بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الوجود الأمريكي في مواجهه جديدة في العراق

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

إن أغلب الوقائع والأحداث التي تعودنا أن نسمعها من إدارة بوش يومياً تؤكد فشل حلقات المشروع الامبريالي الصهيوني الإيراني الموجه ضد العراق وشعبه الصابر رغم كل المحاولات التي تقوم بها هذه الاداره لترقيع هذا المشروع لأنه لن يجد طريق النجاح بحكم وقوعه في الكثير من المتناقضات والإشكاليات ابتداءً من زيف مبرراته التي أرادوا تسويقها على العالم (أسلحة الدمار الشامل وعلاقة العراق مع تنظيم القاعدة) وعندما سقطت هذه المبررات تحولوا إلى نغمة تحرير العراق (من نفسه) ولما كانت الولايات المتحدة زعيمة هذا المشروع هي أكثر قوة داعمة للأنظمة الشمولية والديكتاتورية في العالم وهي كدولة امبريالية أبعد ما تكون عن الديمقراطية بل أنها أكبر قوة غاشمة في العالم تعمل بكل التفاصيل ضد حقوق الإنسان لذلك فشلت الإدارة الأمريكية في تمرير هذه النغمة الديمقراطية لاسيما عندما وجد الشعب العراقي نفسه بين فك ومخالب أمريكا وعملائها الذين جاؤوا خلف دباباتها والذين فتكوا بالعراقيين قتلاً واعتقالاً وتعذيباً واغتصاباً فبلغت أعداد من تضرر من الشعب منذ احتلال العراق أكثر من 12 مليون عراقي بين شهيد وجريح ومعوق ومعتقل ومهجر فيهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء و الشيوخ والشباب عدا ملايين من العاطلين عن العمل...وهؤلاء جزء من ضحايا الحرية والديمقراطية الأمريكية...وإذا كان هذا هو حال أكثر من 12 مليون عراقي فيا ترى من هم الذين صوتوا للاحتلال وعملائه؟

ويتحدث بعضهم عن أعمار العراق بعد أن تم تدميره بالكامـل ونهـبوا خيراته وثرواته ومن حق العراقيين بعد خمسة أعوام من الاحتلال أن يتساءلوا ما الذي تم أعماره في العراق ؟! ... ناهيك عن افتقاد الناس للأمن ولأبسط الخدمات من ماء صالح للشرب والاستهلاك الإنساني وانقطاع التيار الكهربائي وأزمات الوقود (المفتعلة) وانتشار الأوبئة والأمراض بسبب تلوث البيئة جراء أكداس ألأوساخ والأزبال عدا ما سببته الأسلحة الامريكيه المحرمة دولياً التي تحوي على اليورانيوم وغيرها من أمراض وعاهات ستترك أثارها لآلاف السنين يضاف إلى هذا وذاك ازدياد نسبة العاطلين عن العمل في كل يوم أكثر من سابقه حتى وصلت نسبة البطالة أكثر من70% من القادرين على العمل وانتشار ظاهرة الأطفال الأيتام بشكل غير مسبوق في العراق والفضائح التي ظهر بعضها بالصدفة في دور الأيتام كما انتشرت الجريمة المنظمة بشكل لم يعرفه العراق من قبل والمثير في هذه الجرائم أنها ترتكب من قبل الذين جاءوا مع المحررين الأمريكيين (الأحزاب العميلة من جماعة ألجلبي والمالكي والحكيم والجعفري وعلاوي ومن لف لفهم) وبالتعاون والتنسيق مع المسئولين الأمريكيين.

وبعد خمسة أعوام من الاحتلال بدأت الغيوم التي كانت تحجب العراقيين عن رؤية الحقائق تزول فأصبح كل مواطن عراقي حتى وإن كان بسيط...يدرك الأهداف والغايات التي حاول المحتل وعملائه ترسيخها، ومنها مهزلة الانتخابات والتصويت على الدستور الصهيوني حيث تم تمريرهما بطريقة دراماتيكية مثيرة للجدل والشبهات... ومن خلال الزوايا المظلمة التي عتم عليها المحتلين وعملائهم... فتلك الممارسات المهينة للديمقراطية ولحقوق الإنسان جرت وسط أجواء دعائية جند لها كل المطبع الدعائي الامبريالي الصهيوني الإيراني وكانت وسائل الإعلام تظهر أشياء ومعلومات مفبركة تناقض تماماً ما كان يجري في الواقع الفعلي ...فوسائل الإعلام لم تنقل سوى الصور التي تنسجم وتمرير الطبخة فالمحتلون وعملائهم تفننوا في تمرير المهازل الانتخابية...ولكن هل استطاعوا أن يقطفوا الثمار التي منوا أنفسهم بها في كل مافعلوه؟

