بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المناضلون التافهون

 

 

شبكة المنصور

البغدادي

 

من الطبيعي جدا ان تجد قوات الاحتلال العديد من الانتهازيين الذين يوالونها ويقدمون لها فروض الطاعة في البلد المحتل تحقيقا لمصالح ذاتية ، كما هو حال الكثير من العملاء الذين ربطوا مصيرهم بمصير ذلك المحتل من خلال دعمهم للغزو ، وتسخير كل امكاناتهم لخدمة المشروع الاستعماري الهادف الى السيطرة على البلاد ، ونهب ثرواتها ، وتمزيق وحدتها ، ولكن الغريب في العراق ان عددا من الشخصيات التي كانت الى اخر يوم سبق الاحتلال تقف مع العراق وقيادته ، وكانت (ملكية اكثر من الملك ) في المبالغة بمدح وتعظيم النظام ، بل وكانت تنعم ابان حكم البعث العظيم ، بالامتيازات الوظيفية ، او الحزبية اوالاجتماعية ، لكنها سرعان ما تهافتت على موائد المحتلين والعملاء لاعلان البراءة من تلك العلاقة التي امتدت لاكثر من ربع قرن ، واخذ بعضهم يسابق الاخر في تشويه صورة الامس القريب الذي منحهم اكثر مما كانوا يستحقون بل انهم لم يكونوا شيئا يذكر لولا فضل النظام الوطني عليهم ، ومن دونه فهم نكرات لايسوون شروى نقير ، ولايستثني هذا التشخيص البعض ممن كانوا منخرطين في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي 0

وهنا ينبغي ان نستذكر مقولة القائد الشهيد ( ليس كل حزبي بعثي وليس كل بعثي حزبي ) ولايقتصر ضعف النفس او الانتهازية على غير الحزبيين وانما قد يشمل بعض العناصر الحزبية حتى لو توفر لها ان تحتل بعض المواقع القيادية في الحزب والا ما الذي يدفع بسيدة كانت عضوة فرع في الكوت هي نجاة البياتي لتتحول بين ليلة وضحاها الى ( ملاية ) تلطم في عاشوراء 0

اومحاولات البعض من المقيمين في سوريا شق وحدة الحزب لارضاء المحتل ونيل المكاسب الشخصية في وقت يواجه فيه الحزب اخطر هجمة استعمارية امريكية وايرانية لتكريس الاحتلال وتدمير العراق والسيطرة على ثرواته ومقدراته؟

ومما يثير السخرية والاستهجان ان بعض هؤلاء راحوا يلفقون القصص والحكايات الكاذبة التي ما انزل الله بها من سلطان مدعين فيها انهم تعرضوا اما الى الاعدام او السجن او التعذيب في زمن النظام الوطني0

وهؤلاء من التفاهة بمكان لانهم يعتقدون ان هذه الاكاذيب والتلفيقات سوف تنطلي على الناس متناسين ان العراقيون ( ولد الكربه 00 واحد يعرف اخيه) ففي مجال الاعلام تساقط العديد ممن كانوا يتصدرون المواقع الوظيفية كنوري المرسومي الذي كان الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والاعلام والذي كان عضوا في الحزب ولكنه سرعان ماتحول بعد الاحتلال الى شخصية قومية تدعي انها كانت معارضة للنظام الذي كان يشغل فيه منصب وكيل وزارة وهذا الحال ينطبق على المهذار الاجوف عبد الجبار محسن الذي صنعت منه القيادة الوطنية شخصية معروفة واغدقت عليه الهبات والامتيازات حتى وصل الى رتبة لواء وعضو القيادة العامة في زمن الحرب ولكنه سارع في الايام الاولى للاحتلال محاولا مد الجسور مع المحتلين والعملاء ولكنهم احتقروه ولم يهتموا به مما دعاه الى الخروج من البلاد ومن ثم شن حملة تشهيرية لا اخلاقية ضد ولاة نعمته ومن كانت افضالهم عليه لا تعد ولا تحصى00

وكذلك امير الحلو الذي شغل مناصب عدة من بينها رئيس تحرير جريدة القادسية الناطقة باسم القوات المسلحة ابان الحرب العراقية الايرانية وبعدها رئيسا لتحرير مجلة الف باء ويتندر الادباء والصحفيون العراقيون بكثرة الامتيازات التي حصل عليها الحلو في الفترة التي راح يسيء اليها بعد الاحتلال طمعا في الحصول على منصب جديد من حكومة العملاء 00

ويعرف البعثيون قبل غيرهم كما يعرف الشعب العراقي دجل وانتهازية العديد من الاسماء التي ادعت انها كانت مضطهدة او تعرضت للاعتقال والتعذيب زورا فالجميع يعرف مثلا ان الناطق الرسمي لوزارة الدفاع حاليا( محمد العسكري ).

