بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الى الحزب الاسلامي وجبهة التوافق والقائمة العراقية والحوار

قوائم المطلوبين للسلطة !

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

ذهب طارق الهاشمي نائب الطالباني الى المنامة ليمثل عراق الاحتلال في مؤتمر القمة الرابعة لأمن الخليج ..وكان ضمن الوفد الذي ترأسه الهاشمي موفق الربيعي (مستشار الأمن القومي)..والمتابع لماجرى من طروحات في هذا المؤتمر يستطيع بوضوح معرفة اتجاهات مخاوف دول المنطقة و( رب البيت الأمريكي ) ..وقد كان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس من أوائل الموجهين  حيث  دعا (  الدول الخليجية الى التوحد في الضغط على طهران للتخلي عن برنامجها النووي!) .. وعلقت الحكومة الايرانية فورا على دعوة غيتس بالقول على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني: ( إن تصريحات الوزير الامريكي تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة) .. 

والملفت للنظر ان المؤتمر بكل ممثليه ( يخاف بهلع ) من تسمية الخليج بالخليج ( العربي) لما تسببه هذه التسمية من ( تحرش ) بايران ( الجارة المسلمة القوية ) التي تعرضت ( للعدوان من قبل النظام العراقي السابق) ..النظام السابق والعدو التأريخي للولايات المتحدة الامريكية ..

 هذا من ناحية ..ومن ناحية أخرى أكد الهاشمي على ( ان تقسيم العراق او اضعاف سلطته المركزية ووجود ملفات عالقة وخلافات جذرية على موارده الطبيعية تعني ديمومة حالة عدم الاستقرار في العراق لسنوات قادمة وهذا مايغري دول اخرى للتدخل في الشان العراقي )..ومن الجانب الآخر من السفينة العراقية ( حذر !) الربيعي واشنطن من ( ان الستراتيجية التي تتبناها واشنطن والقاضية بتشكيل حلف مع الدول العربية السنية لمواجهة ايران، من شأنها زيادة التوترات في المنطقة).وأكد ( حامي أمن العراق قوميا ) من ان (  الامن الاقليمي على المدى البعيد سيظل محفوفا بالمخاطر ما لم تدخل الولايات المتحدة في حوار مباشر وجدي مع ايران!) ..وهكذا ( ذكر ) الربيعي واشنطن بأن ( عدوها الاكبر في الشرق الاوسط هو ايضا المتنفذ الاكبر في الحكومة العراقية التي تدعمها !) ..وحاول الربيعي  التفريق بين الامرين بالقول: ( إنه من المجدي للحكومة العراقية ان يكون لها حلف استراتيجي مع الولايات المتحدة من جهة، وان تحتفظ بعلاقة طيبة مع ايران من جهة اخرى) ..وبذلك فهو خير من يلفت عناية نائب الرئيس العراقي الى عدم الخوض عميقا بهذا الموضوع!

وهكذا ( أفشل المتنفذون في الحكومة العراقية والربيعي بالذات!) جهود الهاشمي مرة اخرى للظهور ( دوليا وأقليميا ومحليا) على انه ( الرجل السياسي الناضج والعاقل الوحيد في السلطة العراقية! ) وذهبت جهوده ادراج الرياح عندما فند أحد أعضاء الوفد ادعاءاته وهو ( نائب الرئيس) و( رئيس الوفد العراقي ) ..لسبب بسيط وهو ان الوفود العراقية التي تمثل عراق الأحتلال لا تمتلك رؤية موحدة لأي موضوع..وان المناصب في العراق موزعة حسب نسب المحاصصة ولا علاقة لها بالمواقف الحساسة في السياسة والاقتصاد ومحاربة البعث وتصفية رموز النظام السابق ونهب المال العام وتوزيع الميليشيات على الاجهزة الامنية وقتل خيرة شباب ورجال العراق..

المناصب العليا في العراق اليوم لا تعني انهم يمثلون العراق! ورئاسة الوفد الرسمي العراقي لا تعني ان القيادة والتصريح بيد رئيس الوفد مثلما يحدث في كل الدول ومنها دولة العراق قبل الاحتلال..

فايران تتدخل في الشان العراقي ويجب العمل على منع هذا التدخل حسب تصريح الهاشمي رئيس الوفد..ولكنها  لا تتدخل في الشان العراقي وايران عنصر فاعل في الساحة العراقية وعلى الولايات المتحدة ان تتحاور معها حسب رأي وتصريح الربيعي عضو الوفد!..

