بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الجهاد في بلادنا ــ بين الملا لي والجنرالات

( الحلقة الخامسة )

 

 

شبكة المنصور

اللواء الركن الأمين العسكري

 

في مقالنا هذا سنناقش بعض ما يدور على ارض بلادنا الحبيبة ارض العراق الطاهرة الابيه على الغزاة والطامعين وعلى أراضي الدول المحيطة بنا ، والتي ذهب إليها بعض أبناء شعبنا أما لاجئين أو لإغراض السكن والاستقرار أو لأي أسباب أخرى ، وسنحاول جاهدين معالجة الموضوع الذي اشرنا إليه في عنوان مقالنا عن وضع الجهاد والقتال بين رجال الدين وجنرالات الجيش كما يقولون ، وبين المدعين والأدعياء وبين المتفرجين والمراقبين وبين المجاهدين المرابطين الثابتين المضحين من اجل بلادهم واستقلالها وحريتها التي سينالها الشعب أجلا أم عاجلا وستكون عاجلا بإذن الله الواحد الأحد الذي لا يضيع لديه دين أو وديعة أو جهد مهما كان حجمه ومستواه .، وفي كل الأحوال فإننا نؤكد على إننا لا نشكك بوطنية أي عراقي رجل دين كان أم جنرالا أم فلاحا عاملا أم تلميذا، ولا نقصد أحدا بعينه كائنا من كان ، ولكنها حقيقة ما أفرزته ساحة الصراع الدامي بين قوات الغزو والعدوان وبين شعبنا الأبي الصابر المرابط ..

1. إننا جميعا نعلم انه ومنذ احتلال بلادنا من قبل دول الغزو والعدوان ومنذ لحظاتها وأيامها الأولى ، بدأ رجال العراق الأحرار الأباة لملمت قواهم وتجمع الكثير منهم لمقاومة ومقاتلة العدو الغازي الذي استهدف أرضهم ومالهم وعرضهم وكل شيء عزيز في بلادهم ، وتجمعوا للقتال أما فرادى أو على شكل مجموعات صغيره ضمت من كل ألوان المجتمع العراقي واتجاهاته واهتماماته فمنهم الوطنيون والقوميون والإسلاميون ومنهم من تجمع لاحقا  تحت مسميات وتجمعات مختلفة ، وبما أن مقالنا يتحدث عن أصحاب العمائم من الإسلاميون وكذلك ضباط الجيش أو الذين أطلقنا عليهم الجنرالات فسنتناول هذا الجانب فقط .

2. الإسلام مرجعا: وان مجتمعنا العراقي حاله حال كل المجتمعات الأخرى وبعد أن انهارت ألدوله وكل مؤسساتها ودوائرها ولاحظ البسطاء منهم إن بلادهم دمرت وان الغزاة والضعفاء بدؤوا بنهبها  ولم يجدوا من ملجأ يتوجهون إليه يشد من عضدهم  ذهب الكثير منهم الى الجوامع وأماكن العبادة الأخرى وعادوا الى دينهم الإسلامي الحنيف الذي يمدهم بالعزيمة والإصرار ويثبت عليهم واجبات مفروضة توجب عليهم الجهاد والمقاومة  ولا تعطي لهم أي مبرر في التخلف أو التراخي في تأدية هذه المهمة ألمقدسه النبيلة في تحرير البلاد والعباد وتطرد المحتل الغازي خارجها ، وقد تجمع الكثير من هؤلاء من الذين كان لديهم اتجاه أو ميل إسلامي أو من الآخرين الذين وجدوا في دينهم خير سند يعينهم على الدفاع عن بلادهم ، وتجمع أيضا معهم الكثير من رجال الدين والذين سنوضح موقفهم خلال الفقرات التالية وما ظهر منها خلال المسيرة الجهادية والمقاومة في بلادنا والتي بدأت مسيرتها تقترب من السنوات ألخمسه وبإمكاننا أن نبين اتجاهاتهم ومواقفهم كما يلي :