كان عضو قيادة فرقة في حزب البعث وانه فصل من الحزب لاسباب تتعلق بسلوكه الاخلاقي شخصيا وعائليا كما هو الحال بالنسبة لمشرع قانون قطع الاذن ( طارق حرب ) والذي كان حزبيا هو الاخر ولكنه طرد من الحزب لنفس الاسباب المخزية فتحول الان الى منظر قانوني للاحتلال وعملائه 00

ولكن من يرضى لنفسه وعائلته السقوط فليس مستغربا منه ان يقف مع المحتل ويسيء الى اسياده 00وما اكثر الكذبة والادعياء 00

فالعازف ( نصير شمه ) تحول بعد الاحتلال الى مناضل مضطهد في زمن البعث بينما يعرف الجميع ان نصيرشمه كان جنديا هاربا من العسكرية في زمن الحرب وقد تم حجزه لمده قليلة واطلق سراحه بعد ذلك.

ولانه عنصر لايحب النظام بسبب انتمائه العرقي فجميع اهل الكوت يعرفون ان (شمه ) هو من اصول ايرانية فيلية فقد انبرى ليصرح في اكثر من مرة بانه تعرض للاعدام وانه كان معارضا للنظام وهوزيف يعرفه العراقيون كلهم 00

ومن النماذج المخزية التي اصابها سعار الانتهازية احد وكلاء الامن العراقي ويدعى( وجيه عباس ) الذي كان من كتاب التقارير الامنية ومخبر قميء فتحول بقدرة قادر الى اديب وشاعر من شعراء مرحلة مابعد الاحتلال فراح يتمادى في شتم النظام وقيادته والاساءة الى المقاومة الباسلة التي اصبحت اليوم رمزا لشرف وقيم العراقيين الرافضين لذل الاحتلال الغاشم 00ومثله ماحصل مع الشاعر ( عارف الساعدي ) الذي كان يتبارى في مدح البعث وقائده الشهيد صدام حسين ومن قصائده المنشورة في جريدة الجمهورية في 7/10 / 2002يخاطب فيها الرئيس القائد :

ياهامة الدنيا وصوت الطين لو يوما يغني
مولاي جئتك فانتظرني
تعب الضحى وانسل مني
واتيت نحوك سيدي يامن اعدت دمي ولوني
الكل جاءك من اقاصي الصوت من جزر التمني
زحفوا اليك وبايعوا كفا تدافع ثم تبني

ويستمر المديح في القصيدة شانها شان عشرات القصائد التي كتبها هذا الشاعر الذي كان عضوا في حزب البعث العربي الاشتراكي ولكنه تحول بين يوم وليلة الى شتام للنظام الوطني وللبعث ولقائده ورفاقه لمجرد قبوله مذيعا في قناة ( الحرة ) الامريكية الوسخة.

مثل هؤلاء الساقطين عشرات الاشخاص الحزبيين وغير الحزبيين من بينهم من كان عضوا في المجلس الوطني او مديرا عامااو سفيرا اوعسكريا فالانتهازي لا يكترث كثيرا لتاريخه ولا لنظرة الناس اليه بل يهرول وراء مصالحه الشخصية متجاهلا كل حقائق التاريخ والمواقف والاعتبارات00 ويكفي هؤلاء خزيا انهم تراصفوا مع صفوف العملاء الذين جلبهم الاحتلال على ظهور دبابات الغزو 00ويكفيهم انهم لبسوا جلابيب العار مع حكومة لم يعرف التاريخ اوسخ منها 00 حكومة السراق ومزوري الشهادات ووكلاء المخابرات الامريكية والايرانية والاسرائيلية 00

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين /  16  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  26 / تشــريــن الثاني / 2007 م