إن الأحداث تتسارع في العراق والمنطقة والعالم بشكل يصعب على الكثيرين سبر أغوارها وهذا ما يعطي للامبريالية الامريكيه والكيان الصهيوني وبعض الانظمه العربية الداعمة لهما ألفرصه لتمرير كثير مما يسئ لقضايانا في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال والمثير أن هناك قضايا تطفو فجأة على السطح لتختفي قضايا أخرى تبعا لمصالح وأهداف الولايات المتحدة الامريكيه والكيان الصهيوني والغرب وكلها تقوم على حساب وحاجات ومصالح شعوب المنطقة التي أصبحت وقودا للمغامرات الخارجية التي تستهدفهم وتنال من كرامتهم وطالت حياتهم وخربت حاضرهم وسلبت مستقبلهم.

فالعراق مثلا احتل من قبل قوى امبرياليه تتقدمهم كبيرة المجرمين أمريكا وفسح المجال لإيران لان تعبث معها في حياة العراقيين ولم يكتفي الطرفين بكل ما فعلاه بالعراق بل راحا ابعد من ذلك حينما أعطيا لنفسيهما الحق بتقرير مصير العراق أرضا وشعبا وبدأ في إجراء عدة جولات من المباحثات( ثلاث جولات منذ أيار الماضي) ويعمل عراب الاحتلالين الأمريكي والإيراني العميل المزدوج عبد العزيزاللاحكيم على إقناع الجانبين لإجراء لقاء أخر بينهما في شهر كانون الثاني القادم.

ومن المثير أن الأمريكيين كثيرا ما يعيدوا تكرار طرح بعض الأمور التي سبق وان استهلكوها سابقا وهذا يثبت حجم المأزق الأمريكي وما يتعرض له مشروعهم من إخفاقات في العراق ومنها على سبيل المثال لاالحصر التصريحات الرنانة ضد سوريا التي تتهم بإيوائها عناصر داعمة للإرهاب في حين تصدر تصريحات أخرى مناقضه تؤكد على تعاون الحكومة ألسوريه في مجال مكافحة الإرهاب مثل إشادة بتريوس قائد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق بتعاون الحكومة السورية مع الأمريكيين ومنعها تسلل الإرهابيين من أراضيها.

لقد انقسم العملاء على أنفسهم لاسيما بعد انفضاح جميع نواياهم الخبيثة وأصبح المواطن العراقي يتندر عليهم بالقول والفعل والأمثال الشعبية حتى أصبحوا جميعهم مثار سخرية للمواطنين العراقيين بما فيهم أولئك الذين ساروا في ركابهم بعد احتلال بغداد في 9/4/2003 ... فهؤلاء المجرمين عاجزين عن أن يتفقوا على تسيير حكومتهم الهزيلة فكيف سيتفقون على بناء البلد وهم الذين أظهروا عوراتهم عندما كذبوا على الشعب بحجة أن المشاركة في إنجاح الانتخابات سوف تؤدي إلى رحيل المحتل ولكنهم ارتدوا بأقوالهم وأفعالهم فبدل أن يطالبوا برحيل الاحتلال أخذوا يتسابقون بدعواهم إلى ضرورة بقاء المحتلين ليس حباً فيهم حسب بل لسبب أكثر أهمية وهو لحماية أنفسهم من غضب العراقيين ومقاومتهم الباسلة فهؤلاء العملاء لا يستطيعون حماية أنفسهم إلا بوجود قوات الاحتلال وليس أدل على ذلك من تلك ألاتفاقيه ألمذله التي وقعها المالكي مع سيده بوش والتي ستتيح للاحتلال البقاء في العراق عشرات السنين عدا مصادرة حريات العراقيين وسرقة ثرواتهم.

لقد أصبح هؤلاء العملاء الأقزام مثار سخرية الناس بأفعالهم العجيبة وجرائمهم اليومية التي يرتكبونها ضد العراقيين لاسيما (فيلق غدر وحزب الدعوة وبقية الشلل والملل المجرمة) عدا ما يقترفه المحتلين في كل لحظة من قتل وسلب واعتقالات وسرقات ضد العراقيين...وما موقف عشائر الجنوب الاخيره من الاحتلالين الأمريكي والإيراني إلا مقدمات صحيحة للمرحلة ألقريبه القادمة التي لابد وان تشهد توسعاً أفقياً وعمودياً في العمليات البطولية لأبناء العراق و مقاومتهم الوطنية المسلحة لاسيما في مناطق الفرات الأوسط والجنوب والشمال ولن يعود هناك مكان آمن أو مستقر في العراق لعدو ومحتل و عميلً فالعراق أصبح جهنم واعدة لكل أعدائه ومغتصبيه ولكل من أسهم أو شارك بجريمة احتلاله أو تدميره أو قتل أبنائه....

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م