بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وعـــي البعــث ... وبـعــث الـوعــي

 

 

شبكة المنصور

الوعي العربي

 

كم حاولنا من قبل مراراً أن نكتب عن دور حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بوصفه إحدي فصائل المقاومة في العراق إلا إننا ألينا علي أنفسنا أن نخوض في أمر من الأمور الداخلية بوصفنا منبرا قومياً عروبياً خالصاً و علي إعتبار أن حزب البعث في العراق يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام الحكم السابق و حتي لا نتُهم بأننا نوالي حزباً معيناً أو فصيلاً بعينه كما إننا لم نود أن ندعم أو نتبنى فصيل من فصائل المقاومة بعينة وحتي نكون علي حياد تام فإننا نتنني كل من ينهج فكراً أو عملاً من أعمال المقاومة التي تقاوم الإحتلال وأذنابه.

إلا أن ما دفعنا هذه المرة لان نكتب عن موقف حزب البعث العربي العراقي المقاوم هو هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها هذا الفصيل المقاوم من عملاء الإحتلال ومحاولة النيل منه ومن القاعدة العريضة التي تنتمي إليه من أبناء العراق الشرفاء كما أن ايضاً العامل الأساسي الذي دفعنا إلي الكتابة عن البعث بصفته فصيل مقاوم هو أن البعث كان متواجداً علي أرض الحدث قبل أي فصيل آخر من فصائل المقاومة .

وقد إستمعنا في الأسابيع الماضية عن قيام بعض الذين يتم حسابهم علي البعث بان هناك مفاوضات تجري بين المحتل وعملائه للإعتراف والمشاركة في العملية السياسية وقد أكد حزب البعث العربي الاشتراكي رداً علي هذه الإفتراءات بأنه لن يقبل آي مفاوضات أو إقامة أي حوارات مع العدو المحتل وعملائه أومساعدته في العملية السياسية الفاشلة والبغيضة في العراق وأكد البعث علي أنه يجاهد مع المجاهدين ويقاوم مع المقاومين ويحدو ركب الحركة الوطنية نحو التحرير الشامل لكل أرض العراق وانه لن يتجاهل دور القوي الرافضة والمناهضة والمقاومة للإإحتلال ومشاريعه وانه حريصاً كما كان حريصاً من قبل الغزو علي وحدة جهود القوي الوطنية والقومية الرافضة للإحتلال

 . نحن كما قدمنا سالفا لا ندعم أو نتنني أو ندعم طرف مقاوم دون الآخر فنحن لا نؤكد علي قيام البعث وحده بدور المقاوم في بلاد الرافدين دون الشرفاء من أبناء العراق الأخرين الذين يدفعون الأعداء بأرواحهم، ودمائهم من أجل أرض، وعرض، العراق ، كل العراق، إلا أن كما أسلفنا أن البعث هو الوحيد الذي كان موجوداً إبان الغزو والإحتلال و الذي يتعرض للتشويه كما حال كل فصائل المقاومة في العراق وبغض النظر عما كان يقال عن البعث جهلاً أو بقصد عن دور هذا البعث في إثارة النعرات والإنفراد بالسلطة في العراق فنحن نعلم تاريخ العداء الطويل الذي تعرض له هذا النظام البعثي العراقي منذ تأسيسه من قوي دولية واقليمية معادية لم تهدأ منذ قيام ( ثورة 17 تموز( بقيادة الرئيس صدام حسين إلا أن كل المحاولات التي تعرض لها البعث إصطدمت بجدار قوي صلب من أبنائه أبناء العراق وما زال هذا الهاجس المُرعب من البعثيين الذين هم في الأساس أبناء وشعب العراق يشكلون خطراً ايديولوجياً لكل من الإحتلال الأمريكي والفارسي لعلمهم بان البعث هو أحد فصائل المقاومة التي تملك مشروعاً وطنيا خالصا.

