بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

مبروك للعراق بطولات المقاومة وخلود الشهداء

 

 

شبكة المنصور

الأستاذ الهادي المثلوثي

 

لم يكن العراق غير وطن الشهداء عبر العصور ولن يكون للعراق غير النصر على الغزاة مهما طال أمد الظلم والجور. ما يؤلم في العراق كثير وما يعيد الأمل أكثر وما ويعزز الإيمان ألف مرة أكبر. بالأمس عيد الشهيد واليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أبي الشهداء شهيد الحج الأكبر رئيس العراق ورمز وحدته وعنوان قوته ولم تكن قوافل شهداء البعث ونظامه وشهداء المقاومة لتتوقف كما هي النجوم والكواكب في تواليها وسيظل مجد العراق يبنى في السلم والحرب ويشاد عاليا بالفداء والوفاء رغم كيد الحاقدين ومكائد المغرضين ونقمة الخونة والمرتدين وبشاعة الاحتلال. فشمس الرافدين ما انفكت عبر التاريخ تضيء درب الإنسانية وعطاء أسود العراق بلا حدود وإشعاع بطولاتهم بلا مغيب. تكالبت قوى الشر واستجمعت كل أساليب الانتقام والتنكيل والتقتيل فازداد أحرار العراق سموا واقتدارا على قهر الأعداء وتعطيل مخططاتهم وحق فيهم القول أنهم فعلا {خير أمة أخرجت للناس} تأبى الاستسلام للمحتل وتذود عن الحق بقوة الصبر وصلابة الإيمان. فهذا صدام يلقن حكام النكبة العربية والعملاء معنى الرجولة وسمو المبادئ والتضحية من أجل الوطن وكرامة الأمة وحق فلسطين، فلا ساوم ولا تنازل ولا ضعف أمام محاكميه وقاتليه بل سما من بين أيديهم لينال الشهادة بأنه الأجدر بالرجولة والبطولة والخلود. وها هي الدنيا تشهد له بالشجاعة وقوة الإيمان وعزة الانتماء وها هم الأحرار والأوفياء ومن سلكوا دربه يحتفون بذكرى استشهاده ويكرمون ذكره فهو أكرم شهداء العصر.

وها هي المقاومة العراقية تخوض أكبر ملحة في التاريخ الراهن وتذيق المحتل الإنجلوأمريكي الصهيوني والفارسي وأعوانه مرارة العجز عن إدارة مغامرته ويستجدي الدعم ذليلا للخروج من ورطته.

فلا المحتل أمّن مصالحه وقلل خسائره ولا المالكي ملك زمام مصير حكومته ولا الطلباني حقق مطالبه ولا البرزاني وثق في غريمه ولا الحكيم استحكم في شيعته الصفوية ولا مقتدى اهتدى الى صواب نهجه ولا الشلبي نال مراده ولا السيستاني خرج من مرقده. الكل في الوحل سواسية وسفينتهم في المستنقع راسية بلا أشرعة ولا بوصلة. ظل الجميع يمعن في جرائمه لأن ليس لديه ما يقدمه غير المزيد من {الفوضى الخلاقة}. لم يدرك هؤلاء أن عراق الحضارة لا تحكمه العلوج ويستعصي على غير أبنائه المخلصين وأن شمس الرافدين تحرق الغزاة وتشل حركة الزعماء المزيفين والقادة الضعفاء. فمتى يدرك هؤلاء أن لا مكان لهم في أرض صلاح الدين وأن لا معنى لهم أمام شعب أنجب صدام حسين ونال العزة والشهامة بقيادته؟.

ونحن نحيي الذكرى السنوية الأولى لتكريم وتخليد أبي الشهداء ورفاقه نبارك للشعب العراقي الأبي المجاهد عيد الأضحى وعيد الشهداء الخالدين. ونحن نستذكر قمم التضحية والعطاء لا نجد متسعا من الوقت للبكاء على الفواجع لأننا أمة لا تحزن بل تقيم محافل تقديس الشهداء. وانتصارات المقاومة المتلاحقة وترنح الأعداء تغنينا عن المكابرة وتقيم الدليل على أن نهج التحرير والجهاد هو نهج الحياة الكريمة وقدر الأمة العربية أن تستمر في مقاومتها إلى أن تحقق بالنضال وحدتها وحريتها وسيادتها وتقيم العدل وهو أساس استمرارها وقوتها. والمقاومة العراقية تقاتل نيابة عن الأمة كلها والواجب علينا دعمها ومن حقنا الافتخار بإنجازاتها وتخليد شهدائها وهم أكرم منا جميعا بل هم الدليل على أننا خير أمة لا تستكين للذل ولا تقبل بالظلم والاحتلال. أما المستسلمون والعملاء والحكام الساقطون والنخب المنبتة فهم الزائلون وقوى المقاومة والجهاد باقية تدفع بإرادة الأمة الى عنفوانها وتفتح آفاق انبعاثها دون كلل ودون يأس. الأمة ليس بعددها وإنما بقوة الإرادة ولو في القلة منها والقوى المجاهدة في الأمة ليست قليلة والنصر ليس مستحيلا وإن كانت جبهة الأعداء ممتدة وأكثر عتادا وعدة. يكفي صمود المقاومة الفلسطينية ويكفي صولات المقاومة العراقية للدلالة على أن العرب على الرغم من تمزقهم وقلة وسائلهم وتخاذل حكامهم وقوة أعدائهم فهم بقلة قليلة من المقاومين المؤمنين قادرون على تحطيم أحلام العدو وتعطيل مشاريعه وإلحاق الخسائر به.

فتحية النصر لرجال المقاومة في بلاد الرافدين وفي فلسطين وفي عربستان وفي كل شبر من الأرض العربية.

هنيئا للعراق شموخ أبنائه الأحرار وهنيئا لهم التمسك بالوحدة الوطنية وبمشروح الجهاد والتحرير.
العزة والخلود لشهداء فصائل المقاومة العراقية البطلة وشهداء النظام الوطني القومي.
التحية والبيعة لشيخ المجاهدين عزت إبراهيم قائد المقاومة وحامي وحدة العراق.
الرحمة والخلود لشهيد الحج الأكبر صدام حسين ورفاقه الميامين.
عاش العراق عربيا حر وموحدا. عاشت فلسطين حرة أبية.
وليسقط الاحتلال الأمريكي الفارسي الصهيوني والخزي للخونة والعملاء والمرتدين.

 

تونس في 18-12-2007

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م