بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 المصــالــحــــة الــوطنـــيــــــــة .... حــقــيـــقـــــة أم وهـــــم..؟

 

 

شبكة المنصور

علــي الخــزاعــي

 

نسمع عن المصالحة الوطنية هنا وهناك ويتكلم البعض ويناقش نتائج المؤتمرات الدولية واللقاءات والمباحثات الجانبية ومتابعةالرحلات المكوكية التي تقوم بها بعض الشخصيات التي تسمى (بالشخصيات السياسية ) ومنها الحكومية والتي تمكنت من خداع البعض من شعبنا العراقي الذي ينتظر نتائج هذه المؤتمرات وهذه المباحثات وجولات وزير الخارجية المنصب هوشيار زيباري وهو يتنقل ما بين بغداد وطهران وبين بغداد وعواصم الدول العربية والأجنبية ثم يرجع هذا الوزير ليطير محله المفاوض أكرم الحكيم مع أوراقه الى عمان والقاهرة ليلتقي المسؤولين في هذه الدول (وهذا الشعب كاعد ينتظر ) وكأن هذه الدول هي التي ستحدد مصير العراق وشعبه. وقد نسى البعض أن هذه الدول منها من أشترك في جريمة أحتلال العراق وقتل شعبه عندما قررت هذه الحكومات مساعدة قوات الأحتلال من خلال مرور هذه القوات بأراضيها أو أجوائها أو مياهها الأقليمية لتعبر هذه البوارج وحاملات الطائرات والأسلحة الثقيلة هذه الدول وتحتل العراق .

ولكن هل سألت حكومة المالكي نفسها ... مع من ستكون المصالحة الوطنية ..؟

هل ستكون مع خصومها داخل ما يسمى بالعملية السياسية (داخل الحكومة والبرلمان )....؟

أم ستكون المصالحة مع الأحزاب المؤتلفة أمس والمختلفة اليوم ...؟

أو ستكون المصالحة مع فصائل المقاومة الوطنية والقومية والأسلامية التي تقود المعركة ضد قوات الأحتلال وحكومته المنصبة ...؟

كل هذا يضعنا أمام سؤال لمن المصالحة الوطنيـة..؟

فأذا كانت المقصود بها الكتل والأحزاب السياسية المنطوية تحت مفهوم العملية السياسية سواء كانت في الحكومة أو البرلمان فهذه طامة كبرى لكون أن الحكومة لم تتفق فيما بينها فكيف تستطيع أن تدير مؤسسات الدولة العراقـــــيـــــــــة ...؟

أن الأختلافات التي نشأت داخل الكتل والأحزاب فيما بينها هي أختلافات مصلحية وحزبية وطائفية وأنها لم تكون وفق مفهوم الوطنية الذي يتصوره البعض الواقع في الوهم بأعتبار أن الوطنية هي الهدف المنشود الذي جاءت من أجله هذه الأحزاب مع قوات الأحتلال . فالمباديء والقيم والشعور الوطني وغيرها وضعت في شعارات وملصقات ودعايات الحملة الأنتخابية ولم يجد هذا الشعب المغلوب على أمره أي من هذه الشعارات (الرنانة ) لأن ضاعت وتمزقت تحت أقدام الناخبين .

فالجميع يتسابق وكأنه في مارثون أسمه (العراق ) وبمجرد وصوله يبدأ هذا المتسابق ( السياسي ) حسب مايسموه بالسرقة والقتل وأشاعة الفوضى وعندما تسأله

لماذا كل هذا ..؟

يجيب (هي تصفة ) .

فالخلاف بين أحزاب الحكومة العميلة هي أختلافات مادية (كلمن يحود النار الكرصته ) . وهذا الي يكول عمي يا عراق ... يا بــــ .... والكلام كثير لو تناولنا هذا الموضوع فلم ينتهي .

أما أذا كان مفهوم المصالحة الوطنية بين حكومة الأحتلال والفصائل المقاومة فهذه أضحوكة أكبر تضحك بها الحكومة على فئة المستضعفين من شعب العراق ثم تضحك على نفسها لأن فصائل الجهاد في العراق هي ليست الفئة الضعيفة التي يمكن أن تحاورها حكومة المالكي بشعاراتها المزيفة .

ففي هذه الفصائل من له تأريخه النضالي وله مكانته العلمية والثقافية بالأضافة الى مكانته الأجتماعية .

