منذ بدء الاحتلال في نيسان  2003 ..ولم تتبني الولايات المتحدة بصورة جدية لعملية بناء الدولة في العراق.

 

-          ان بناء الدولة العراقية هو الشيء الوحيد الذي سيقبله العراقيين..وهذا لايمكن الحصول عليه الا اذا أصبح ذلك هدف أمريكي استراتيجي.

 

-         ان الوسيلة الاكثر فعالية لمحاربة الارهاب على المدى الطويل هي من خلال بناء الدولة العراقية وعلى ان يهدف هذا البناء في خلق ديمقراطية مستقرة.

 

-         غياب أي جدية داخل الولايات المتحدة فيما يتعلق بمناقشة الحالة العراقية، ويتمثل هذا في "غياب أي جدل أو مناقشة جادة داخل الولايات المتحدة بخصوص ضرورة بناء دولة عراقية حديثة ديمقراطية"، وبعيدا عن ذلك يتم "التركيز علي موعد عودة الجنود لبيوتهم".

 

-         ارتكاب الولايات المتحدة للاخطاء الستراتيجية التالية :

 

- حل الجيش العراقي.

 

- اجتثاث حزب البعث التي تمت بعشوائية نتج عنها غضب قطاع كبير من الطبقة الوسطي في العراق.

 

-         بسبب غياب مجتمع مدني فعال، وبعد فشل تجربة مجلس الحكم الذي أوجدته الولايات المتحدة، ولم تحترمه، كذلك لم يحترمه الشعب العراقي، لم يعد أمام الولايات المتحدة إلا أن تبدأ في نقل السلطات الحقيقية للعراقيين.

هذه هي االادارة الامريكية تفشل مرة اخرى في الوفاء بابسط الوعود التي تدين بها للشعب العراقي ..الوعود التي تدعي انها قادرة عليها ..والفشل نتيجة حتمية واضحة لسياسة حمقاء منبعها ارادة غارقة في الايغال بايجاد كل وسائل ايذاء العراق دولة ..وادارة ..ومؤسسات ..وقوانين ..تاريخا ..وشعبا ..وارضا ..وثروات ..

الادارة الامريكية بخبرائها ومستشاريها هدمت الدولة  بالكامل واوكلت السلطة للمجرمين والخونة والسراق والجواسيس بالتسلل الى مؤسساتها بعد ان وزعتها حصصا متفاوتة بين القوميات والطوائف..

هذه الادارة عاجزة ان تدير العراق لأنها عاجزة الفهم لحقيقة ان ادارة دولة العراق تحتاج لرجال العراق .. ولذلك استمرت القوى الغارقة بالحقد الاهوج والانتقام الشخصي وبالانابة عن دول الجوار باغتيال رجال العراق وعقوله وكوادره في مختلف الميادين ..وهم اليوم يقولون اننا نحتاج الى ثلاثين سنة لكي نبني الدولة مثلما بناها البعث!

العراق اليوم بلا مؤسسات دستورية بعد ان حطم الاحتلال هيكل الدولة .. وعبث المرتزقة الذين نصبهم بنظم ماتبقى من هذه المؤسسات ..وجعلوا الطائفية والعرقية والمحسوبية والمنسوبية والحقد على كل ماهو عربي اساسا لكل عنوان..فاصبحت لكل وزارة شعاراتها ورموزها ولغتها!

مزقت قوات الاحتلال والعابثين معها من الموالين الى ايران كل قوانين العراق بعد ان سرقوا مسلة حمورابي ..ووضعوا قوانين جديدة تنال كل  من كان يتنفس الهواء باطمئنان وامان  في ( عهد البعث )..واغتالوا قادة البعث بلا قانون وعلى مرأى ومسمع المتفرجين من قادة وملوك ورؤساء .

الادارة الامريكية التي سيلاحقها العار..عار الفشل التأريخي على مر الاجيال ..وكلت امر تزوير تأريخ العراق الى أعتى خبراء الاعلام والتاريخ وحتى الجغرافيا..وجعلت ( الظلم ) رمزا ( لحكام العراق) الذين حكموا بلاد الرافدين على مر العصور ..ووعدت العالم والشعب العراقي ( بالعدل والانصاف والحياة الحرة الكريمة في عراق جديد وديمقراطي وحضاري )..وكان البعث هو الهدف الاول لهذه الحملة المزورة والظالمة والكاذبة ..البعث الذي لازال صدره يوقي تاريخ العراق من سهام الغادرين.

وبقوات المارينز المدربة والمرتزقة والبيشمركة ومليشيات بدر والدعوة والصدر اثخنت شعب العراق بالقتل  والتعذيب والتهجير والملاحقة في العيش والامن والحياة..بحجة مكافحة الارهاب والمتطرفين ليزدادوا غلا وأذى في البعث ومناضليه.

وبالدعوة الى ايجاد مخرج يضمن لهم سلامة جنودهم نادوا بتقسيم ارض العراق  الى أقاليم ومناطق وأجزاء لأضعاف العراق وتحجيم قدرته على النمو والتطور ..هم يتوقعون انه بتقسيم العراق سيقضون على المد القومي للامة وللعراق وللبعث ومن خلال تقطيع اوصال منبع القومية وحسها الوطني .

وبالتعاون مع الاذناب واللصوص والسراق ..سطت عصاباتهم على ثروات العراق من آثار وثروات طبيعية وموجودات وأموال ..نارا" ستصلى بها اجسادهم اينما حلوا .

ولكن هيهات ..هيهات..

هذا عراق البعث ..وبعث العراق..

الذي قدم الشهداء بلا تردد  لتروي دماءهم ارضه الطاهرة ..وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر ..شهيد البعث والشعب والامة والانسانية ..الشهيد صدام حسين ..ليبقى مسار النضال منيرا بفضل مشاعل العز والبطولة والاقدام ..

فنحن لهم بالمرصاد ..في كل خطوة.. وسنقطع اليد التي امتدت على العراق..وعبثت بمقدراته وسرقت ممتلكاته وزورت تأريخه ..

وحسنا يفعل الكونغرس الامريكي وهو يطالب بسرعة اعادة جنوده قبل ان تنالهم سواعد شباب البعث والعراق..

وسيعود العراق حرا وعزيزا ومقتدرا  ..

فهذا هو قدر العراق ..

دائما ..عندما تدوسه سنابك الخيل المعتدية ..

ينهض من جديد ..اقوى ..وأعز ..وأمضى..

والله أكبر ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  02  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  12 / تشــريــن الثاني / 2007 م