فموقف البعث هو الموقف الثابت و الحازم من الإحتلال بالفعل والعمل والقول كبقية كل فصائل المقاومة الشريفة والوطنية المجاهدة منذ أن كان الإحتلال مجرد مشروع و قدم البعث ومجاهدوه أزكي وأغلي التضحيات وذلك رفضاً للإنصياع والتهديدات، الأمريكية، والصهيونية ، وكان الرئيس الشهيد أول من خطي خطوات العزة والكرامة في ميدان البطولة، والشهادة ، مفتديا بنفسه شعبه، ووطنه، فكان أول من تخلي عن كرسيه الحزبي والرئاسي والإنتقال إلي خندق المقاومة والجهاد وقد كان من أول من قدم أبنائه وأحفاده وفلذات كبده إلي ميدان الدفاع عن أرض وعرض وشرف العراقيين كما أن البعث، والبعثيين، كانوا أول من زُج بهم في سجون ومعتقلات الإحتلال وأذنابه من المستعرقيين الفرس بعد أن رفضوا أن يشتروا أنفسهم وحياتهم بثمن رخيص مقابل الإبقاء عليهم علي قيد الحياة ومنهم من يعاني من أمراض كثيرة، وخطيرة تستلزم علاجا خاصا بل ووصل الأمر بالإحتلال وجواسيسه من المستعرقين الجدد إصدار أحكام بالإعدام علي البعض منهم عن طريق محاكم هزلية عبثاً أن نطلق عليها محاكم انتقاماً منهم ولمواقفهم البطولية، والعربية، والقومية ، فمن يشكك في ضمير هؤلاء الأبطال من البعثيين، الوطنيين، والقوميين، فهو واهم فهم في حقيقة الأمر هم في الأصل عراقيون شرفاء، أتقياء وأتقياء، لم تلطخ أياديهم بالتعاون مع الغزاة الصهاينة فمن قدم حياته في رضا، وطواعية، وتصدي لهؤلاء الطغاه العتاه في الإجرام بوصفه عراقياً أو بعثياً يكون هدفه واحد وهو التصدي للإحتلال وأدواته العميلة التي آتت معه فاديا بحياته شعبه وتاركاً كل مظاهر الحياة والرفاهية بينما الخونة والعملاء يجدون في الإحتلال نعمة من الله تحفظ رقابهم وكراسيهم من الضياع وهاهو اليوم نجد المالكي ومن علي شاكلته وأتباعهم من حكومة البرتقالة يستجدي الإحتلال والصهاينة البقاء في العراق .لقد كان بإمكان زعيم البعث والبعثيين أن يهربوا من المواجهة المحفوفة بالمخاطر ويلوزوا بأنفسهم وما إكتنزوه من ثروات وأموال أشاع المحتلين وعملائه بانهم جمعوها من دماء الشعب لتامين حياتهم ويفروا بها إلي أقرب منفي يأمن لهم حياة البذخ التي يعيشها أي عميل يرفض المواجه ، إلا أن الأبطال يرفضون الفرار من ميدان المواجهة ويفضلون البقاء والمقاومة ومنهم من فضل الإعتقال والسجن في غياهب سجون فرعون وهامان عن مد يده اليهم رافضين مجرد فكرة الهروب وواجهوا مصيرهم بكل شرف، وعزة، وكرامة، في ميدان المقاومة، مروراً بميدان المقاومة أمام المحاكم الهزلية، والعبثية، التي تنفذ بأيادي عراقية ويديرها الصهاينة والفرس الذين وجدوا في هؤلاء الأشراف المقاومين ضالتهم لكي يتشفوا بهم إنتقاماً من عروبتهم مخالفين كل الأعراف والمواثيق القضائية في العالم ويستمر هؤلاء العراقيون البعثيون او البعثيون العراقيون في إعلان الجهاد دون كلل، أو تعب ، وكان علي رأسهم القدوة، والبطل الرئيس أبو عدي الذي لم يسمح للتعب أن يحل بجسده، أو بروحه، وظل ماضي العزم حتي اللحظات الأخيرة من عمره يدفع ثمن مواجهته لقوة عاتية، جامحة، شريرة ، جاءت لتخطف حرية شعب، وثروة، أرض من أجل السيطرة وفرض الأمن للدولة العبرية إسرائيل.أن الأبطال يفضلون الموت في سبيل الأرض، والعرض ، علي حياة الإستكانة و المهانة والذل فالبعثيون لهم شعبية جارفة بين العراقيون اليوم في ظل الاحتلال وإلا ما كانت كل هذه الأهوال التي يتعرض لها كل يوم علي أيدي ميلشيات الموت، و الغدر، التي تشرف عليهم وتدربهم أيادي أمريكية، وصهيونية، وفارسية، كما الكلاب المسعورة التي تنهش في جسد فريستها وذلك للقضاء علي كل المشاريع العروبية، والقومية ، والتي أفرزها المحتل وأذنابه لحقدهم علي كل ماهو عربي . كذلك كان لبعث ما بعد الإحتلال مصداً للنفوذ الإيراني المتزايد مما أكسبه شعبية جارفة وبذلك يكون العراقيون قد أيقنوا أن البعث هو الوحيد الذي يحمل مفتاح الحفاظ علي وحدة العراق ، وموارده ، وثرواته ويحقق الأمن، والأمان، التي يفتقدها عراق اليوم وبإجراء مقارنة بين من كانوا يوما ما ضد البعث وما وصلوا إليه اليوم من أهوال لكانت المقارنة ظالمة وبذلك يكون العراقيون أيقنوا أن " بعث الوعي " هو الأمان لهم حتي أن عملاء الإحتلال والذي نصبهم قيادات لهذا البلد اليوم يطالبون بإلغاء قوانين إجتثاث البعث ودمج الضباط السابقين في الجيش العراقي الموالي للإحتلال وعودة الموظفين، والمعلمين ، إلي دوائرهم الرسمية وحتى قادة الإحتلال الأمريكي باتوا يدركوا أن "عودة البعث " للعملية السياسة هو الوحيد القادرعلي ضبط إيقاع الدولة في العراق بما يمتلكه من خبرات سابقة في الوقت الذي فشلت فيه هذه الحكومات الكارتونية، والبرتقالية من تحقيق أي تقدم للبلاد سوي ما قدمته من خراب، ودمار، وموت، وسرقات ،وتهجير ،واغتصاب ، علي الرغم من تقديم الدعم السياسي الدولي لهم ولكنهم لا يفقهون أن " وعي البعث" أيقن للمحاولة الأمريكية الصهيونية الفاشلة والإلتفاف علي ثوابته الوطنية وقام بتحديد برنامجه الوطني تحت راية الجهاد والتحرير ومن أهمها إنسحاب المحتل الأمريكي الكامل من أراضي العراق، وإطلاق سراح جميع المعتقلين ، والأسري، وإلغاء العملية السياسية الجارية، في ظل الإحتلال ولذا تحاول الإدارة الأمريكية ، وعملائها المستعرقين ، في زرع بذور الفتنه بين أطراف الشعب العراقي وإستخدام ورقة الخيانة من أطراف بعثية للقضاء علي الخط العربي، القومي الموحد ، ونجاح المشروع.