والربيعي يعرف جيدا انه لولا الهاشمي لما رأى الدستور النور ..وكانت مغامرته في اللحظات الأخيرة عامل الترجيح الأساسي لأقراره ..ولكن الربيعي والمالكي والحكيم يعرفون ايضا ان الهاشمي لم يعمل ذلك من أجل عيون الأئتلاف ولا السنة بل ليظهر بصورة ( القائد العراقي في المستقبل القريب ) حيث تتطلب المرحلة الحالية صفات تتمثل به مثل ( المرونة والتسامح والعقلانية والواقعية !!) والتي أضاف اليها مؤخرا ( الحرص على حق العراقي في المواطنة..وزياراته المتكررة للسجون العراقية وحقوق الموقوفين..ودعوته الى العقد الوطني ..واخيرا رؤيته للحل العراقي من خلال اصدار قانون للعفو العام !) ..

ونستغل هذه الحادثة التي تتكرر يوميا لنذكر المكتب السياسي للحزب الاسلامي العراقي وجبهة التوافق العراقية وتيار الحوار الوطني وبعض من توجهات اعضاء القائمة العراقية ان يقفوا بتمعن لتحليل الدوافع الكامنة وراء الأحداث التي تثير التساؤلات التالية :

-       لماذا تجابه طروحات وتحركات وتصريحات ولقاءات الهاشمي وأياد علاوي بندية عالية وتتخللها تصريحات لاذعة من الناطق باسم الحكومة العراقية واحيانا من المالكي نفسه ..ناهيك عن خطب الجمعة من القبنجي والصغير ومقابلات فضائية فورية لسامي العسكري وقنديل والأديب عباس البياتي وغيرهم للتعليق على كل توجه او كلمة صادرة عنهم ..وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمصالحة الوطنية المزعومة وموضوع الأقاليم واستئثار الأئتلاف بالسلطة ؟ هل يمكن القول ان السبب يعود لتمسكهم بسياسة ( نحن وايران اولا..وما كو زعيم الا المالكي ثانيا !) وهم لا يسمحون بظهور قيادات بديلة وخاصة اذا كانت تطرح مناهج سياسية بديلة لأنقاذ العراق؟ واذا كان من ضرورة للتبديل فيمكن ان يحل الجلبي أو عادل عبد المهدي أو علي الأديب محل المالكي ! 

-       ولماذا لا يتدخل التحالف الكردستاني لتأييد الهاشمي وعلاوي وفي أي موضوع ؟ هل يمكن القول ان السبب يعود لستراتيجية الأكراد باضعاف الخصوم والشركاء لجني المزيد من المكاسب ؟

-       ولماذا لم يلبى أي مطلب من مطالبكم لحد الآن ..لا المطالب ولا الاستحقاقات المتعلقة بتسهيل تمرير الدستور ولا تلك التي حددتموها لاحقا بضوء عدد من المواقف؟ هل ذلك يعود لضعفكم أم لقوة السلطة الأئتلافية التي تستخدم لغة ( التشهير والتخوين واخيرا القتل !)؟

-       وأين حلفاءكم الأمريكان والبريطانيين وأصدقاءكم في دول المنطقة ؟ هل ان الوقت لم يحن بعد لتولد القناعة الكاملة لديكم بان التحالفات والصداقات المبنية على مصالح الشعوب هي الدائمة وان مايؤسس لغير ذلك زائل مع الزمن قصر ام طال؟

-       كان مبرر  دخولكم في العملية السياسية حسب قولكم هو ( لمنع استئثارهم بالسلطة ) ..واليوم من يستأثر بالسلطة ؟ومن هو صاحب الكلمة الحاسمة؟ وهل يحتاج مجلس الرئاسة الى ( ندوة نقاشية ) لشرح أسباب عدم تصديقه على عدد من القرارات التعسفية؟

-       هل تؤمنون حقا بوجود ديمقراطية ؟ أو لنقل بوجود توجه لتبني الديمقراطية ؟ ولماذا لم توجهون نقدا للمؤسسة التي تعد الأبن منذ الآن لحكم العراق بوجود الدكاترة خريجي فرنسا الحرة وبريطانيا العظمى وامريكا صديقة الشعوب وحامية الديمقراطية..( ومناضليكم الذين قارعوا شرعية الشعب)  ؟..هل يمكن القول ان الوقت لم يحن بعد لأتخاذ موقف حاسم من قبلكم ؟ هل تنتظرون معجزة ام انتم لا تعلمون ان النار تحيط بكم من كل جانب؟

