بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

معجم (جمهورية المنطقة الخضراء)

 12- سوق الشعارات الإنتخابية

 

 

شبكة المنصور

الدكتور عبدالستار الراوي

 

سوق الشعارات الإنتخابية

تنوعت الحملات الإنتخابية لأحزاب العملية السياسية , مثلما تنوعت شعاراتها المكتوبة ونداءاتها الحركية , واستخدام مهرجو المرشحين كل أشكال الدعاية وأساليب جذب الأصوات : بالرشى , والوعيد , والتهديد , وبالإحتيال علي الناخبين نحو الوعود الملونة , والعهود المؤكدة , وهي تضفي علي رموزها صفات الملائكة والقديسين من ذوي القدر العليّ والنور البهيّ ,الذين سيجعلون من العراق جنة المأوى , ,لا يجوع فيها مواطن ولا يعرى , وسيجد فيها كل ما يشتهى و يتمنى , فقطوفها دانية , من الماء العذب , والكهرباء المتصلة ,والوقود الوفير والعهد السعيد .

وتوزعت المنابر السياسية , إلي الإتجاهات الإيديولوجية الآتية :

1- اللاهوت السياسي أو ما يعرف بالإتلاف الذي حملت قائمته ثلاث خمسات (555) , حيث إقترنت دعايته الإنتخابية بالوعد الدنيوي والوعيد الأخروي ,

- ( من لا ينتخب (555) فليتبؤ مقعده من النار ) .

- ( من لم يدل بصوته لقائمة (555) لن تبرؤ ذمته ) .

- ( من لا ينتخب (555) تحرم عليه زوجته ) .

2- الليبرالية الجديدة (القائمة العراقية) , التي كان شعارها :( رجل واحد : إياد علاوى ) أختلف فيها العراقيون , من المقاطعة المطلقة , الى من عدها أفضل السيئين , فيماإعتبرها آخرون بأنها تشكل قنطرة للعبور الموقت للخلاص من كارثة الطائفية التي كانت البضاعة الفاسدة الوحيدة لعموم الأحزاب الدينية , التي تحالفت فيما بينها بالتنسيق وبالتآمر والتزوير لهزيمة علاوي حسب رأي بعض المراقبين .

3- شيوعية الرفيق حميد مجيد على الطريقة الأمريكية والملائية معا , التي يصفها العراقيون : (بأنها عدوة الفقراء والخصم الأول للطبقة العاملة) , وقد رفعت القائمة شعار :( وطن حر وشعب جديد ) .

4- حزب ( محسن عبد الحميد) الإسلامي : الذي أعاد إحياء مقولات الأخوان المسلمين :

الله غايتنا , محمد قائدنا . الموت في سبيل الله أسمى أمانينا. الذي نشر بين أعضائه : ذريعة ( المرجئة ) في تبرير موقفه من العدوان الأمريكي , فقد أفتى بعدم جواز الجهاد ضد قوات الإحتلال في الوقت الحاضر , إنتظارا لما قد تسفر عنه الأيام , ولعل مواقف الحزب داخل المجلس الإنتقالي وطبقا لمحاضرجلساته تؤكد إنزلاقه الى صف العملية الإحتلالية والطائفية , شأنه في ذلك شأن الإتلاف وأضرابه .

5- جبهة التوافق : التي وصفها الشارع العراقي بإسم (جبهة الحدّ الأدنى ) ذات النداءات الإنتقائية والتوفيقية ,

ملاحظات :

1- المراقبون المحايدون الذين تابعوا حملات الدعاية الإنتخابية , وم أطلق فيها ومن حولها من شعارات ونداءات , قرروا بأن أياً من هذه القوى المتنافسة جبهات وأحزاباً لم يقترب أي طرف منها من المعاضل الحقيقية التي يعاني منها المواطنون , وقد أخفقوا جميعهم في الإقتراب من هموم العراقيين , وإن العملية الإنتخابية قدمت مشاهد لصراعات وضيعة شبيهة بالثارات الشخصية والحزبية , وإن حمى الفوز, و اللهاث وراء (المقاعد البرلمانية) و(الوزارية) , كان لها الأولوية علي ماعداها من أوجاع الناس , ومطالب الشعب.

2 - لم يجرؤ أي من دعاة العراق السعيد في ظل الإحتلال البليد أنْ يدعو في برنامجه الإنتخابي الى طرد العدو الأمريكي الذي إعتبرته غالبية القوائم الإنتخابية محررا وصديقا للشعب العراقي , وهل بوسع من ناصر العدو ووقف الى صفه وأخذ على يده في ذبح وقتل مئات الالاف أنْ يستبدل هوية الدليل الذليل بموقف وطني , وهوالذي يعد تدمير العراق وتقتيا وتشريد أبنائه هبة أمريكية تطوق أعناقهم بالوفاء لرب البيت الأبيض الى آخر يوم في حياته وأحفاده من بعده

3- كان الشغل الشاغل لمرشحي القوائم , هو كيفية ضمان الظفر وتحقيق الفوز على الأطراف المتنافسة الأخرى , وهو أمر إيجابي ومحمود , لولا أن كل طرف من هذه القوى حوْلّت المنافسة , إلي (مناكفة ) و (مقاتلة) بعد ان قام الأتباع ( الشقاوات) من هذا الحزب بالإعارة علي الحزب الآخر , وتولي أنصار جبهة (أ) ومليشياتها بالإنقضاض علي الجبهة (ب) , والاعتداء علي مسلحيها , وتبادلوا الاتهامات فيما بينهم .
4- رغم وجود حراسات مشددة حول مكاتب ومقار الأحزاب , والجماعات السياسية , لا ان الكثير منها تعرض لغزوات نهارية وليلية إستخدمت خلالها كافة أنواع الأسلحة وسقط العديد من الضحايا .