تحية إلي كل أبناء العراق من بغداد المنصور ، والموصل ،والبصرة ، والديوانية، والنجف ، وكربلاء، وتل عفر، وحديثة، والأنبار، والرمادي، والفلوجة الصامدة المحاصرة حتي اليوم ، وصلاح الدين، والعوجة ، والدجيل، وتكريت، وكركوك، والقائم، والمدائن، وأم قصر المرابطين، وكل أبناء العراق من الشمال ، إلي الجنوب، ومن الشرق، إلي الغرب، تحية إلي أبطال العراق وممن قادوا البلاد ضد الطغيان والإمبريالية الأمريكية في تصديهم لمغول، وتتار العصر، وتحية إلي أبناء وأبطال العراق وممن يقاوم، ويقاتل ، ويقود المقاومة ضد المحتل ، الغاصب وأذنابه، لا فرق بين بعثي يقاوم في سبيل الوطن والأرض وبين مقاوم حر شريف يرفض الذل والهيمنة وإحتلال أرضه، وإغتصاب ، ونهب خيراته، وثرواته. فكل من يقاوم هذا المشروع يستحق أن نقبل رأسه وجبينه فيكفي أن هذه المقاومة هي التي أهانت جيش أكبر إمبراطورية عنصرية في العالم وجعلت من جنودها جرزان مزعورة أمام رجالها الأبطال وأجبرت الشيطان الأمريكي الأكبر علي التراجع عن مشروعه الكبير وحولته إلي أكبر مخادع، وكاذب ، وقاتل ، في نظر شعبه والعالم كله وسوف يخرج عملائه ، وأذنابه ، مدحورين، مهزومين ، ومنتحرين، علي أسوار بغداد والله أكبر وعاشت كل فصائل المقاومة العراقية ورجالها الأبطال وعاشت فلسطين من النهر إلي البحر وعاش العراق وليخسأ الخاسئون

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة /  20  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  30 / تشــريــن الثاني / 2007 م