أ‌.ملالي مجاهدون : لقد كان بعض رجال الدين من المعممين وغيرهم والذين أطلقنا عليهم مجازا (الملا لي ) تماشيا مع المصطلح الشعبي المتداول عن كل المتدينين بغض النظر عن الشهادات العلمية التي يحملونها ، كانوا أبطالا حقيقيين ومؤمنين أوفياء لدينهم الحنيف السليم امتشقوا السيف وقدموا أنفسهم وأموالهم وعوائلهم قربانا للوطن الغالي وكانوا وما زالوا مجاهدين حقيقيين أباة نالوا ثقة الشعب وأبناءه وقاتلوا العدو فرادى وجماعات بقوة وعزم لا يلين ولم يبتغوا من جهادهم إلا وجه الله والنصر أو الشهادة ولم تظهر من أفواههم وخطبهم وفتاواهم إلا ما يجمع الشعب ويوحده وإلا ما يصوب البنادق باتجاهها الصحيح ضد العدو الغازي وكل حلفائه من أعداء الشعب والوطن ، وهم كثر والحمد لله في بلادنا بلاد الجهاد والرباط ، وان بعضهم من البسطاء والذين لم يكن لهم مكانا رسميا في دولة العراق قبل الاحتلال ولكن لهم مكانتهم الدينية ألمعروفه ، وهؤلاء ممن لديهم وخلف رايتهم اليوم ألاف مؤلفه من المجاهدين الأبطال ، وقد نالوا ألان مكانتهم وسمعتهم العالية بين المجاهدين في بلادنا حفظهم الله برعايته وبظلاله الوارفة ولهم منا جميعا كل الحب والتقدير.

ب‌.أشباه الملا لي : وهنالك القسم الأخر من رجال الدين أو الملا لي كما أسميناهم من ساير الاحتلال ومشى بركبه واخذ يصدر الفتوى لمساعدة مشاريعه البغيضة ، وان لم يصدر الفتوى فقد سكت وصمت صمت القبور عن ما يجري على ارض بلادنا وهؤلاء أيضا كثر ، وان قسم منهم من تنكر لدولته السابقة أو عهود كان أخذها طوعا على نفسه أمام الله أولا وأمام الشعب ثانيا وهم ممن لا تتشرف بهم بلادنا ولا يسرنا أن نتحدث عنهم كثيرا ، لأنهم لا يستحقون أصلا أي حديث إلا ما يكشف عورتهم وهزالهم وجريمتهم بحق الدين والشعب والأمة وسيكون للخالق الجليل عارف الغيب وما تخفيه القلوب القرار الفصل في وضعهم وتصرفهم ، إضافة الى إن الشعب العظيم الواعي المدرك شعب الحضارات والتاريخ المجيد سوف لن يغفر لهم موقفهم هذا على الإطلاق ، وان مسيرة شعبنا ومقاومته الباسلة والدين الحنيف ستلفظهم عاجلا أم أجلا خارج المسيرة العملاقة ، لأنهم جبناء انتهازيون مصلحيون دنانيرهم أغلى عليهم من دينهم ودنياهم أحب لهم من أخرتهم .

ج . ملا لي وتجار : وهنالك نوع أخر من رجال الدين في بلادنا ممن حاول استغلال الجهاد والمقاومة لمصالح ضيقه ودنيويه بعيدة كل البعد عن غاياته الاساسيه في طرد الاحتلال ومنعه من تحقيق أهدافه البغيضة ، وراح من حيث يدري أو لا يدري يوزع التهم بالمجان على الآخرين سواء في السر أو العلن ومن ثم يوزع الجهاد وفقا لرؤيته الاسلاميه ألضيقه وبدلا من أن ينفذ ما ينص عليه ديننا الإسلامي الحنيف في جمع الصف لمقاتلة المحتل ( مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا  اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) اخذوا يقولون ذلك سني وهذا شيعي وكذلك يقول هذا سلفي والأخر صوفي وأيضا يقولون هذا سلفي معتدل والأخر سلفي متطرف ... وهكذا الى أخر هذه المسميات التي تستهدف فرقتنا وشق صفوف الجهاد وليس كمدرسه فكريه أو فقهيه يستفاد منها الناس في التعرف على دينهم .، وان هؤلاء من الذين قدموا أنفسهم كقادة للمقاومة والجهاد وهم للحقيقة من استفاد من كل المعونات المادية التي قدمها الخيرون في امتنا العربية والاسلاميه لدعم مسيرة الجهاد والمقاومة في بلادنا ويعيشون ألان في فنادق مرفهة أو قصور فخمه أو ما يسمونها بالفيلات الفخمة في دول الجوار وغيرها   ، وان قسم منهم ممن لم يجرب سهر الليالي ولا مدلهمات الخطوب ولم يكتوي بنار العوز والحاجة ولم تحرقهم نار قلب مجاهد حقيقي أصيل يبحث عن دنانير أو دولارات معدودات عله يتمكن من شراء ضالته المنشودة في طلقة تصيب العدو أو عبوة تجعل أشلاء جنوده أو همراته تتطاير الى عنان السماء.، وهؤلاء وللامانه بدأوا يتكاثرون خلال السنوات الاخيره من تأريخ شعبنا .