5- أزالت أيدي الأنصار والأتباع والجماعات المسلحة مئات اللافتات والشعارات والصور , وتم حرق بعضها وأتلاف وتمزيق البعض الآخر , تعبيرا عن ديمقراطية العراق الجديد ؟!!.

6- لوحظ أن ثمة ماكنات لا تكف عن الثرثرة بكلاميات النزاهة والحرية والديمقراطية في وقت كانت تدور معارك حامية الوطيس بين أعضاءهيئة النزاهة أو المفوضية العليا للإنتخابات التي تقاطعت تصريحات أعضائها , بين التزوير والنزاهة وفضح المراقبون لعبة المفوضية التى لم تصمد طويلا بعد ذاعت أخبارصراعاتها بين الناس وإنها ليست إلا وسيلة من وسائل تنفيذ المشروع الامريكي في العراق فضلا عن وجود جيوب موالية لإيران في إداراتها , وقد أدت السيولة المليو-دولارية الى إرتفاع سقف الصراع الى مستوى الفضائح في وسائل الإعلام عبر التصريحات النارية والبيانات البلاغية ,

قال الشارع العراقي : إن الضجة السائدة في صفوف المفوضية وتلويح البعض منهم بالإستقالة , تعود أسبابه الى خلافات كثيرة , من بينها وأهمها , خلاف المسؤول الاول هع بعض نوابه ومساعديه في إقتسام الغنائم والأسلاب , مما أفضى الى تفرق الجمع النزيه المحايد ؟!!!!, الى منابر شتى يتهم أحدها الآخر , طبقا للولاءات الحزبية والطائفية , وقد أخذ كل عضو من أعضائها يكيد للآخرويحاول الإيقاع به . وقد فرّ العديد من (النزهاء)!! , خارج العراق بعد أنْ إصطحب معه الجمل بما حمل من الأموال والأسرار.!!

7- ليس المهم كيف جرت عملية الإنتخابات ؟!, أو لماذا لم تفتح مراكز إنتخابية في هذا القطاع أو ذاك ؟!, أو لماذا غيبت مئات الصناديق عند عمليات فرز الأصوات ؟! , أو تحت أي تفسير اتخذ قرار حجب حق التصويت لهذا الطرف أو ذاك ؟! ,

ذلك أن الأمر الأكثر أهمية هنا لا يتعلق بنزاهة هذه (العملية الديمقراطية) !!! , ولا صلة بما قيل عن الاختراقات التي يصعب حصرها في الأقضية والنواحي والمراكز الحدودية , هذه أمور تتضاءل حيال الصوت الوطني الذي إرتفع ضد الضجة الحكومية المفتعلة عن إسطورة الإنتخابات والذي وضع حدا فاصلا لإكاذيب أبطال الديمقراطية الجدد .

عندما بدأت تمتلئ جدران المدن بصرخات الشعب الموجوع والتى تحث شعاراتها على مواجهة خديعة الإحتلال والأحزاب واللصوص الذين مرروا أكبر عملية نصب في تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة الوطنية الحديثة .. وإن الطريق البديل لإيقاف هذه المهزلة ووضع نهاية مؤكدة لمآسيها هو تعزيز الفعل الوطني المقاوم للاحتلال, والعمل على تحرير الوطن من كل مظاهره وآثاره , ومن أجل عراق ينعم مواطنوه بالحياة الكريمة والآمنة يتعين علينا تجديد الدعوة الى ضرورة توحيد القوى الوطنية التي تضم مناضلي الشعب كافة ,

لم تكن لغة الجدران التي إنتشرت في البلاد في منأى عن الأصوات الشجاعة وهي, تصرخ في وجه حكومة أحزاب الإحتلال وجعاً وغضباً وإحتجاجا :

- ( المرضي والأطفال يستصرخون الضمائر الحية لتوفير الخدمات ) .

-( كفانا مهانة , وكفانا سكوتاً , فنحن شعب حطم القيود ).

- ( طالبتمونا بالإنتخابات ونطالبكم بالخدمات ) .

- ( كفاكم ثرثرة وكلاماً , نريد أفعالا ) .

- ( شمعتكم أحرقت قلوبنا , أين حقوقنا ) ؟! .

8- تحولت الشعارات الغاضبة إلي حشد , تنامي إلى تظاهرات شقت طريقها صباح يوم 27/8/2006 طافت حول الأمام موسي الكاظم , وهي تندد بتردي الأوضاع الأمنية وتدعو سلطة (العراق الجديد) ؟!! إلى إيجاد حلول عاجلة بدلا من الوعود الجوفاء وأكاذيب الناطق الرسمي .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين /15 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 24 / كانون الأول / 2007 م