فلا يمكن أن تستطيع حكومة المالكي العميلة ان تخدعه وقد يسأل سائل من هؤلاء المستضعفين التي تمكنت منهم الحكومة المنصبة وخدعتهم بشعاراتها البراقة ليقول .. لماذا هذا الظن السيء بحكومة المالكي ...؟

ونحن نشاهد الفضائيات منها الفضائية العراقية ( طبعا هم غلطانين بالأسم هي الفضائية الطائفية ) وفضائية الفرات ( والله الفرات ودجلة بريئة منهم ليوم الدين ) .

وغيرها من القنوات التي تطبل لزمرة المالكي العميلة وفيها من يقول أن هذه الحكومة قطعت شوطا كبيرا على طريق المصلحة الوطنية فهذه الحكومة دعت ضباط الجيش العراقي السابق للعودة الى الجيش العراقي الجديد ودعت المهجرين للعودة الى ديارهم بسبب أستتباب الوضع الأمني ...الخ من الأقاويل والشعارات ( وهذا الشعب في بعض من المحافظات نايم ولا يدري بنفسه ) .

ولكن لم نسكت بعد اليوم وسنصحي من كان نائما في بعض من محافظاتنا الذين خلدوا للنوم العميق فالعراق بلد الجميع وأن الدفاع عنه من الأطماع الخارجية يقع على عاتق شعبه وأهله من الذين شربوا من مياه دجلة والفرات وعلى الجميع أن يعي ما يبغي اليه الأحتلال وحكومته العميلة الهاوية الى السقوط .

لذلك نقول أن المصالحة الوطنية هي حبر على ورق وأعلام مزيف وشعارات تسويقية لأن على حكومة المالكي العميلة والأدارة الأمريكية السيئة قبل أن تبدأ بما يسمى بالمصالحة الوطنية أن كانت جادة فعلا عليها ان تعلن وأمام شعوب العالم أن النية الحقيقية موجودة في أجراء المصالحة الوطنية مع فصائل المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها وأول خطوة تخطيها هذه الحكومة والأدارة الأمريكية هو أن تعترف بالمقاومة الوطنية العراقية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ولها الحق في أسترجاع حقوقه الوطنية المغتصبة ثم تقوم بألغاء ما يسمى بالعملية السياسية التي جرت تحت وطأت الأحتلال وحل الحكومة والبرلمان وألغاء الدستور وجميع القوانين التي شرعت في ظل الغزو الأمريكي للعراق .

فكيف ترفع حكومة المالكي شعار المصالحة الوطنية وتعلن أنها تتفاوض مع قيادة البعث والفصائل الأخرى وقانون أجتثاث البعث السيء الصيت يعملون به لحد هذه اللحظة وقد نص عليه دستورهم اللعين . وأن جرائمهم ضد شعب العراق وحزبه لم يتوقف فالأعتقالات تطال جميع البعثيين وبقية فصائل المقاومة المتحالفة مع حزب البعث والأغتيالات مستمرة لأعضاء هذا الحزب وقطع الأرزاق مستمر من خلال فصل البعثيين من وظائفهم وقطع رواتبهم ومستحقاتهم التقاعدية ....والى غير ذلك من الجرائم المستمرة التي ترتكبها حكومة المالكي .

فقطع الأرزاق وقطع الأعناق هو شعار حكومة المالكي بدل المصالحة الوطنية هذه هي الحقيقة وكل من يذهب الى عكس هذا سيكون بوهم كبير وأن الضغط الذي ولدته حكومة المالكي وسابقاتها على البعثيين وبقية فصائل المقاومة لم يولد الا قوة مضاعفة وهمة أكبر وهم يتذكرون قول الأمام علي ( عليه السلام ) ...لو كان الفقر رجلا لقتلته ولذلك على شعبنا في العراق أن يعي  لهذه المخططات والشعارات الرامية الى أضعاف الروح المعنوية والجهادية لفصائل المقاومة العراقية وبجميع تسمياتها لغرض فرض السيطرة على الميدان .

فهيهات وهيهات أن تضعف روح المقاومة وقد تحصنت بشعورها الوطني وعمق تأريخها العربي والأسلامي وهي التي ستحــدد مـــصــــيـــــر الــعــــــراق الــحــاضــر والمسـتقــبــل.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  17  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  27 / تشــريــن الثاني / 2007 م