بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الجيش للتحرير والجهاد ، أم للتفاوض

( الحلقة الثانية )

مهداة إلى رفاق السلاح

 

 

شبكة المنصور

اللواء الركن الامين العسكري

 


1. يضم الجيش العراقي الباسل العديد من العناصر الوطنية ضباطا وضباط صف وجنود ممن تم إعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم فكريا وعقائديا بشكل متميز ، وعركتهم معارك العز والشرف العظيم في الدفاع عن حدود الوطن واستقلاله وهيبته أمام قوى العدوان والطمع والاحتلال . وان الكثير من هؤلاء الرجال الميامين كانوا على الدوام مشاريع دائمة للاستشهاد في الذود عـن كرامة الشـعب والوطـن والتضحية والفـداء من اجـل مقدسـاته الكـبرى ( الأرض ـ الشعب ـ الدين ـ والمقدسات الأخرى ) انطلاقا من فهمهم العميق لدور الجيش في حماية وحراسة حدود الوطن تجاه أي عدوان خارجي ، ومساهمتهم الفاعلة في واجبات الأمن الداخلي تجاه أي تمرد محتمل أو أي خرق امني يحدث في أي منطقه من مناطق البلاد . بالاضافه إلى الواجبات الأخرى مثــل المساعدة عند نشوب الكوارث الطبيعية وغير ذلك .

2 . إن ذلك كله ينطلق من الاستيعاب والفهم لواجبات الجيش كمؤسسه وطنيه عقائدية ذات كيان خاص من مؤسسات ألدوله، وهذا ما يتماشى مع العقيدة العسكرية المنبثقة من العقيدة السياسية للبلدان .

3. وبناء على ما تقدم لاحظنا وعلى الدوام إن جيشنا العراقي العظيم جيش العقيدة الوطنية والقومية ، جيش التضحية والفداء والنصر والبطولة ، وعلى مدى تأريخه الطويل كان يفهم ويؤدي واجبه ضمن هذا الإطار . ولكن ومع بداية الاحتلال الأمريكي البغيض لبلادنا بتنا نلاحظ ادوار ومهام أخرى يحاول بعض العسكريون تأديتها . فبعد 9 /4 / 2003 راح العسكريون يعملون في اتجاهات متنوعة منهـا :

أ . فمنهم من تغلغل الضعف والخنوع واليأس إلى نفسه وانزوى بعيدا في زوايا المجتمع يتلوى ويتألم على أيامه الخوالي وبطولاته الماضية تاركا أي جهد جهادي في مسيرة العطاء والتضحية دفاعا عن البلاد والعباد والوطن العزيز ومقدساته وحرماته ، واخذ دور المتفرج ، والمتفرج السلبي في أحيان كثيرة ، المثبط للهمم والداعي إلى النكوص والتخاذل . وهم بذلك ممن تخلى عن شرف مهنتهم النبيلة التي أقسموا بها ولمرات عديدة عندما تخرجوا من الكليات العسكرية أو من كلية الأركان ، أو عندما زينت صدورهم نياشين البطولة والمجد من الاوسمه والأنواط وغير ذلك . إن هذا الموقف غير المقبول وغي المسئول من هؤلاء سوف يحملهم جزءا من المسؤولية التاريخية في الدفاع عن بلادهم ، وهم ممن خبرتهم سوح الوغى وشهدت لهم المعارك القاسية التي خاضوها بالمطاولة والصبر ...

ب. ومنهم من انخرط ومنذ الأيام الأولى مع قوى الاحتلال والعملاء والجواسيس والردة ، واخذ يتخلى عن كل شرف العسكرية البهي وبات يرتدي تلك الملابس المخزية التي راح الكثير من الرجال يرتدونها تماثلا مع قوى الاحتلال لإرهاب الشعب وأهانته ، وصار وضعهم مثل وضع المحتل أو العميل أو الجاسوس والجبان المتخاذل . وهؤلاء ممن لا يتشرف بهم جيش العراق العظيم وهم لا يمثلون تأريخه وبطولته ، بل كانوا أبناء غير برره لمؤسسه وطنيه خالصة بل أبناء زور لتلك المؤسسة العريقة التي أنجبت خيرة رجالات العراق والتي يشهد لها العدو قبل الصديق ...

ج. ومنهم من توكل على الله ، وأجهد نفسه في البحث عن فرصة لمواصلة مهمته النبيلة في الدفاع عن ارض الوطن وعن دين الله وعن الشعب الوفي ، وشمر عن ساعده في الجهاد والمقاومة ، سواء عمل ذلك بشكل منفرد أو عمل مع بعض زملاءه أبطال الجيش السابق أو راح ينخرط في مجموعات صغيره من بؤر المقاومة المتفجرة في ارض بلادنا الطيبة المعطاء ، وفي فصائل الجهاد الوطنية والقومية والاسلاميه ، مستفيدا من خبرته السابقة وتجربته الثرية في معارك الشرف والدفاع الطويلة دفاعا عن البلاد واستقلالها وسيادتها ومقدساتها . حيث شارك سواء في إعداد الخطط أو التنفيذ أو الإشراف والتوجيه والنصح ، أو التنسيق لبعض الأعمال القتالية ، أو في التمويل والتدريب والإعداد للمجاهدين . ولعــمري كان هؤلاء هم الكثرة الكاثره من أفراد جيشنا العراقي الباسل ، والذين ملئوا ارض العراق وساحات الجهاد بطولات وأمجاد لا يمكن إن يتجاوزها كل مراقب منصف .وهؤلاء وإخوانهم من أبطال الرافدين من المجاهدين البواسل ممن تمكنوا وبمعونة الله القادر العظيم من إفشال المشروع الاستعماري الأمريكي البغيض ، ومن إفشال كل الخطط الامريكيه والامنيه المزعومة ، وهم وبقية أبطال العراق ممن مرغوا انف جيش الغزاة والمتعاونين معهم من الخونة والجواسيس والأراذل من سماسرة الأوطان ، وهم من سيقف لهم العالم والتاريخ بكل احترام وتقدير وافتخار ، فهم ذخيرة وضميمة شعب العراق العظيم وعنوان بطولته وحراس حضارته وتأريخه المجيد ...

