بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

   
حزب البعث العربي الاشتراكي               امة عربية واحدة     ذات رسالة خالدة
        القطر التونسي                          وحدة   حرية   اشتراكية

 

الذكرى الأولى لاستشهاد فارس الأمة وقائد مسيرة الانبعاث العربي

الرفيق الرمز الشهيد الخالد صدام حسين

 

 

شبكة المنصور

 

 

في الذكرى السنوية الأولى نقف ترحما وإجلالا للأكرم منا جمعيا شهداء البعث من أبناء وجيش وقادة العراق الميامين وفي الطليعة منهم رئيس الجمهورية وأمين عام الحزب وقائد معركة التحدي والتصدي لقوى الشر والعدوان أبو الشهداء الرفيق الرمز صدام حسين باني وحامي عراق العروبة والوحدة والحرية، شهيد الأمة والعقيدة ورمز كرامتها وعزتها. كان ورفاقه الشهداء طليعة جهاد وشهامة ترتقي الى مستوى إيمان الصحابة بوفائهم لمبادئهم الوطنية والقومية ولشعبهم العظيم وهم يواجهون محاكم الانتقام الطائفي والاغتيال السياسي. لقد أوفوا عهدهم مع الله ومع أنفسهم وشعبهم وأمتهم، وقدموا أرواحهم الطافحة عزا وإيمانا قربانا من أجل استقلال العراق ووحدة أرضه وشعبه ومن أجل كرامة الأمة ومبادئ رسالتها الخالدة. ولو لم يكونوا كما يكون المناضلون الأحرار الأوفياء والمجاهدون الأنقياء والمؤمنون الأتقياء لما تكالبت قوى الشر والحقد من غزاة صليبيين وصهاينة ومجوس صفويين وخونة على احتلال عراق العروبة وسن قانون اجتثاث البعث والإقدام الشنيع على نصب مشانق الاغتيال لتصفية قيادة النظام الوطني وزعمائه ورموزه وملاحقة وإعدام منتسبي البعث والجيش الوطني وعلماء العراق والتنكيل بذويهم وتخريب ممتلكاتهم على يد الاحتلال الإنجلوأمريكي الإيراني الغاشم من جهة وعصابات الموت المأجورة وعلى يد مليشيات الغدر والقتل الصفوية والصهيونية من جهة ثانية تحت مسمى فيلق بدر وجيش المهدي وفيلق الحرس الثوري والبشمركة بزعامة أبطال الخيانة المالكي والطالباني والبرزاني ومقتدى والحكيم والشلبي وغيرهم من العملاء والمعممين الخونة واللصوص المجرمين المتعطشين لدماء العرب والأحرار الوطنيين، والطامعين في نهب ثروات العراق والعاملين على تفتيته وتقسيمه.

لو لم يكن شعب العراق الأبي وقيادة العراق المخلصة وحزب البعث العربي الصخرة التي تحطمت عليها مطامع إيران وأمريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية طيلة العقود السابقة ولو لم يكن عراق البعث النموذج التحرري باقتدار والذي أخاف الامبريالية والرجعية المحلية والإقليمية لما شهد العالم أبشع صور الإجرام من خرق المواثيق والقوانين والشرعية الدولية الى احتلال دولة ذات سيادة وتدمير مؤسساتها والتنكيل بشعبها وقياداته الوطنية.

في مثل هذه الذكرى وعلى وقع ضربات المقاومة الوطنية والقومية الإسلامية وعلى نهج وحدة الجهاد والتحرير يظل شهداء البعث وفصائل الكفاح المسلح من أبناء عراق المجد والحضارة رموز عطاء لا ينضب وتظل مبادئ البعث نبراس جهاد لا يتوقف من أجل تحرير العراق واستعادة سيادته ووحدته ومكانته الطلائعية في قيادة ثورة التحرر العربي الشامل وإحياء إرادة الأمة بإعادة الأمل للأجيال العربية وللشباب منهم بصورة خاصة لأنهم الأكثر تضررا من الإحباط السائد ومن فساد واستبداد الأنظمة العميلة ومن مؤامرات القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية ومن التبعية والإمبريالية الرأسمالية المدمرة للهويات والخصوصيات القومية والهادمة لقيم الانتماء والإيمان.