د. ملالي صامتون: وهناك نوع أخر من رجال الدين في بلادنا ممن لم يحركهم ما جرى في بلادنا ولم يظهر لهم أي فعل ملموس ولم يقوموا بدورهم في نصح النـاس وإرشــادهم ( الدين النصيحة) بل انزووا بعيدا خائفين مذعورين من أي كلمه تجرح مشاعر العدو وحكومته العميلة وتخلوا عن كل دور بناء يخدم الناس والدين ، وهذا ديدن الناس في بعض الأحيان ممن لم يتعودوا المواجهة والصراع ويرغبون في البقاء بعيدا عن كل ما يثير لهم المشاكل حتى وان كان الظرف والمحنه مثل ما يمر به بلدنا الجريح اليوم .

3 . جنرالات هاربون :  وألان بعد أن ناقشنا موقف رجال الدين ( الملا لي) من الجهاد في بلادنا لابد لنا أن نعود لنناقش بعض الجوانب التي تتعلق بموقف ضباط الجيش وخاصة الكبار منهم أو ما أسميناهم ( الجنرالات) ونسلط الضوء على بعض الأمور التي  لم نتطرق إليها في مقالنا المنشور في الحلقة الثانية والذي كان بعنوان ( الجيش للتحرير والجهاد .. أم للتفاوض ) ونقول إن بعض هؤلاء الجنرالات اقسم وأمام قيادة البلاد وأمام الشعب بأنه سيكون وفيا للشعب وانه سيقاتل حتى يقع صريع الواجب الوطني والقومي المقدس  أو انه سيقاتل حتى النصر أو الشهادة ، وان من أمثال هؤلاء الكثير ممن ملأت النجوم أكتافهم وتزينت صدورهم بعشرات النياشين وتجندت على أكتاف البعض منهم السيوف المرصعة ، ولكنهم وللأسف  هربوا وتركوا البلاد تنزف منذ أول فرصه سنحت لهم بالهروب وتخلوا عن كل تاريخهم وبطولاتهم المشكوك فيها .، بل إن بعضهم لم يعد يستحي ويرد على هاتف يرن عليه من بعض أصدقاءه أو رفاقه القدامى ، ولم يكتفي بالهروب فقط بل راح يتاجر بعذابات المجاهدين ويتسول بواسطتها على أبواب السفارات الاجنبيه ولم تحمله حمية أهل العراق ألمعروفه وان ينتحي لشعبه وأهله ودينه بل راح يؤثر ويمزق ويفرق عناصر وعناوين المقاومة وهو يفعل ذلك أما عن دراية ومعرفه وبالتالي يتماشى مع مخططات أعداء الشعب والوطن أو من دون معرفه وهو بذلك يغادر تاريخ جيشه العقائدي الوطني والقومي وما جبل عليه أبنائه من حصانه وإلمام بكل مخططات الأعداء ولم يكن احد من أبناء الجيش أداة طيعة بيد المستعمر الغاشم .

4.أماني خائبة:  لقد حاول الأعداء الغزاة ومعهم كل صف العمالة والخيانة وخاصة مع صفحات المعركة العسكرية وما تلاها من تلويث واتهام سمعة بعض ضباط وقادة جيشنا الباسل الأبي ،واتهموا بعضهم أنهم تعاونوا مع الجيش الأمريكي الغازي ونسجوا العديد من الروايات الكاذبة والمفبركة بان بعض الضباط ممن كانوا في الخدمة وكانوا قيادات مهمة في الجيش ركبوا الطائرات الامريكيه هم وعوائلهم وذهبوا الى أمريكا أو الى أماكن أخرى بعد أن أدوا دورهم في خدمة المحتل الغازي ، ولكنهم خسئوا إذ وحتى يومنا هذا وحتى هذه اللحظة لم يتمكنوا( أي المحتلين واعوانهم) من عرض أو تحديد اسم واحد من عمالقة جيشنا الذين لازالوا لهم بالمرصاد وهم يتوزعون ألان على كل فصائل الجهاد والمقاومة الوطنية والقومية والاسلاميه ،يؤدون دورهم المجيد والمقدس دفاعا عن بلادهم واستقلالها وحريتها  خسئ هؤلاء الكذابون هم ومن حالفهم من كل القوى الاعلاميه والمخابراتيه وغيرها .