د. ولكننا بتنا نلاحظ اليوم إن هنالك البعض من رجال جيشنا العراقي الباسل ممن انخرط في صفوف المقاومة الباسلة في أول الأمر وبعد الاحتلال مباشرة وسجلت له بعض المواقف الجهادية ، ولكن راح وبعد فترة من الزمن وبسبب أما إغراءات المال والسلطة أو بريق الجهاد الأخاذ ، راح يتخلى رويدا رويدا عن الفعل الجهادي المؤثر في الميدان ويتخلى عن دور العسكري العقائدي الواعي لحجم المؤامرة التي تعرضت لها بلادنا ، والتي ليس لها أي شبيه على الإطلاق في كل الاعتداءات والاحتلال والظلم الذي تتعرض له البلدان . فتحول إلى مفاوض سياسي غير مفوض أو مخول ، بل أصبح سمسار أو تاجر لعذابات وتضحيات المجاهدين في حانات الدول الأخرى ، أو متسكعا في الصالونات السياسية العقيمة والتي لا تمنح أصحابها أي دور على حساب أصحاب المبادئ والقيم العليا . وبذلك فانه فقد الروح العسكرية المجاهدة المؤمنة المعطاء ، وتخلى عن نفس الأحرار الذي عرف بها رجالات جيشنا الأغر ، كما انه وللأسف الشديد لم تسعفه كل خبرته ودراسته فتخلى عن مهارة الثوار وراح يبحث عن ادوار أخرى قد لا تليق به ...

4. وفي مقالنا القصير هذا نرى انه لابد لنا أن نذكر أخواننا من رفاق السلاح أولا ومن رفاق العقيدة ثانيا ، عليكم أن ل تنخدعوا بمحاولات الضعفاء والمتخاذلين وتجار السحت الحرام ، من الذين تاجروا بعذابات ودماء ودموع شعبنا الصامد الصابر الأبي ، وراحوا يبحثون عن ادوار غير مشرفه تشم من خلالها رائحة سموم الأعداء ومؤامراتهم في محاولات النيل من المقاومة الوطنية الباسلة وشق صفوفها والنيل من أعظم مقاومة نبيلة مزقت مخططات الأعداء والمتعاونين معهم وأفشلت مشروعهم ، ومرغت أنوفهم في وحل الهزيمة والهوان . ولابد أن نذكركم أيها الاحبه ونطلبكم بان تعوا إن حقيقة الجهاد في بلادنا انه طويل الأمد وان بلادنا سوف لن تعود عزيزة كريمة منيعة إلا بالتضحيات الجسيمة والعطاء غير المحدود ، وان عدونا المتجبر المعتدي الغبي لا يفهم إلا قرقعة السلاح ودوي الانفجارات ولن يؤثر فيه إلا تطاير أشلاء مرتزقته والياتهم إلى عنان السماء وكما يفعل أبطال الجهاد والمقاومة البواسل في بلادنا الحبيبة ...

5. وعلى إخواننا من رجال القوات المسلحة كافه أن يعلموا إن بلادنا العزيزة الغالية هي معقل الأحرار ومكمن الثوار وهي التي تختزن تراث امة حيه معطاء كان لها الدور الريادي في الخلق والإبداع الفكري والعملي منذ فجر التاريخ ، وعليه فسوف لن يبخل أبناءها النجباء بدمائهم وأموالهم وكل ما يملكون كي لا يكونوا أسرى الهمجية الامريكيه ، ذلك الغول القوي الفاقد لكل الأخلاق والقيم والحاقد على كل حضارة بلادنا حيث جاء الاحتلال والطمع بدوافع غير أخلاقيه وغير قانونيه عرفها العالم كله اليوم بعد هذه السنوات العجاف من عمر الاحتلال . فهيهات له أن يحقق ما يريد ويتمنى ..وفي نهاية مقالي القصير هذا، أقول لكم يا رفاق العقيدة والسلاح وأطالبكم بالتخلي عن أي دور للتفاوض أو للحوار وخاصة مع العملاء والخونة أو ممن دخلوا كعرابين لمشاريع الاحتلال البغيضة بغض النضر عن نواياهم ومشاعرهم ، فان الجهاد أحق بكم من الصالونات السياسية الفارغة العقيمة ، وان إخوانكم المجاهدين هم الاحوج إلى خبرتكم وتجربتكم والى تأثيركم ووزنكم الاجتماعي بين أبناء مناطقكم ، فهلموا إلى دوركم البطولي المشرف ، فوا لله انه لشرف عظيم شرف الجهاد المقدس للتحرير والبطولة والمجد ، وإياكم إياكم من التحالف أو التعاون مع ثعالب السياسة الماكرون الذين يتاجرون بدماء شعبنا وبطولات رجاله البواسل ، وان تنتبهوا إلى كل ما يقوله هؤلاء المرتدون ممن يحاول المزايدة على بطولات الشعب ، وعلى كل من ضحى بنفسه وماله وأسرته وكل ما يملك دفاعا عن حق العراق وشرفه في الاستقلال والسيادة ...

 

 

اللواء الركن
الاميــــن العسكــــري
تشرين ثاني 2007

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  07  ذي القعدة 1428 هـ  الموافق  17 / تشــريــن الثاني / 2007 م