بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بين طرابلس والرياض.. تطبيع عربي مرهون

 

 

شبكة المنصور

علي عبدالعال

 

تتحدث تقارير دبلوماسية وإعلامية بشأن جهود مصرية لم يحالفها النجاح بعد، لجمع كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الليبي العقيد معمر القذافي على مائدة واحدة، من أجل إنهاء حالة القطيعة والخلافات بين النظامين الحاكمين في كل من طرابلس والرياض.

ونقلت مصادر صحفية عن مصادر مطلعة في القاهرة، قولها : إن الرئيس حسني مبارك أجرى عدة اتصالات لعقد لقاء قمة برعايته بين الجانبين. مشيرة إلى أن المحاولات المصرية كانت مستمرة منذ أشهر، وأنها كانت قريبة من النجاح في أوقات سابقة لكنها سجلت تراجعاً في اللحظات الأخيرة.

مشيرة إلى أن الرئيس مبارك كلف رئيس المخابرات عمر سليمان بزيارة طرابلس للتباحث مع القذافي، في حين يتولى هو شخصياً الاتصال بالزعيمين معاً.

وتلمح التقارير إلى ما يشبه التمنع الليبي الذي أبدى تراجعاً في أكثر من مناسبة كانت توشك باجتماعه مع العاهل السعودي في مصر.

وعلى الرغم من الإصرار الذي أبدته الجهود المصرية كشف دبلوماسيون عرب عن تعثر هذه الجهود، إذ لا تزال هناك عدة قضايا لم تزل عالقة وبحاجة للمزيد من الجهود المضنية للتقريب بين الجانبين السعودي والليبي.

وتابعوا أن سبب تعثر قمة سعودية ـ ليبية كانت مزمعة يعود إلي رفض القذافي الترتيبات المصرية التي أعدت للقاء، علي اعتبار انه يجري بشكل عفوي علي هامش الدورة العربية الرياضية للألعاب التي تستضيفها القاهرة، ولم يتم الإعداد له بشكل منفصل.

واستبعدت المصادر السعودية، من جهتها، أن يحضر القذافي اللقاء الذي جمع مبارك والملك عبد الله في القاهرة مساء السبت، 10 أكتوبر الحالي، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي لمصر بعد جولته الأوروبية. وقالت تلك المصادر : إن الأجواء لم تتهيأ بعد لمثل هذا اللقاء والمصالحة التي تسعى القاهرة لتحقيقها.

وأشارت مصادر دبلوماسية عربية إلى أنّ الجهات الليبية أبلغت المسئولين المصريين بأن القذافي ليس في وارد زيارة مصر لحضور افتتاح الدورة العربية الرياضية يوم الأحد.

وفي السياق، فإن الجهود المصرية وإن لم تكلل بعد بالنجاح الذي كان مرجواً منها إلا أنها على الأقل ساهمت في تطويق الخلافات، وتحقيق قدر لا بأس به من الانفراج قد يمهد في المستقبل القريب لعودة الأمور إلى طبيعتها بين طرابلس والرياض.

وكان مراقبون ومحللون سياسيون أبدوا تفاءلاً كبيراً حيال هذا الملف، بعد تصريحات أدلى بها القائم الليبي بالأعمال في واشنطن، علي راجلي، تطرق فيها إلى العلاقات السعودية الليبية، ما أعطى الانطباع بالتوجه الليبي نحو إذابة الجليد مع السعودية وعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين العربيين.

ووصف راجلي ما وقع بين بلاده والسعودية بأنها مجرد "سحابة صيف وستمضي"، حيث قال: "نحن لا نريد أن ننشر خلافاتنا عبر وسائل الإعلام ونفضل معالجتها بشكل ودي، وخلافاتنا مع السعودية مجرد سحابة صيف ولدينا سفراء مع بعض"، مضيفاً : نكن الاحترام الكبير لبعضنا البعض، ليبيا دفعت ثمنًا باهظًا كي تلم الشمل العربي كما لمت الشمل الإفريقي.

ومن جانبه، يبدي الملك عبد الله حرصاً أكبر على تجاوز الخلافات مع القذافي، وإنهاء هذا الملف، إلا انه وانطلاقًا من هذه المعطيات يبدو أن الصلح المنتظر بين ليبيا والسعودية مرهون برغبة ثنائية لم تتحقق بعد ربما تظهر بوادرها في المستقبل القريب.

وكانت العلاقات بين السعودية وليبيا قد شهدت توتراً كبيرا بعد التلاسن والمشادة الكلامية الشهيرة التي وقعت بين القذافي والعاهل السعودي ــ حين كان ولياً للعهد ــ خلال القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ مارس العام 2003 قبل الحرب الأمريكية في العراق.

كما اتهمت الرياض القيادة الليبية بالتورط في التمويل والتخطيط لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز بواسطة أحد الأمريكيين من ذوي الأصول العربية عام 2003، وهو الأمر الذي نفته ليبيا وقتذاك، كما قاطعت القمة العربية الأخيرة التي استضافتها السعودية.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 03 ذي القعدة 1428 هـ الموافق  13 / تشــريــن الثاني / 2007 م