نذكر فخورين بشهدائنا وبمن ضحوا من أجل عدالة القضايا القومية وحقوق العرب في بناء نهضتهم وتحقيق وحدهم ونيل حريتهم. نريد في مثل هذه الذكرى أن يستلهم الشباب العربي العبرة ويعي دوره في أن التحرر من عجز الأنظمة الرسمية ومن التجزئة ومن الهيمنة الاستعمارية لن يكون إلا باستعادة قيم الانتماء الى العروبة والإيمان بحقوق الأمة والانخراط في معركتها ضد أعدائها والمشككين في قدراتها. إن الانخراط في حركة النضال والمقاومة بمختلف أشكالها هو السبيل المشرف والوحيد للتحرر الوطني والقومي والانبعاث العربي الأصيل ولنا في شهدائنا الأبرار وفي رجال المقاومة خير نموذج للتضحية والصمود والقدوة الأرقى بقوة الإيمان ونقاء الانتماء الى أمة الرسل والأنبياء. أليس في قوافل الشهداء خير أمة أخرجت للناس يذودون عن الأرض والعرض ويتصدون للظلم والعدوان، يقارعون المحتل ولا يهابون الموت؟. أليس هؤلاء الشهداء هم الأخيار والأكرم منا والمبجلون الأحياء عند ربهم والخالدون الشرفاء في ذاكرة أمتهم؟.

لذلك وعلى خطى شهداء الأمة وشهداء البعث والمقاومة وعلى درب رفاقنا ورموز معركة التصدي والتحرر، نجد سبيلنا الى الوجود والبقاء والى التضحية والفداء لأننا بعثيون ولا بديل عن الانبعاث سبيلا لأنه قدر الأمة ومحيي رسالتها ومشعل ثورتها والعامل أبدا على تحرير إرادتها مهما كانت التضحيات جساما ومهما امتدت جبهة الأعداء والخونة واشتدت مخازيهم.

أيها البعثيون في كل مكان لديكم الكثير مما تفخرون به وللأمة فيكم قوتها وعزتها وأملها وبعون الله أنتهم المنتصرون لأن الله مع الصابرين المناضلين وأن الأعداء والمرتدين مهما علا شأنهم فهم المندحرون.

ليس غريبا أن يمعن الاحتلال في جرائمه وليس غريبا أن يستغل الفرس الحاقدون الفرصة ليبطشوا بالعرب الوطنيين وأن يعبث الصليبيون والصهاينة والصفويون بحضارة العراق وليس خافيا ما ترتكبه عصابات الانتقام من اغتيالات وسرقات ولكن ليس أمد الظلم طويلا لأن يد المقاومة الباسلة أطول وأن الشعب العريق أقوى على الصمود وتحقيق النصر على المعتدين والمحتلين. فقد ذهبت من قبل ريح المغول وانكسرت موجات الغزو الصليبي واندحر الجبروت الاستعماري الأوروبي واليوم يترنح الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني الإيراني ويغرق عملاؤه خاسئين في عجزهم وخيبة أملهم في حكم العراق وتتحطم مشاريعهم الطائفية والتقسيمية على صخرة صمود الشعب العراقي الأبي والفضل الأكبر للمقاومة الوطنية القومية الإسلامية التي أطبقت على أنفاس الاحتلال ودمرت خططه وكلفته ما ليس في الحسبان وأبقت على حكومة الاحتلال قابعة خلف صفيح المدرعات وفي دهاليز المنطقة الخضراء حيث لم تفلح إلا في النهب وسفك الدماء وحبك الأكاذيب وإدارة المكائد وإشعال نار الفتنة الطائفية.