-       ولماذا يعتبر حديثكم عن التدخل الأيراني في العراق بمنزلة الكفر؟ هل انتم تتجنون على ايران؟ الا يوجد لدى أياد علاوي من الوثائق ( منذ ان كان رئيس وزراء) مايثبت دخول أكثر من ثلاث فرق عسكرية ايرانية بتشكيلاتها الى الأرض العراقية بشكل مموه وهم الآن يعيشون كمواطنين عراقيين؟الم تطلعوا على الوثائق التي تدين ايران وعملائها يتصفية علماء واطباء وضباط وطياري العراق؟ ولماذا تستهدف ايران حزب البعث العربي الاشتراكي ورموزه وقياداته ومناضليه وافكاره ؟ ولماذا يتحول حديث الحكيم والصدر والمالكي والعامري والربيعي والجوقة المرددة من حديث هاديء و( عقلاني ) و(بناء  وحضاري ) ..يتحول فجأة الى حديث متشنج وانفعالي وسب وشتم ولطم وتخبط عندما يأتي ذكر حزب البعث وصدام ؟ هل هو الخوف من المجهول الذي ينتظرهم على  ايدي حاملي الرسالة؟ أم هو العودة الى الأصول والمنابع؟

واخيرا ..ايها السادة ..

لقد ساهمتم بالعملية السياسية ( منعا للفتنة!) حسبما تقول منشوراتكم ..والبعض منكم جاء مع المحتل ..والآخر صفق له ..والبعض ظل صامتا ..واستخدمتم نفس سلاح المتحالفين معكم ( معكم في الصباح وضدكم بالليل).. واستخدمتكم ( الشياطين الكبرى ) كوسيلة لتمرير مخططها بتدمير العراق وتقسيمه ونهب ثرواته تحت ذريعة اقرار ( كل أطياف الشعب العراقي ومصادقتها على سياسة الدولة المارقة التي تتحكم بمصير العراق) ..وسمحتم للبرزاني والطالباني ان يختاروا مايشاءوا من سياسة وتحكم وامن العراق وبدلا من ان تحجوا الى الشعب ..كان حجكم الى كردستان تتوسلون الرضا مثلما يحج اركان النظام المتخلف الحالي الى ايران ..ونسيتم ايها السادة شهداء العراق الذين تصدوا الى ايران وقاتل ابناءهم حتى الشهادة لصد العدوان الأمريكي الذي استهدف مدنكم وقراكم ومدارسكم وامهاتكم وابناءكم ..وتعلمتم باتقان لغة المجاملة وتصديق كذب الدجالين فأخذتم ( تؤيدون جرائم النظام السابق!) التي افتعلتها ايران والخونة .. وتتهجمون على قياداته ومناضليه وتأريخه ..ووافقتم على (تجريم المنتمي لحزب البعث العربي الأشتراكي ) لكي لا تزعل ايران ولا ( يتكدر مزاج الربيعي والعامري والحكيم والمالكي) ..(جرائم النظام السابق) التي تمثلت ببناء دولة العراق العظيمة وقطع يد الطامعين والمتآمرين والخونة..انتم تتباكون معهم اليوم على المجرمين الذين نالوا عقاب الحق لتآمرهم على العراق ..انكم تضعون يدكم اليوم بيد الاشخاص الذين قتلوا اخوانكم من امهاتكم ومنتسبي احزابكم ..هم نفسهم الذين قتلوا وعذبوا اسرى العراق في سجون ايران ..أليس في تنظيماتكم اليوم من كان في اقفاص الأسر الأيرانية ليحدثكم بما فعل هؤلاء الحريصون على وحدة وامن العراق؟

ايها السادة المهمشون..

ان جميع اللاعبين الاساسيين الذين صنعوا مأزق العراق ومحنة الشعب والتاريخ يعرفون ماذا يريدون.. ولديهم تسلسل لأهدافهم ..

وقوائم لأهمية اعدائهم ونسب تأثيرهم ..

وانتم ضمن قائمة الأعداء ! رغم ضحكاتهم الصفراء..

أنتم الأهداف السهلة!

قد يكون حزب البعث ورجال النظام السابق يسبقونكم في التسلسل ضمن قوائم (الأكثر عداءا لهم )..

 ولكن وحسب المعلومات التي نملكها ..فان لدى حلفائكم قوائم بتسلسل (أهمية وفائدة تصفية المتيسر منكم ) حاليا..وقد يسبق تسلسلكم كل الآخرين ..

أما نحن..ففي مواقعنا ..مواقع الحق والشهادة..لامكاتب لنا ولا تصلنا مندوبات الفضائيات ..مؤتمراتنا نعقدها في الوديان والسهول والجبال ..ومناضد الرمل المؤقتة انيسنا ..وايدينا على البنادق دوما..والله معنا ..وسينصرنا ..

 فاليوم نملك الحق في قتالهم والتصدي لهم ..نحن اصحاب المباداة..ولنا القدرة على الهجوم في أي وقت وفي أي مكان ..

وهم اليوم يمثلون أهدافا سهلة لنا ونحن قادرون ان نصل الى أي مكان ..ونتحداهم ان استطاعوا ان يصلوا الينا اليوم ..

وهذا ما لا تملكوه!

 mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 30  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  10 / كانون الأول / 2007 م