5. وأننا عندما نتحدث عن بعض جنرالات جيشنا البطل بهذه ألطريقه ، فأننا نأمل منهم أن يستفيدوا من وزنهم العسكري والاجتماعي في مناطقهم ومدنهم وان يكون لهم قصب السبق في الجهاد ، وان يعاونوا شعبهم في التصدي لهذه المحنه التي تلم به وان يجمعوا الناس حولهم ويوحدوا كلمة الجهاد والتحرير ، ومن حقنا أن نقارن بينهم وبين بسطاء الناس من بلادنا سواء من رجال الدين أو الفلاحين أو الطلاب أو العمال أو غيرهم ممن يشكلون اليوم معظم خلايا الجهاد في أرضنا الثائرة المتفجرة بالغضب على كل الأعداء المارقين، وكل مخططاتهم الشريرة..وان لا يتاجروا بدماء الشعب الزكية والتي دفع منها انهارا للدفاع عن سيادته واستقلاله.، ولا يكونون أدوات بيد المحتل أو أعوانه أو شريكا في المخططات المخابراتيه التي تصوغها الصالونات السياسية العقيمة أو بعض المبتدئين بالسياسة و اللذين يفتقدون الى الخبرة أللازمة لمجابهة الأعداء ومخططاتهم ، وان لا تغرهم ابتسامات عميل حقود أو مبادرة ملغومة مغلفة بالسمن والعسل وتحمل ما بين ثناياها لشعبنا ووطننا المرارة العلقم في الأيام والسنوات المقبلة.

6. وفي مقالنا القصير هذا ونحن نتحدث عن دور رجال الدين وعن دور كبار العسكريين في الجهاد في بلادنا ، فأننا نبارك للإبطال من الصنفين جهادهم ونشد على أيديهم وندعو من الله العزيز القدير أن يحفظهم ويسدد رميهم ويزيدهم إيمانا بان النصر قادم لا محالة بإذن الله المقتدر الجبار، وفي الوقت نفسه نطالب بقوة من كل الآخرين الذين اشرنا إليهم في مقالنا هذا أن يكفوا عن إيذاء المقاومة والجهاد في بلادنا من خلال محاولات الفرقة والتناحر ومن خلال طرح الأفكار غير المفيدة ، ونطالبهم في الوقت نفسه أن يكونوا خير عون لجمع الصف الوطني بعيدا عن كل اجتهادات خاطئة ،، ونوصيهم ونكرر وصيتنا لهم أن يتركوا الاختلاف الفكري حاليا والى ما بعد التحرير لان المعركة مع العدو المهزوم على أشدها ألان وان شعب العراق الجبار البطل يقف وبكل قوة وعنفوان وبعد أن حقق انتصاره السياسي والعسكري على القوات الغازية فهو يقف ألان في مرحلة ترصين الهدف وتنظيم الصفوف تمهيدا لمرحلة استثمار الفوز والتي أصبحت قريبه بإذن الله ، وليعلم الجميع إن بلادنا التي امتدت لها يد العدوان الأمريكي الصهيوني الفارسي لن تتحرر بالأمنيات والدعوات ولكن بالتضحيات الجسيمة الغالية التي تستحقها .

المجد كل المجد لعراق المجد والعز والكرامة

المحبة والاعتزاز والتقدير لكل رجال الدين المجاهدين الأوفياء

المجد كل المجد لأبناء قواتنا المسلحة الباسلة درع الشعب وقوته الضاربة

والمجد لشهداء العراق وعلى رأسهم عنوان التضحية والفداء في العصر الحديث الرئيس الشهيد صدام حسين ( رحمه الله)

 
 

اللـواء الـركـن

الاميـــن العسـكـــري

كانون الأول 2007

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 27  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 07 / كانون الأول / 2007 م