إن ما يحدث في العراق المحتل أثبت دون شك أن عراق البعث كان لجميع أبنائه وللأحرار والمخلصين من أي ملة ومذهب، كان واحة أمن ورخاء، قلعة تحرر وبناء، وأن نظامه كان في خدمة العراق والأمة بكل إيثار ووفاء. كان العراق شعبا ونظاما وقيادة جبهة موحدة للصمود والبناء ورمز قوة وشموخ، غير أن المرعوبين من تنامي مكانة ودور العراق على الساحة العربية والإقليمية والدولية لم تستطع هواجس الخوف لديهم إلا أن تتدافع لتنفجر حسدا وحقدا ونقمة ورغبة جامحة في التآمر والتحالف قصد محاصرة العراق الصاعد والإجهاز عليه بتدبير المؤامرات واختلاق شتى الذرائع والأكاذيب لتبرير الاعتداء عليه وتدمير دولته واحتلاله بهدف بناء عراق آخر مفتت وتابع وخادم للقوى الطامعة والاستعمارية عبر تجريده من قوته العسكرية والعلمية ونهب ثروته النفطية وتمزيق جبهته الداخلية من خلال إقرار مشروع الكنتونات الطائفية والعمل على هدى الولاءات المذهبية والسياسية ونشر القواعد الأجنبية لحماية الحكومات العميلة المتداولة على تخريب البلاد والتنكيل بالعباد.

إن مجرد مقارنة بسيطة بين عراق البعث وعراق المحاصصة تجعل الأعداء قبل الأصدقاء يزدادون قناعة بأن إنجازات البعث تستحق الإكبار والتقدير وأن ما أقدم عليه الغزاة ومن جاءوا معهم يعد أبشع جريمة ليس في حق الشعب العراقي فقط بل في حق الإنسانية جمعاء الأمر الذي يستلزم محاكمة دولية للإدارة الأمريكية والبريطانية وكل الشركاء في العدوان وفي كل ما حصل من جرائم حرب وإبادة جماعية على أرض العراق. أما قضية التحرير وطرد المحتل وعصاباته الانتقامية فهي خيار البعث وسر بقائه، وهي بقدر ما تبدو أكيدة على يد المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها المجاهدة فهي أيضا مسؤولية كل أبناء العروبة والإسلام وكل القوى المؤمنة بحق الشعوب في تقرير مصيرها وكل دعاة حقوق الإنسان والشرفاء والأحرار في العالم.

ونحن نستذكر يوم 30/12/2006 حين ارتقى قائد البعث ورمز الرجولة منصة الاغتيال لينال شهادة الخلود، نجد أنفسنا كبعثيين ويشاركنا في ذلك كل عربي تحرري ووحدوي شريف وكل مناضل صادق في العالم أننا لم نكن منذ ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي غير مشروع جهاد وشهادة لأن ما تعانيه الأمة العربية وما تقتضيه رسالتها الخالدة يضعنا ولنا الشرف في ذلك كطليعة ثورية على طريق التضحية والنضال المستميت في مواجهة الاستعمار وأعداء العروبة والوحدة والحرية، فلا خيار غير التمسك بنهج المقاومة ولو وقفت في الضد منا جميع قوى الشر على وجه الأرض. وما يواجهه البعثيون على أرض الرافدين يعني الكثير وما تحققه المقاومة ميدانيا يدعو إلى الاعتزاز والتقدير وقد فرض على أكبر تحالف استعماري مراجعة حساباته والبحث سرا وعلنا عن مخرج لورطته المشينة وهزيمته النكراء على أرض الرافدين.

* طوبى لرجال المقاومة الصناديد المجاهدين والخلود للشهداء الميامين.
* الرحمة والخلود لمن اتبع الهدى فكان شهيد الحج وأكرم الشهداء.
* النصر والعزة لمن لبوا نداء البعث وكانوا للعراق أوفياء.
* تحية للقائد المجاهد الرفيق عزت إبراهيم الدوري حامي الوحدة الوطنية ووحدة البعث والمقاومة.
* تحية تأييد للقيادة العليا للجهاد والتحرير. عاش البعث وعاشت الأمة العربية المجيدة.
* فك الله قيد الأسرى والمعتقلين في العراق وفلسطين.
* عاش العراق العربي حرا عزيزا وموحدا وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر.
* الخزي للخونة والعملاء وليسقط الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني الإيراني.

 

 

حزب البعث العربي الاشتراكي
تنظيم القطر التونسي، في 19/12/2007

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م