بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الرفاهية بعد تحرير العراق!

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

هذه الصورة ليست من صور ( الماضي المظلم !) الذي كان يعيشه العراق ابان (النظام السابق).. وليست مأخوذة من احدى قرى العراق النائية في الخمسينات ..وهذه المراة العراقية لا تحمل هذه الحاويات  لأجل املائها بالنفط ! في بلد النفط..

انها صورة هذه الأيام بعد اكثر من اربع سنوات ونصف على ( تحرير العراق من نظام ظالم ! وظف اموال العراق لمحاربة جيرانه وزعزعة استقرار ايران! ) ..صورة للحالة العراقية التي ستصبح مثالا يحتذى به لنمط الحياة الجديدة ( المتطورة والمرفهة والحضارية التي ستعم كل دول المنطقة!) ..صورة ( العراقي الجديد ) ..في ( العراق الديمقراطي الفيدرالي المتطور !) ..صورة الحالة التي من أجلها ( ضحت امريكا بآلاف الجنود وتريليونات الدولارات !) ..صورة الحالة العراقية بعد (حملات الأعمار التي غطت كل مناحي الحياة العراقية!)..صورة ( الرفاهية البادية على الوجوه بعد القضاء على البعث والنظام الصدامي !)..

انها صورة لأمرأة عراقية في منطقة العامرية في بغداد! وليست صورة لأحدى قرى العراق ..والظاهر ان مليارات الدولارات التي )صرفها صولاغ ( على اعمار العراق بدأت في ابعد قرى العراق ولم تصل لحد الآن الى بغداد!!..وهذه الحالة لاتختلف عن صور الحياة في مناطق بغداد الأخرى ..وكل مدن العراق ..فهذه هي الحياة التي جلبها لنا الأحتلال والذين جاءوا معه..

والصورة للمرأة العراقية وهي تبحث عن ماء للشرب!..وليس على النفط ! واذا كنا بلد النفط ولايوجد لدينا نفط..فبالتأكيد نحن بلد الماء ..وهذه هي حال العراقيين بحثا عن الماء..في بغداد والمدن الأخرى ..ومن المؤكد ان (الأمريكان!) غير مسؤولين عن هذه الحالة لأن مسؤوليتهم تتركز في ( حماية امن العراق ومحاربة الأرهابيين (الذين يشكلون تهديدا مباشرا لأمن الولايات المتحدة والعالم! ولا وقت لديهم لحل مثل هذه المواضيع التي هي من صلب اختصاص الحكومة العراقية المنتخبة ( ديمقراطيا من كل الشعب!) ..

ورئيس جمهمورية العراق غير مسؤول عن هذه الحالة لأن ( صلاحياته ومسؤولياته مقيدة!) وهو مهتم بأمور اكثر خطورة تخص دستورية حكومة الأحتلال في العراق وأهمية بقاء القوات الأجنبية في قواعد ثابتة ودائمة فيه ..

 ورئيس وزراء العراق لديه مشاغل تلهيه عن حاجة المواطن ..وأولوياته تتركز بحماية وجود الميليشيات..وتوزيع منتسبيها على أجهزة الدولة من جيش وشرطة ..وتشكيل جيش القدس ..ومحاربة وملاحقة كل البعثيين والوطنيين والشرفاء..واعداد مسودة معاهدات ترهن العراق للمحتل طول الحياة..اما هذه الأمور فمن مسؤولية الوزير المختص ..   

والوزير المختص مشغول بتوزيع التخصيصات المالية وفقا للمحاصصة الطائفية والعرقية ..وما مخصص للوزارة بعد حسم (النسب !) لا يكفي لتشغيل مشروع صغير للماء الصالح للشرب قي بغداد ! ..( لأن الوزارة تحملت موروثا مهدما من النظام السابق! ) ..وان هذه الحالة ( موجودة من زمن النظام السابق !فلماذا نؤكد عليها الآن!) واذا كان من مسؤول فهو المدير العام!..

والمدير العام المسؤول غير موجود في العراق لأنه يقضي أغلب وقته مع عائلته خارج العراق..عائلته التي لم تشاهد بغداد !..

أما مجلس النواب ( المنتخب من كل العراقيين ! ) فهم مشغولين بقوانين مهمة اخرى كقانون ( اتفاقية زيت الزيتون !) و( مخصصات اعضاء المجلس ) ومناقشة ( كيفية الأيغال بايجاد آليات أكثر ضررا لتطبيق اجتثاث البعث! )..

وهذا هو حال كل قطاعات الخدمات في العراق المحتل من اللصوص والخونة والمزورين ..في حكومة العار..

هذه هي الحالة التي وصل اليها العراق بسلطة الأحزاب التي سرقت الوطن (بانتخابات ديمقراطية وشفافة !) ..بعد ان دخلت مع المحتل وحطمت العراق وقتلت خيرة شبابه وشردت عوائلهم ..الأحزاب التي ترى في الماء والكهرباء والوقود ( ترف وتبذير !) في وقت ينتج العراق من النفط بما يحقق دخلا يزيد على (40 مليار دولار سنويا !) تذهب جميعها الى جيوب المنتفعين الذين لا يعرفون شيء أكثر من ان يكونوا أدلاء للاجنبي ..ثم اجراء عنده ..

ايها العراقيون الشرفاء ..

ياأمهات الأبطال ..

سيدفع الغزاة ..وأذلائهم الصغار الثمن غاليا..

ان يوم القصاص أقرب مما يتصورون ..وجحافل البعث ..الضمير الحي لكل فصائل المقاومة العراقية تتقدم بحزم وثبات وعزم..

وموعدنا في العامرية والسيدية وكل احياء بغداد..

ومدن العراق..

والنصر آت..

وتحرير العراق وعودة الحق الى أصحابه.. حق..

والله اكبر..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 24  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 04 / كانون الأول / 2007 م